قبل أن يعيش العالم في سلام، نشبت فيه الكثير من الحروب، التي لازال يذكرها التاريخ، وكانت لها نتائج وخيمة أثرت علي الكثير من شعوب العالم، وعادة تكون أسباب هذه الحروب، هي رغبة من الدول العظمي للسيطرة وفرض نفوذها علي الدول الأخري، من أجل السيطرة علي الممتلكات، والمال والنفوذ والسلطة هما الدوافع الحقيقية وراء أي حرب.ومن أهم هذه الحروب التي يغفل عنها الكثيرون، هي "حروب البوير"، وهي في الأصل حربين، قامتا بين بريطانيا وجمهوريتا البور المستقلتين، الأولي كانت في (1880-1881)، والثانية كانت في (1899-1902).التعريفحرب البوير الثانية كانت من الحروب الطويلة بين بريطانيا وجمهوريتي البوير المستلقة وأطول من حرب البوير الأولي، واستمرت من 11 أكتوبر 1899 إلى 31 مايو 1902، والبوير في الأصل هم جنوب أفارقة من أصل هولندي، وتعرف باسم حرب "الإنجلو بوير" وأيضا "حرب الإستقلال الثانية"، ونشبت في جنوب أفريقيا.الأسباببعد فشل حرب البوير الأولي التي حاولت فيها بريطانيا ضم جمهورية جنوب أفريقيا إلي أراضيها، وبعد تصدي الأهالي لها، ابتعدت بريطانيا عن هذه الفكرة.لكن في عام 1866 اكتشف بعض العلماء وجود الماس والذهب، في أحد مناطق جنوب أفريقيا، مما جعلها أغني منطقة في افريقيا في ذلك الوقت، مما أدي إلي استعادة بريطانيا لفكرة ضمها، لكن هذه المرة بحجة الأصول البريطانية لغالبية سكان هاتين الجمهوريتين، والتدفق المستمر لأصحاب الأراضي الجديدة في جوهانسبرج، حيث طالب سكرتير الاستعمار البريطاني جوزيف شامبرلين بحقوق التصويت الكاملة والتمثيل للمقيمين في جمهورية جنوب أفريقيا في شهر سبتمبر عام 1899.مراحل الحرباستمرت حرب البوير الثانية بين بريطانيا وجمهورتي بوير في جنوب أفريقيا لمدة 3 سنوات، وانقسمت إلي ثلاث مراحل، تميزت الأولى بانتصار قوات البوير ونجاحها في حصار القوات البريطانية مستعمراتها،لكن في المرحلة الثانية كانت الكافة الأكبر تطب في كافة بريطانيا، من حيث الإنتصارات والقوة، فاستطاعوا فك الحصار عن حامياتهم المحاصرة وغزوا جمهوريتا جنوب أفريقيا وأورانج الحرة.أما في المرحلة الثالثة فقد حاول البوير استخدام سياسة حرب العصابات لإخراج البريطانيين من أراضيهم، لكن بريطانيا استخدمت سياسة أعنف من ذلك، وهي إحراق أي شئ دون إكتراث لها.معاهدة فيرينيجينج ونهاية الحرببعد أن استمرت الحرب بين الدولتين لفترات طويلة، عانت فيها الشعوب، وبعد محاولات بريطانيا المستمرة لضم جمهوريتي البوير لأراضيها، لإغتنام كنوزها، استسلمت قوات البوير في مايو عام 1902، ووقعت دولتا البوير، معاهدة فيرينيجينج مع بريطانيا، وتنص هذه المعاهدة علي ضم الجمهوريتين للإمبراطورية البريطانية، مع وعد بالحكم الذاتي المستقل في المستقبل، وقد تحقق هذا الوعد مع إنشاء اتحاد جنوب أفريقيا في عام 1910.