بعد إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" اعتزامه السماح بنشر الملفات السرية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدةالأمريكية "جون كينيدي"، تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ماذا يمكن أن تقدم تلك الملفات للجمهور؟. ولطالما كان ينظر لاغتيال كينيدي الذي وقع في 22 من نوفمبر 1963، كجريمة العصر في تاريخ الولاياتالمتحدة الحديث،وكشفت الكثير من النظريات حول الجريمة، أبرزها الرواية الرسمية التي تقول إنه قتل برصاصة من بندقية "لي هارفي أوسولد". وجاءت تصريحات ترامب بعد تقارير أشارت إلى أن الملفات لن تُفتح بالكامل، حرصاً على بعض المصادر الاستخباراتية المتعلقة بالاغتيال. ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم هناك حوالى 3100 ملف كانوا محظرين لفترة طويلة وبين طياتهم عشرات الالاف من الصفحات التي تضم معلومات نادرة، بجانب أن السجلات الوطنية لديها 30 ألف صفحة أخرى كشف عنها سابقا، ولكن بشكل جزئي فقط. وأضاف الخبراء، ال 3100 ملف الجديد ربما يكونون الأكثر إثارة للاهتمام في العالم لأن الكثيرين منهم يهتمون برحلة "اوزوالد" المتهم باغتيال كنيدي، التي استغرقت 6 أيام إلى مكسيكو سيتى في سبتمبر 1963 أي قبل شهرين من عملية الاغتيال، وقتل أوزوالد نفسه بالرصاص من صاحب ملهى يدعى "جاك روبي" في 24 نوفمبر. ويعتقد الخبراء أن بعض الأوراق تظهر مدى قيام وكالة المخابرات المركزية، التي كانت تراقب حركات أوزوالد في المكسيك، بمعرفة لقاءات أوزوالد مع الكوبين والسوفييت. وقال "فيليب شينون" مراسل سابق لصحيفة "نيويورك تايمز"، ومؤلف كتاب عن لجنة "وارين" التي حققت في مقتل كينيدي:" لقد اعتبرت دائما مدينة مكسيكو رحلة الفصل الخفية من الاغتيال، هناك الكثير من التاريخ الذي يمس هذه الفترة". وتساءل شينون خلال المقابلات التي أجراها أوزوالد مع الجواسيس السوفيات والكوبيين، ألم يكن لدى وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي الأدلة الكافية على أنه يشكل تهديدا؟ وإذا اعتقلوه ربما لم تكن حدثت الفاجعة، ويمكن لهذه الوكالات أن يكون لديها ما تخشاه إذا افرج عن الوثائق، فقد كانوا يعرفون أن أوزوالد خطر، لكنهم لم ينبهوا واشنطن". ونقلت الصحيفة عن "جيفرسون مورلى" مراسل سابق لواشنطن بوست قوله: الوثائق المتبقية قد تتضمن ملفات تدين كبار ضباط المخابرات المركزية خلال حقبة الستينيات ومن المحتمل أن يعرفوا تفاصيل مراقبة الوكالة اوزوالد في مكسيكو. وأضاف:" ما هو موجود في تلك الملفات يمكن أن يخبرنا كيف قامت وكالة المخابرات الأمريكية بعملها في تلك الفترة، وأنني حريص على قراءة نسخ لم يسبق لها مثيل من الشهادات التي قدمها "جيمس أنجليتون" رئيس وكالة المخابرات المركزية لمكافحة التجسس من 1954 إلى 1975 خلال شهادته أمام أعضاء مجلس الشيوخ سبتمبر 1975.