حكاية بيل جيتس الصعيد.. اخترع كرسيا متحركا يعمل بإشارات المخ.. وحصد المركز الأول فى معرض جنيف الدولى للابتكار

الابتكار لا يعرف سنا محددة، وإنما يحتاج إلى تشجيع لكى يظهر للنور، ويطلق الإنسان العنان لكى يصل لهدفه، ولا يتأثر بأى إحباط.. "عبد الرحمن محمد عمران، ابن أسوان، الطالب فى مدرسة العقاد، لم توقفه إعاقته على تحقيق حلمه فى رفع اسم بلده عاليًا، واستطاع بفضل ابتكاراته الذكية فى حصد المركز الأول فى أهم معرض عالمى للابتكارت بمدينة جنيف، من بين طلاب 156 دولة، وهو لم يتخط سن الثامنة عشر.
"عمران" من ذوى الاحتياجات الخاصة، بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة، وأثر ذلك على خلايا الجهاز الحركى، ولم يقف ذلك عائقًا أمامه، ما دفعة للتفكير فى ابتكار ما يفيد أقرانه فى مثل حالته، وتمكن من اختراع كرسى متحرك "ذكى" يعمل وفقًا لإشارات المخ.
يقول المخترع الصغير أو "بيل جيتس الصعيد"، كما لقبه اصدقاؤه والمشرفون عليه: إن الجهاز عبارة عن كرسى متحرك كهربائى، يساعد مرضى الشلل الرباعى، وجميع الإعاقات الحركية، من خلال قراءة إشارات المخ، لافتًا أن مرضى الشلل لا يستطيعون تحريك أيديهم أو أقدامهم، لتحريك الكرسى العادى، أو المتطور ذى عصا التحكم، مشيرًا أن سعر الكرسى المبتكر يبلغ 4 آلاف جنيه فى حين أن سعر الكرسى المتطور يصل إلى أكثر من 20 ألف جنيه.
وعن فكرة عمل الجهاز يشير المخترع أنه استخدم خاصية eg sensor، وهو "السينيور" نفسه، الذى يتم استخدامه فى أشعات رسم المخ، الذى يلتقط الإشارات الكهربائية المارة فى فجوة الرأس، مما يحدد الأفكار يمينا أو يسارا، وهو ما يشبه جهاز كشف الكذب، كما أن الكرسى مزود بأجهزة أمان حساسة، تساعد على تفادى معوقات الطريق، ما يجعل الكرسى يقف، حتى لا يصطدم وينقلب.
ولفت المخترع أن الهيئة العربية للتصنيع تبنت مشروعه، باعتبار هذا الابتكار طفرة فى تطوير الكراسى المتحركة، ولكى يكون منتجًا مصريًا خالصًا، فضلاً عن أنه الأول من نوعه على مستوى العالم، معربًا عن تطلعه لأن تصل الفكرة لمرحلة الإنتاج، ويتمكن مشروعه من التخفيف عن ذوى الاحتياجات الخاصة.
"بيل جيتس الصعيد" شارك فى العديد من المسابقات منها يوم الهندسة المصرى، وحصل على المركز الأول بها، كما أنه حصل على المركز الأول أيضًا فى مسابقة "القاهرة تبتكر"، حتى يصل فى النهاية إلى معرض جنيف الدولى لللابتكار بسويسرا، ويحصل على مركزها الأول من بين مخترعى ومبتكرى 156 دولة أخرى.
كما أنه قام بالعديد من الابتكارات، التى تخدم ذوى الاحتياجات الخاصة، منها تصميم أول برنامج ويندوز مصرى "windows Egypt" خاص بذوى الاحتياجات والمكفوفين، وأيضًا استطاع ابتكار برنامج يستطيع من خلاله تحريك ماوس الحاسب الآلى بالعين أو الأنف، كما قدم تصميم برامج حاسب آلى بها ذكاء صناعى، وآخر صوتى خاص بالمكفوفين، وتصميم العديد من البرامج الخاصة بالصم والبكم، والتى تحول لغة الإشارة إلى صوت، والأصوات إلى إشارة.