بات من الواضح الانتهاء من تفاصيل مخطط (عرب صهيون) المكون من سلطات الانقلاب في مصر والسعودية والإمارات، للقضاء على القضية الفلسطينية، تمهيدا لإنشاء دولة اليهود وعاصمتها القدس، مقابل توطين الفلسطينين في سيناء. ولعل ما كشفته تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة مع مجلة "ذي اتلانتك" إن لدى المملكة العربية السعودية الكثير من المصالح مع "إسرائيل"، يؤكد تغيير الفكرة السعودية عن حق دولة اليهود، والإيمان بأهمية إنشاء دولة لهم، خاصة مع التغيير الجوهري في السياسة السعودية على يد بن سلمان، الذي زار الكيان الصهيوني أكثر من مرة سرا، ليخرج معترفا في نهاية الأمر بهذه العلاقة، وأن هناك مصالح بين السعوديةو بين الكيان الصهيوني. وأكد بن سلمان في المقابلة التي نشرتها المجلة أمس الاثنين، إنه "يحق لكل شعب العيش بدولته بسلام"، متحدثا عن الإسرائيليين والفلسطينيين. وأعرب عن قلقه لما آلت إليه الأوضاع بالمسجد الأقصى بالقول: "نشعر بالقلق بشأن المسجد الأقصى وليس لدينا أي اعتراض ضد أي شعب آخر"، مؤكدا أنه "من حق الفلسطينيين والإسرائيليين العيش على أرضهم الخاصة بهم بسلام". وفي إطار إجابته عن سؤال آخر قال إنه "يعتقد أن الشعب اليهودي له حق في دولة قومية في جزء من موطن أجداده على الأقل، قال: "أعتقد أن كل شعب، في كل مكان، له الحق في العيش في سلام"، وأضاف: "أعتقد أن للفلسطينيين والإسرائيليين الحق في امتلاك أرضهم الخاصة"، معتبرا أن إسرائيل هي أرض اليهود وليست فلسطينالمحتلة، ما يؤكد أن بن سلمان وحلف عرب صهيون الجديد، على أعتاب الإعلان عن الدولة اليهودية". وقالت المجلة إن العديد من الزعماء العرب المعتدلين "تحدثوا عن حقيقة وجود إسرائيل، لكن الاعتراف بأي نوع من "الحق" في أرض أسلاف اليهود كان خطًا أحمر لم يعبره أي زعيم حتى الآن". وأشارت إلى أن اللقاء مع ولي العهد السعودي تم قبل أحداث مسيرة العودة الكبرى حاليا بغزة، لكن معدة المقابلة بالمجلة أكدت بقولها: "لا أعتقد أن ولي العهد كان سيعدل وجهات نظره في ضوء هذه الأحداث من الفلسطينيين". اليهود يحتفلون بالسيسي تزامنت تصريحات بن سلمان مع احتفال الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية في مصر، وتهنئة عبدالفتاح السيسي، بمناسبة فوزه في مسرحية الانتخابات الرئاسية بولاية ثانية. ونشرت الصفحة صورة للسيسي وهو يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية، وكتبت :« السفارة الإسرائيلية بالقاهرة تهنيء عبد الفتاح السيسي بفوزه بفترة رئاسية ثانية أدامه الله عوننا لوطنه وحافظا لأرضه». من ناحية أخرى، كشف تقرير منشور على صحيفة أجنبية، أن استلام ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لمساحات من مدينة الغردقةوشرم الشيخ، ضمن مشروع مدينة "نيوم العالمية" بعد تفريط نظام عبد الفتاح السيسي في جزيرتي تيران وصنافير، يؤكد خروج مصر تمام من البحر الأحمر، وهيمنة الكيان الصهيوني على حركة الماحة بشكل كبير، خاصة بعدما أعلنت إسرائيل استعدادها للمشاركة في بناء المدينة السياحية العالمية. وقالت صحيفة "فولتير" الفرنسية، في تقريرها، إن اندماج جزء من جنوبسيناء، بما في ذلك مدينة شرم الشيخ وجزء من الأراضي في مدينة الغردقة المصرية، ضمن مشروع "نيوم" ينطوي على إقامة نظام من خارج الإقليم المصري والسعودي، نواته تبدأ في المنطقة السعودية من تبوك شمال غرب المملكة، على مساحة 26.5 ألف كيلو متر مربع، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلو متراً، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2500 متر، باستثمار مشترك بقيمة 10 مليار دولار (تم تمويله بالكامل من قبل المملكة العربية السعودية). وأشار التقرير إلى نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير من مصر للسعودية أبريل 2016 ، اللتين تضمان خليج العقبة بين مصر وسيناء المصرية، وهو ما يصب في مصلحة مشروع "نيوم"، ويقلص التواجد المصري في البحر الأحمر، مقابل هيمنة الكيان الصهيوني. فضلا عن إن نقل السيادة على هاتين الجزيرتين تضمن اعترافًا فعليًا من قبل السعوديين باتفاقيات كامب ديفيد المصرية الإسرائيلية.