"الغاية تبرر الوسيلة".. منطق كثيرين من الشعب المصري، خاصة لو كانت الغاية كسب الرزق في ظل ظروف الحياة الصعبة، فتجد وراء كل غاية قصصًا وحكايات لا تنتهي. فعلى أعتاب موقف سبرباي (الموقف الرئيسي بمدينة طنطا) يزدحم المارة حول شاب لم يتجاوز ال34 ربيعًا، يقف ببشرته السمراء، ويمارس عملاً مثيرًا للفضول. اقتربت كاميرا "أهل مصر" من الشاب؛ لتعرف سر هذا الزحام. عصَّارة قصب على "تروسيكل".. زحام وتهافت على شرب العصير.. والشاب يلقى الجميع بابتسامة دائمة، ويلبي طلباتهم. "الرزق يحب الخفية".. بهذه الكلمات بدأ الشاب علي السوهاجي حواره معنا.. وتابع: أخرج كل يوم من الثامنة صباحًا؛ بحثًا عن رزقي داخل مواقف وتجمعات مدينة طنطا. وبسؤاله عن مصدر الفكرة، قال السوهاجي إنها منتشرة بصورة واسعة في الصعيد، وفي سوهاج خاصة، مشيرًا إلى أن معظم أقاربه نفذوا الفكرة على أرض الواقع. وعن مصدر الكهرباء قال: أحمل معي بطارية إضافية في التروسيكيل، وعندما أستقر في مكان، أوصل العصارة بالبطارية. وتابع: بدأت تنفيذ الفكرة منذ 3 أشهر. كان عملي الرئيسي في رمضان بيع المشروبات الباردة، إلا أني حاولت تطوير عملي، فاشتريت تلك العصارة؛ لتعيننى على العمل وكسب الرزق، فالعصير هنا من المنبع رأسًا، فلا خوف من التلوث أو عدم نظافة المعدات؛ "لأن الزبون بيشوف كل حاجه بعنيه"، وهو ما يشجع المارة على الشراء، كما أن بعض الزبائن يقبلون على الشراء بدافع الفضول ورؤية العصارة كيف تعمل. وعن يومه قال: في الصباح الباكر أبدأ أنا وابني محمد في غسل وتنظيف العصارة والأدوات الموجودة في التروسيكل، ونملأ خزان المياه، ثم نتحرك إلى مصنع الثلج؛ لشراء لوح كامل، وبعد غسله نضعه في العصارة؛ للحفاظ على برودة العصير، ثم ننطلق في طريقنا للمواقف أو أمام الجامعات لكسب قوت اليوم. أما بالنسبة للمخلفات الناتجة، فأكد: نجمعها داخل جوال مصنوع من الخيش، وفى نهاية اليوم نفرغها في محطة الترحيل الموجودة على الطريق. وعن أسعاره قال: الكوب الصغير 1.5 والكبير 2.5، "وبيجيب مكسبه ورزقه"، وفي نهاية اليوم بعد حساب كافة التكاليف من ثمن القصب والثلج وغيرهما، أخرج بمكسب لا يقل عن 60 أو 70 جنيهًا. ونحمد الله.. قد تمتد ساعات العمل حتى المساء، أو قد ننهي ما لدينا في العصر، ونعود للمنزل راضين.