حياتهم مهددة ينتظرون الموت فى كل لحظة، فالعقار الذى يسكنون به لم يعد يتحمل سكان بداخله.. هاهم أصحاب العقارات الآيلة للسقوط الذين يدفعون حياتهم ثمنا لقلة ضمير المقاولين وتلاشى المسؤولين الذين وقفوا مكتوفى الأيدى ففى محافظة الدقهلية نجد الكثير من العقارات الآيلة للسقوط فمنهم نتيجة سوء مواد البناء والآخر نتيجة بناء طوابق مخالفة. وقمنا بجولة لعدد من المناطق المكتظة بالمنازل الآيلة للسقوط والذى ينتظر سكانها الموت البداية كانت بمنطقة عزبة سراج بمدينة المنصورة فهناك العديد من المنازل المتصدعة نتيجة الصرف الصحى الذى يتوجه داخل المنازل والحجرات فالمئات من قاطنى العزبة مهددون بالضياع فى أى لحظة نتيجة تصدع منازلهم وانتظار سقوطها فى اى وقت. حسن جابر أحد قاطني العزية يقول "الموت أفضل بكثير من الحياه هنا فى هذه المنطقة فمنازلنا متصدعة والغرف جميعها تدخلها مياه الصرف وطالبنا مرارا وتكرارا من المسئولين أن ينظروا الينا بعين الرحمة ولكن دون جدوي. وتضيف سامية علام: مأساة بكل المقاييس يعيشها جميع سكان العزبة فحالنا كحال الكثير فى مدينة المنصورة والامر لم يحل فمنذ عشرات السنين نطالب بحمايتنا وتوفير مساكن نعيش فيها فى ظل حياة آدمية ولكن المسئولسن لم يسمعوا صراخنا. عقارات منهارة وجثث تحت الانقاض الهلع لم يعد يصيبنا عندما نسمع خبر عن انهيار منزل او عقار مكون من 3 او 5طوابق فالأمر أصبح عاديا جدا ومشهد يتكرر يوميا فمحافظة الدقهلية كان لها نصيب كبير من تلك العقارات المنهارة منها سقوط أجزاء من أحد المنازل المكونة من 4 طوابق بشارع المديرية بمدينة المنصورة، وانهيار شرفتي الدورين الثالث والرابع وأرضية الدور الرابع وفى مدينة منية النصر انهار عقار مكون من 3 طوابق بعد خروج قاطنيه للعمل والمدارس صباحا وذلك بسبب اعمال الحفر فى أحد المنزل المجاورة للعقار ،اما الكارثة الكبرى كانت فى يناير الماضى وذلك بعد انهيار مكون من 6 طوابق بشارع الحداردين بمدينة دكرنس العقار المنكوب كان يسكنه 14مواطنا من 4أسر مختلفة وراح ضحية انهيار العقار مواطنا يدعى "محمد نعمة الله 36 عاما بينما أصيب 4 اشخاص جراء انهيار العقار ،حيث قام أصحاب تلك العقار المنكوب بتنظيم وقفة للحصول على شقق بديلة لهم كما وعدهم المحافظ السابق اللواء عمر الشوادفى. عقارات آيلة للسقوط.. ولا بديل لسكانها أنا عارف ان العقار اللى انا ساكن فيه خرج له قرار إزالة بس المشكلة هنروح فين..هذه كانت بداية حديث مدحت عبد اللطيف أحد سكان عزبة الشحاتين يمدينة المنصورة مشيرا انه يسكن بمنزل يتكون من 4 طوابق وبه العديد من التصدعات ولكن ليس لديهم بديلا عن العيش فى هذا المنزل ويقول "إحنا مستعدين نخرج من العقار بس فين دور الحكومة مش المفروض توفر لينا سكن تانى حفاظا على حياة المواطنين ولا هى حياتنا رخيصة كده. ويقول سمير حازم وهو موظف: "الحكومة مش بتنفذ قرارات الإزالة غير لما المنازل تنهار ويخرجوا الجثث من تحت الأنقاض ،احنا بنسمع عن تنفيذ قرارات الإزالة يوميا ولكن المسئولين "ودن من طين وودن من عجين"والمواطن الفقير البسيط هو اللى بيدفع التمن وتضيف منى محمد وهي مدرسة: "لابد وان يمر لجان من هيئة الأبنية على المنازل وخاصة المحصورة لدى المسئولين بالتصدع لرصد حالتها ومااذا كانت تحتاج لترميمات بسيطة او إزالة خوفا على حياة المواطنين مشيرة أن هناك عشرات العقارات التى انهارت فى محافظة الدقهلية وراح ضحيتها عشرات المواطنين.. وفى سياق متصل شدد المحاسب حسام الدين امام محافظ الدقهلية في تصريح صحفي، علي رؤساء الأحياء والمدن بمتابعة وتفقد المنازل جيدًا ورصد العقارات المخالفة والصادر لها قرار إزالة وحصرها والعمل علي سرعة إخلائها وتوفير أماكن بديلة للسكان. وأكد أشرف حامد مهندس معمارى ان العقارات المنهارة والآيلة للسقوط بمحافظة الدقهلية ترجع نتيجة عوامل كثيرة منها الغش فى مواد البناء وهو مايجعل المبنى غير متين مما ينذر بوقوع كارثة. ويقول إن مياه الصرف الصحى تتسبب أيضا فى تصدع جدران المنازل وانهيار أجزاء منها مما يجعل حياة السكان مهددين بالموت فى أى لحظة مضيفا ان مئات المواطنين يلجأون الى بناء أدوار مخالفة للبناء وهو مايمثل مخاطر على حياتهم مطالبا المحافظ حسام الدين امام بسرعة إزالة الطوابق المخالفة قبل وقوع الكارثة وتخصيص لجنة للمرور على المنازل المتصدعة وسرعة ترميمها او نقل السكان الى عقارات اخرى تضمن سلامتهم..