تطبيع بالإكراه.. الحلال والحرام في العلاقات السعودية الإسرائيلية.. إيران توحد مصالح الرياض وتل أبيب في المنطقة.. والقضية الفلسطينية العقبة أمام علاقات رحبة

كمن ألقى بحجر ضخم فجأة في مياه ظلت راكدة لسنوات طويلة خرج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتصريحات أثارت تساؤلات كثيرة حول علاقة السعودية الجديدة بإسرائيل، حيث قال خلال حواره مع مجلة «ذا أتتلانتك» الأمريكية، إنه يؤمن بحق الشعب اليهودي في دولة تعيش بسلام بجوار دولة فلسطينية، مضيفًا أنه يجب التوصل إلى اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع بجانب تطبيع العلاقات، مشيراً إلي أن هناك مخاوف دينية من مصير المسجد الأقصى في القدس وحول حقوق الشعب الفلسطيني.
وعند سؤاله عن كون المملكة لفترة طويلة مكانا لإنتاج دعاية "معادية للسامية"، قال إن المملكة ليس لديها أي مشكلة مع اليهود.
وأضاف «رسولنا تزوج من سيدة يهودية»، وكان جيرانه من اليهود، ولا يوجد أي مشكلة بين المسيحيين والمسلمين واليهود.. لدينا مشاكل موجودة في كل مكان في العالم.. مشاكل بين الأشخاص».
وفي رده أيضًا على سؤال عن تقرب المملكة من إسرائيل فقط بسبب المخاطر الإيرانية لهما، فقال ولي العهد السعودي: «إسرائيل اقتصاد قوي مقارنة بحجمهم وهو يتنامى أيضًا، وبالطبع هناك كثير من المصالح المشتركة مع إسرائيل لو كان هناك سلام، وقد يكون هناك كثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون ودول مثل مصر والأردن».
وذكرت المجلة أن الأمير بن سلمان لو استطاع تطبيق أفكاره وفقًا لرؤية "المملكة 2030" سوف يتغير بالفعل شكل الشرق الأوسط.
إن الإسرائيليين لهم "حق" في أن يكون لهم وطن، فيما يعتبر تحولا ملحوظا في الموقف السعودي من دولة إسرائيل التي ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية حتى الآن.
وأضاف في تصريحات أدلى بها لمجلة أتلانتك الإخبارية الأمريكية "أؤمن بأن لكل شعب، في أي مكان، الحق في العيش في سلام في بلاده."
ورغم عدم اعتراف السعودية بإسرائيل رسميا، ترى الدولتان في الولايات المتحدة الحليف الأكبر في حين تنظران إلى إيران على أنها التهديد الخارجي الأكبر في المنطقة، علاوة على اتفاقهما على الخطر الكبير للجماعات المسلحة في المنطقة.
ويُعد الصراع العربي الإسرائيلي العقبة الأكبر التي تواجه التقارب بين البلدين، إذ لا تزال الرياض تدعم سيادة الفلسطينيين على أراضيهم، وتطالب بالعودة إلى حدود ما قبل حرب 1967 بين العرب وإسرائيل.
فتحت السعودية المجال الجوي للطيران التجاري الإسرائيلي للمرة الأولى لتبدأ رحلات من إسرائيل إلى الهند والعكس عبر المجال السعودي.
وقال بن سلمان: «هناك مصالح مشتركة بيننا وبين إسرائيل، وإذا حل السلام، سوف تكون هناك مصالح كثيرة بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي».
وقبل أشهر قليلة، أدانت السعودية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، ما يعد اعترافا رسميا بالقدس كعاصمة لإسرائيل، لكن مسؤولين عرب صرحوا لوكالة أنباء رويترز بأن السعودية تتفق مع الولايات المتحدة على صعيد الاستراتيجية الأوسع نطاقا لخطة سلام فلسطينية إسرائيلية تبدو في مراحلها الأولى.
نقلا عن العدد الورقي.