شهد الرئيس السيسي، اليوم الإثنين، احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي، كما سيوجه كلمة إلى الأمة الإسلامية حول مختلف القضايا الإسلامية الراهنة ورؤى مصر للاستفادة من هذه الذكرى، كما كرم الرئيس السيسي خلال الاحتفال 8 من الشخصيات التي أثرت الفكر الإسلامي الرشيد من مصر والخارج، منهم علماء وواعظات وشباب وإداريين من الأوقاف، وتم خلال الاحتفال تكريم كل من مفتي كازاخستان الشيخ سيريك باى أوراز، ومفتي أوغندا الشيخ شعبان رمضان موجابي لفكرهما الوسطيى المعتدل ودورهما في خدمة القضايا الإسلامية، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الله خلقنا متنوعين كي نتعارف والاسلام رسخ قواعد تقبل الآخر عكس ما يفعله المتطرفون، وهو الذي قال" لقد علمنا الاسلام أنه لا إكراه في الدين ورسخ داخلنا قيم التسامح للآخر ومن لا يعرف ذلك وأخطأ الفهم وساء التفسير والوسطية للاسلام تجاوز بذلك ما جاء في القرآن الكريم"، وأكد خلال كلمته في احتفال المولد النبوي الشريف بقاعة الأزهر للمؤتمرات الذي ينظمه الأوقاف، أن المفاهيم الخاطئة تجعل المغرضين يستغلون الشباب في تكوين شخصياتهم التي يجب أن تتكون، مشددًا على وجوب استعادة القيم السامية الذي وصى بها الإسلام في مواجهة التطرف والارهاب، مبينًا أن الرسول كان قدوة وعلى خلق عظيم بوعث ليتمم مكارم الأخلاق، وتابع: أن مصر مهد الحضارات ومنارة الديانات تظل بلد السلام والأمن والأمان وفيما يلى نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف: "بسم الله الرحمن الرحيم .. فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف السادة العلماء والأئمة الإجلاء، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إننا وإذ نحتفي بذكرى مولد نبي الرحمة والإنسانية، نسأل الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع بالخير واليمن والبركات. الأخوة والأخوات، إن رسالة الإسلام التي تلقاها، سيد الخلق وأشرفهم صلى الله عليه وسلم، صاحب هذه الذكرى العطرة، والذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، حرصت كل الحرص على إرساء مبادئ وقواعد التعايش السلمي بين البشر وحق الناس جميعاً في الحياة الكريمة، دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس، فقد خلقنا المولي شعوباً وقبائل، متنوعين ثقافياً ودينياً وعرقياً، لكي نتعارف. فما احوجنا اليوم إلى ترجمة معاني تلك الرسالة السامية إلى سلوك عملي وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا. الحضور الكريم، لقد علمنا ديننا الحنيف أنه لا إكراه في الدين، ليرسخ بذلك قيم التسامح وقبول الآخر، إلا أنه من دواعي الأسف أن يكون من بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخطأ الفهم وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال، منحرفاً عن تعاليم الشريعة السمحة ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة، متجاوزاً بذلك ما جاء في القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من حرمة النفس، وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء. ولمواجهة تلك الظاهرة، فعلى كل فرد منا أن يقف بكل صدق أمام مسئولياته، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وتأتي في مقدمة تلك المسئوليات أمانة الكلمة، وواجب تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان حقيقة ديننا السمح، وتفنيد مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل، بالحجة والبرهان. السيدات والسادة، لا شك أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتكوين الشخصية على أسس سليمة، يعد المحور الأساسي في أية جهود للتقدم وتنمية المجتمعات، وهو ما وضعته الدولة هدفاً استراتيجياً لها خلال الفترة الحالية. لذا فإنني أدعو علمائنا وأئمتنا ومثقفينا إلى بذل المزيد من الجهد في دورهم التنويري، دعونا نستدعي القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم والتي تنادي بالعمل والبناء والإتقان، لنواجه بها أولئك الذين يدعون إلى التطرف والإرهاب. ورغم جهود هؤلاء العلماء والأئمة والمثقفين، ودورهم المحوري في هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا أننا نتطلع إلى المزيد من تلك الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكري، قراءة واقعية مستنيرة، نقتبس من ذلك التراث الثري ما ينفعنا في زماننا ويتلاءم مع متطلبات عصرنا وطبيعة مستجداته، ويسهم في إنارة الطريق لمستقبل مشرق بإذن الله تعالي لوطننا وأمتنا والأجيال القادمة من أبنائنا. دعونا ننقذ العقول من حيرتها، وننبه النفوس عن غفلتها، وننشر المفاهيم الحقيقة السمحة للإسلام. احرصوا على غرس القيم الإنسانية السامية في القلوب والأذهان، لننبذ العنف والكراهية والبغضاء. أبناء الشعب المصري العظيم، لقد كان رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم وما يزال قدوة للناس جميعاً، فلقد كان على خلق عظيم، فدعونا نقتدي بنبي الرحمة الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، لنجعل من وطننا الحبيب مصر منارة للسلام والرقى، ولتستعيد مكانتها الطبيعية كمركز للحضارة والعلم والثقافة للإنسانية جمعاء. كل عام وحضراتكم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.".