المعنى اللغوى للحرية في ردها إلى "حرر" بمعنى أعتق، والكتابة باصل الخط والوزن بالتدقيق والرمي بمعنى احكمه، ف "تحرر العبد" أي "صار حرًا"، والشعب تخلص من الاستعمار والحكم الاجنبى. (العجم الوجيز حرف ح باب ح،ر ص 143 ). أما المعنى الاصطلاحي، يعنى زوال المؤثر والثبات والقيد وإطلاق الإرادة وعدم كبت الرغبات، وبالتدقيق في ذلك الأخير نجد أن فرصة غير العاقل في الحرية بناء على ذلك أكبر من كل ذي عقل. بالفعل عنده غير مقيد بالعرف أو العادات أو التقاليد أو ثقافات الآخرين ومطلق على رغبته في إصداره للفعل فقط. والسؤال هل لغير العاقل حرية مع إنعدام الإرادة اللتى تحقق المشيئة، أعتقد أن الإجابة بلا تردد هي بالنفى "لا"، فلا وجود لأعمال الباعث على التصرف ولا وجود للركن المعنوي له، فالدافع غير محدد أو موجود كأصل عام بأستثناء الدوافع الفسيولوجية المتعلقة بالمحافظة على الحياة كالجوع والعطش. إذن فإن الحرية ليست في إصدار الأفعال شكلًا وموضوعًا على إطلاقها دون ضوابط أو ثمة قيود فالحرية مصدر للإلتزام وما يجب أن يكون عليه تصرف الأحرار.