تجارة الرقيق لم تعطي الإنسان أي شكل من أشكال التحرر، كما أنها نوع لممارسة العبودية، والعبودية كانت متأصلة في حياة الشعوب القديمة، حيث عاشت في غرب آسيا، وشمال إفريقيا وشرق إفريقيا، وبعض الأجزاء من أوروبا مثل صقلية وإيبيريا، وأيضًا ظهرت في المنطقة العربية، وقامت عدة حضارات على أكتاف الرقيق، حتى ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، الذي حرص على منح جميع الأفراد حريتهم. تعريف العبودية هي امتلاك إنسان لإنسان، وكون الرق مملوك لسيده فعليه القيام بكل ما يأمره به من الأعمال، ولم تقتصر العبودية لشخص بالأعمال الشاقة فقط، بل السخرية والعذيب الدائم، حيث إن الشرارة الأولى لكل ذلك تبدأ من خطف الأفراد وبيعهم في مزاد لمن يرغب في عبد يفعل به ما يشاء، وتجارة الرقيق ليست مقصورة على شعب معين أو العرق أو الدين. وشهد تاريخ العبودية العديد من الثورات، المطالبة بالتحرر من قبضة السيد المالك له، مثل ثورة الزنج، حيث قامت في عام 255ه، ضد الخلافة العباسية،على يد يُدعى "بهبوذ" وتسمى ب"علي بن محمد"، في البصرة، قبل أن تقضي عليها، وكان عماد هذه الحركة في بداية الأمر بعض العرب المغامرين من المهالبة والهمدانيين وغيرهم، أما الفئات التي شاركت فيها فهي متنوعة بعض الزنج، وأهل القرى، وبعض العرب، وعشائر عربية ثائرة على السلطة. دوافع الاستجابة لثورة الزنج الدوافع الاقتصادية، بسبب التعدد الطبقي الظاهر في المجتمع الاسلامي من طبقة ثرية إلى طبقة تجار فالطبقة العامة العاملة، وتدهور الاوضاع المالية، أدي ذلك لاتساع الفجوة مابين هذه الطبقات والطبقة الاقطاعية، بلغ التناقض الاجتماعي مداه. الدوافع الاجتماعية، بفعل نمط حياة فئات العبيد التي كانت تعيش في ظروف قاسية وسيئة من خلال عملها في تجفيف المستنقعات وإزالة السباخ عن الأراضي، ثم نقل الملح إلى حيث يعرض ويباع، لقاء وجبة طعام، فأرادت هذه الفئات التخلص من هذا العمل الشاق ومن ضنك العيش. وقد سيطر علي بن محمد خلال عشرة أعوام على رقعة واسعة تمتد بين الأهواز وواسط، وهدد بغداد، عندئذ عهد الخليفة المعتمد إلى أخيه أبي أحمد الموفق طلحة بمحاربته؛ فاصطدم بمجموع الزنج وقتل علي بن محمد، واستسلم من بقى من أتباعه ومات العديد. الدوافع السياسية، بسبب تردي أوضاع الخلافة، نتيجة تصاعد نفوذ الأتراك إلى جانب صراع خفي بين المترفين والعبيد وجد متنفسًا له في دعوة "علي بن محمد". الإسلام قضى على تجارة الرقيق، حيث قام الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، بشراء العبيد ومن ثم تم تحريرهم، وبذلك استفاد العديد من العبيد من الإسلام، حيث توفرت لهم الفرصة لتحسين أوضاعهم بالنسبة لما كانوا عليه سابقًا، كما أنه وقع تحول في الأفكار بسبب الإسلام، حيث يرى الناس أن تجارة الرقيق تتعارض مع مبادئ الإسلام التي تدعوا إلي العدالة والمساواة.