ونحن علي أبواب عام دراسي جديد والحديث لا ينقطع عن مصاريف الدراسة ما بين ملابس المدرسة ومصاريف الكتب والمدارس والدروس الخصوصية التي تستنزف ميزانيات الأسر ودخول أولياء الأمور. خصوصا أن المدارس لم يعد فيها تعليم بسبب تكدس الفصول وصعوبة المناهج, وبالتالي ليس أمام أولياء الأمور إلا الدروس الخصوصية سواء في المنازل ولها سعر خاص, أو في المجموعات بين مراكز التقوية أو دروس المراجعة وكل علي قدر طاقته, هذا بالطبع ما يردده أولياء الأمور.. ولا فرق هنا بين مدرسة خاصة أو تجريبية نموذجية أو حكومية.. فكلهم في الهم سواء ولا غني عن الدروس الخصوصية, ولكن إذا نظرنا للعملية التعليمية بنظرة فاحصة ودقيقة, نجد أن الأصل هنا يعود إلي مدرس المرحلة الابتدائية, فهي المرحلة التأسيسية للطالب, لأن التعليم في الصغر.. كالنقش علي الحجر. وهنا يقول محمد رأفت.. وهو مدرس بالمرحلة الإبتدائية: مشاكلنا في منتهي البساطة.. أنها أولا وأخيرا المرتبات.. فإذا تحدثنا عن اصلاح التعليم لا يكون الحديث إلا عن الثانوية العامة ومشاكلها والمجاميع ومكاتب التنسيق, وأنا هنا لا أنكر أنها مشكلة كبيرة, أيضا أنا لا أحقد علي زميلي مدرس الثانوي.. فأولياء الأمور يصرخون من الدروس الخصوصية, وأنا واحد منهم, فليس معني أنني مدرس أن أولادي لا يتلقون هذه الدروس, ولكن مدرس الإبتدائي هو الذي لا يعطي الدروس, وبالرغم من أهمية الدراسة في المرحلة المسماة الالزامية والتي كانت مقصورة علي المرحلة الإبتدائية والتي ضمت إليها المرحلة الإعدادية, إلا أن التلميذ يصل إلي هذه المرحلة وهو يكاد يستطيع الكتابة والقراءة, والسبب تلك الأجور الهزيلة التي نتقاضاها. استعمال القسوة ويضيف أحد المدرسين الذي طلب عدم ذكر اسمه بالكامل.. أنا مدرس بإحدي المدارس الخاصة, وعن هذه النوعية من المدارس حدث ولا حرج.. فالعملية التعليمية هي آخر اهتمامات المدرسة.. المهم هو عدم إيذاء التلاميذ بألفاظ أو استعمال القسوة, وبالطبع هذا يتنافي مع أبسط قواعد العملية التعليمية.. فالتلميذ في هذه السن لابد من قليل من الشدة حتي نستطيع السيطرة علي الفصل.. وتلقين التلاميذ ما نستطيع. ويضيف صلاح كامل: أن أصعب أنواع التعليم هي المرحلة الإبتدائية فهي كالأرض البكر.. كلما بذلت مجهودا فيها تري الإنتاج خصوصا أن أطفال وتلاميذ هذه المرحلة إذا أحبوا المدرس أحبوا المادة التي يقوم بتدريسها, بل وأحبوا المدرسة أيضا, ولكن للأسف المسئولون عن العملية التعليمية لا يدركون الجهد الذي يبذله مدرسو المرحلة الابتدائية. وتضيف سنية إبراهيم مدرسة مدرسة حكومية أن مشاكلنا في هذه النوعية من المدارس تختلف كل الاختلاف عن كل أنواع المدارس الأخري.. فالتلاميذ مصابون بأمراض أقلها الأنيميا مرورا بهذه الأمراض حتي تصل إلي أمراض لا يعرفها أطباء الوحدات الصحية.. فالتلاميذ ينامون في الفصل من الإرهاق واحيانا بسبب المرض ولا أملك أن أعزل هؤلاء التلاميذ عن باقي زملائهم خشية العدوي, ولكن خوفي من جرح مشاعرهم, ولكن سوء تهوية الفصول يجعلني أخشي علي نفسي من حمل ميكروب قد أحمله لأولادي في المنزل, وبالرغم من ذلك لا أدخر جهدا لتقديم العملية التعليمية بقدر ما تسمح به الظروف, ولكن هل القائمون علي العملية التعليمية يدركون أن زميلي مدرس الثانوي مهما كانت عبقريته في الرياضيات مثلا فلن يستطيع أن يقوم بتدريس أي نظرية رياضية إذا كان التلميذ لا يعرف جدول الضرب. وأضاف صلاح الشناوي أحد المفتشين بالمرحلة الأساسية أنه يجب علي الوزارة تنظيم دورات تدريبية لهؤلاء المدرسين من أجل تطوير العملية التعليمية لمواكبة التطور التعليمي في العالم المتحضر.