سادت حالة من الحزن والغضب الشديد والاستياء، بين أهالي قرية قطيفة العزيزية، التابعة لمركز ومدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، بعد مقتل ربة منزل على يد زوجها، وإشعال النار في جثتها أمام مصرف مياه حتى لا يتعرف أحد عليها. أسرة بسيطة منزل متشح بالسواد وصوت قراءة القران الكريم علي مكبر صوت هكذا حال أسرة " شيماء". البداية قالت الطفلة "ساندي" نجلة المجني عليها، "قبل الحادث بيوم، بابا وماما اتخانقوا بسبب مصاريف البيت، وأنها طلبت منه يشتغل، وبعد كده بابا رجع صالحها وعمل عصير بس شربت أنا واخواتي في كوبايات، وشرب ماما في شفشق، وكل ماتقوله خلاص مش عايزة أشرب يقولها كملي، وبعد كده صحينا الصبح عشان تعملنا الساندوتشات مكنتش قادرة تقف، وكانت دايخة وبعد كده قعدت عملت الساندوتشات على السرير وذهبنا للمدرسة أنا وأخواتي". وتتابع الطفلة، "لما رجعنا لقينا بابا قافل الباب، قعدنا ننادي عليه بص من شراعة الباب، وكانت الثلاجة متحركة من مكانها، فسألتة ايه حركها؟ قال أنا كنت بعدلها بس كل ده ومفتحش الباب، ولما سألته على ماما قال انها بتعمل حاجة روحي انتي وأخواتك عند جدتك، ملقتهاش، رجعت تاني"، مضيفة: أن والدها حاول أكثر من مرة تعذيب والدتها ومنها مرة بالكهرباء. واستكمل الطفل "محمد" ابن المجني عليها، "لما رجعت أنا وأختي وقف توك توك وقعدنا فيه حوالي ساعتين، وبعد كده جه وروحنا شبلنجة عند خالة بابا، وقال أنا هروح أصلي أنا رجعت معاه اشتري حاجة، كلم صاحب "تروسيكل" وقاله تعالى الساعة 8 عشان أرمي الزبالة اللي في البيت". وأضاف "محمد"، "صاحب التروسيكل لما جه بابا قاله روح أنت أقعد قدام النادي، وأنا هنزل الزبالة لوحدي قاله هشيلها معاك، بابا رفض قاله لا أنا هروح لوحدي.. وأنا رجعت ل جدتي وفاء قولتلها مش لاقي ماما". «كانت بتستحمل وراضية بعيشتها.. دايما كان بيهددها ويقولها هقتلك وأنا أقولها خلي بالك منه، تقولي ده بيهزر يا ماما».. بهذه الكلمات بدأت حديثها معنا "وفاء حسن محمد"، ربة منزل، 55 عاما، والدة المجني عليها "شيماء مختار محمود"، ابنتي تزوجت منذ 12 عام من "أحمد صلاح" عامل بفرن باليومية، لديها 4 أطفال "ساندي" 10 سنوات، و"محمد" 8 سنوات، و"سجى" 4 سنوات، و"مالك" عام ونصف. وأضافت، ليلة الحادث أمس، "ابن الفقيدة جابلي أخوه الصغير ومشي، قولتله ماما فين قال بابا قالي إنها هنا، قعدت اتصل بيها كتير تليفونها كان مقفول". وتتابع الأم وهي منهمرة في الدموع، "قلقت عليها فذهبت أنا ووالدها وخبطنا كتير مفيش رد، ذهبنا لمنزل والد الزوج، لأنه كان معايا نسخة من مفتاح شقة ابنتي وذهب معنا شقيق الزوج" مصطفى، وفتحنا المنزل وجدت نقط من الدم، جاء زوج ابنتي، سألته ايه الدم ده قال كنا بندبح فراخ قولتله بس شيماء مبتدبحش في البيت حط بودرة على الدم، ولاقيت جلابية بها بقعة دم سألته ايه ده خدها مني وغسلها، وبعد كده فتحت الغسالة قولتله ايه المياه دي قال شيماء كانت بتغسل"، وتابعت: "بعد كده بدأت اقلق اكتر قولت لوالدها روح قدم بلاغ في مركز الشرطة زوج بنتي سمعني خرج من الباب التاني ومشي مرجعش". وبعينين دامعتين، "عليه العوض ومنه العوض، ده مايرضيش ربنا، دي لسه صغيرة عندها 29 سنة الصبر من عندك يارب.. أنا بناشد أمن الشرقية بسرعة ضبط الزوج الهارب، ومحامي يساعدني في القضية، لأني مش هقدر أصرف على الأطفال، أحنا على قد حالنا، وجدهم كان سائق وطلع معاش". قال "مختار"، سائق بالإسكان والتعمير بالمعاش، والد المجني عليها، "أنا بلغت المركز والمباحث، قالوا أيه اللي حصل حكينا، وأن الأهالي قالت في تروسيكل، وكان محمل بعدد مش شكائر القمامة". وألتقطت طرف الحديث عمة المجني عليها، "دايمًا كان على شجار معها وسئ السمعة، كانت على وشك الانفصال، وتم تهدئة الوضع بينهما، وشرط يكتبلها نصف المنزل، وعادت معه ثم هددها قائلا: بتاخدي حاجة غصب عني والله لأقتلك". واستكملت "فاطمة مختار"، شقيقة المجني عليها، "دايما تقولي أنا نفسي أعيش وأربي أولادي وتبكي وتقول مش عايزة منه حاجة" مضيفة، "أنها كانت دائما تشتكي من قلة عمله وكل مايروح يشتغل في مكان يسيبه.. ومش عايزة اتطلق عشان أولادي هيتشردوا في الشوارع، وكانت راضية بأقل حاجة، يوم يديها 50 جنيه، ويومين ميدهاش حاجة، ومحدش يستحمل عيشتها دي بس هي كانت صابرة ربنا يرحمها". ألتقت محررة "أهل مصر"، جيران المجني عليها، قالت الحاجة "فاطمة عبد الحميد"، تقطن بمنزل مقابل لمنزل المجني عليها، إنها شاهدتها يوم الثلاثاء الماضي، كانت خارجة تطعم ابنها "مالك"، كانت محترمة ومع نفسها، وكانت "بتتخانق مع زوجها عشان المصاريف بس". والتقطت الحديث "فاطمة عبدالحفيظ"، "شيماء كانت محترمة وفي حالها ومحدش بيسمعلها صوت، بس كانت في خلافات مع زوجها بسبب المصاريف، وأنه مبينزلش الشغل". رصدت عدسة "أهل مصر" مكان الحادث الأليم.. قال "باسم محمد" ابن عم المجني عليها، أن "زوجها ذهب بجثة شيماء لمصرف بين محافظة الشرقية ومحافظة القليوبية، وحرق جثتها وانتقل رئيس المباحث، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى منيا القمح، بس كانت مشوهه ومفيش أي ملامح لها". قال مصدر أمني، إن الزوج ذبحها وتمزيق جسدها ثم قام بحملها على "تروسيكل"، وذهب معه صاحب التروسيكل وآخر، وعندما أخبره السائق أنه شاهد جثة داخل الشكائر، قال له "مراتي وهددهم". وأضاف، تم ضبط سائق التروسيكل وآخر "أحمد" ومصطفى"، وتم العرض على النيابة العامة التي تولت التحقيقات، وجاري ضبط الزوج "أحمد صلاح" المتهم بالقتل.