هل السلآم متوافر بالدرجة الملحوظة.. في الواقع أن الشأن الدولي ينفي ذلك، فالصراعات المحتدمة بين الدول الكبرى تثير الزعر وتثبت عدم الطمئنينة فس نفوس الدول الصغرى، وهو مايفرغ السلام من مضمونه ويجعله ينحو تجاه الانعدام وغير ذلك فإن الوضع الراهن ينعكس بطبيعته على الشأن الداخلس لتلك الدول فهناك من المؤامرات التي تحاك لإضعاف أنظمة الدول الصغرى بما يسهم في السيطرة عليها واستغلال اقليمها وثرواتها أو مواردها حال نشوب الحرب العالمية التي مازال احتمالها قائما إضافة إلى الاوضاع الاقتصادية الماسة بمقدرات البسطاء كل ذلك يصب في عدم توافر السلام وأن كان نسبيًا. أما عن الأساس الذى يقوم عليه السلام فبوصفه أحد الحقوق الثابتة للإنسان منذ بداية الخلق وقصة السجود، تؤكد أن الإنسان له من التكريم الذى أكسبه الله سبحانه وتعالى على سائر خلقه بما فيهم الملائكة المقربين، فقال تعالى: "فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين" وقوله جل شأنه، "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر" صدق الله العظيم. فإن قواعد الإنسانية جميعها تقر للأنسان بالحق في العيش في سلام، بيد أن هناك من العراقيل التي تمثل حجرًا عثرة في سبيل تحقيق ذلك السلام نوجزها فى نقاط تحتمل الصحة قياسا بالواقع: * نسبية وجود الثروات الطبيعية فى الدول ووجودها بنسبة أكبر فى الدول الصغرى. * الخلاف حول وضعية الدين وما يثأر حول الفهم الخاطئ له وسيطرة رجال الدين لبعض الوقت فى أوروبا والمعروف بالحكم الكنسى وصراعات الإقصاء ومحاولات العودة وصراعات السلطة بدعوى الدين. * نشأة وانتشار فكرة الحرب وفرض السيطرة بالقوة وعدم اتزان التسليح المسموح به للبعض المحرم على الدول الصغرى بوجه عام. * نسبية الحقوق واتساع نطاق الحق مما جعل مشروعية للصراعات وبالتالى تهديد السلام. * قصور القواعد الدولية افتقارها للتجريد والعمومية الذى افقدها قوة نفاذها. * إباحة العنصرية ضد فئات معينة مثل جرائم البوذيين ضد مسلمى بورما واليهود ضد الفلسطينيين رغم تجريم تلك الأفعال دوليا. * عدم وضوح فكرة الإرهاب ونشأته وحتى تدابير المكافحة له. ** كل ذلك يقوم على اساس واحد هو الأطماع وعدم توقفها عند حد معين من الطموح لدى الدول الكبرى اللتى اعتبرت أن الدول الصغرى ملكا لها. وإلى لقاء آخر حول السلام والعدالة في الفقه الدولي. خالص تحياتى وتقديرى.