من خلال بريد الأهرام وبعد كل هذه الأحداث المؤسفة التي تمر بها مصرنا الغالية وحرصا علي ابنائنا واحفادنا وانفسنا وعلي هذا الوطن العريق الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تمتلكه مجموعة أو فئة أو جماعة مهما بلغ شأنها من خلال هذا المنبر الحر أطرح قضية مهمة علي عقلاء وفقهاء ومفكري ومثقفي هذا البلد بعيدا عن الشعارات الجوفاء والرموز الفارغة وحب الظهور والكلام علي الشاشات.. قضية احسبها انقاذا لوطن تعب فيه الكثيرون من المخلصين وسار به إلي الأمام رجال انكروا أنفسهم.. اسماء مصرية تأبي وتجزع مما اصابنا.. رجال خدموا هذا البلد الأمين ودخلوا التاريخ من اشرف وانظف واطهر ابوابه.. يجب ألا نقف موقف المتفرج ولا البلطجي ولا الانتهازي, كما يجب ألا نسعي إلي هذا الظهور الزائف المقيت وننساق وراء من يشعلون النيران وكانوا من قبل يحملون المباخر ويسبحون بحمد أسيادهم الموجودين الآن وراء القضبان.. من خلال هذا المنبر الحر اطرح سؤالا قد يعترض عليه اصحاب المصالح.. وقد لا يعجب من لا يعي مصيبة ما سوف نصل اليه قريبا.. وارجو من كل عاقل ومتعلم ومثقف.. ومن كل حريص علي هذا الوطن.. ومن كل من تخلص من تهور سن الشباب.. ومن كل من علمته الحياة ان اللون الرمادي قد يكون هو انسب الالوان إذا ما اختفي الابيض والأسود.. هذا السؤال هو: هل يصلح اجراء انتخابات حاليا وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها مصر؟ ان الدارس والعاقل إذا رجع إلي فلاسفة القرون الأولي امثال ارسطو وافلاطون وسقراط وابتعد بفكره عن الكلام النظري الذي لا يفيد سوي صاحبه لوجد أن الفلاسفة الثلاثة العقلاء المحترمين اقروا في اختيار القيادات أولئك الرجال من الوسط الصالح الذين لم يذلهم الفقر المدقع ولم يفسدهم الثراء الفاحش. لماذا لا نسلك سلوك هؤلاء الفلاسفة حتي يستقر بنا الحال؟ أليس هذا خيرا من التزوير.. أليس هذا خيرا من الرشاوي.. أليس هذا خيرا من تزوير الارادة الذي تنهجه بعض الجماعات تحت دعاوي معلوم انها تخدر عقل المصري وتسحبه إلي حيث ما يرغبون.. ان تزوير العقول الآن اخطر بكثير من تزوير الصناديق التي نجحت فيها الحكومات السابقة.. كما ان تزوير العقول ومعها تزوير الإرادة تحت الشعارات الكاذبة و ما يعقبها من كذب ونفاق وسوء اخلاق اخطر علي هذا الشعب من تزوير الصناديق. ان المرحلة التي تمر بها مصرنا الغالية الآن لا تتحمل هذه المهاترات التي يروجها اصحاب المصالح وبعض الإعلاميين من خلال الشاشات.. انها مرحلة جد خطيرة فمن يرجو لقاء ربه بوجه حسن فليتق الله وليتكلم كلمة حق في هذه القضية وحسبنا الله ونعم الوكيل اولا وآخرا. د. حسام أحمد موافي - أستاذ طب الحالات الحرجة قصر العيني