- مسئول يخاطب العبيد: أنتم مجموعة من العبيد تليق بكم العيشة الرذيلة ولا يمكنني نزع الحدائق من أبناء ابنتي لكم - رغم صدور القوانين والمواثيق الدولية بتجريمها تؤكد الحكومة الموريتانية أن قضية الرق شأن موريتاني داخلي رغم تحرر الدولة وتخلصها من الاستعمار، وقد أصبحت شعوبها حرة في التعبير عن آرائها بشكل سلمي إلا أن بعض الأنظمة ومنها موريتانيا مازالت تسبح ضد التيار. فقد أدانت محكمة في نواكشوط الخميس ثلاثة ناشطين موريتانيين ضد العبودية؛ بتهمة "الانتماء لجمعية غير مرخصة"، وحكمت عليهم بالسجن لمدة عام واحد مع وقف التنفيذ وأمرت بإطلاق سراحهم، كما أفاد مقربون منهم وكالة فرانس برس وأدين الناشطون الثلاثة، وبينهم امرأة، بتهمة الانتماء إلى "مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ايرا" وهي منظمة غير حكومية مناهضة للاسترقاق، وبدأت محاكمة الناشطين في 5 فبراير أمام محكمة الجنح في العاصمة، وأعلن المتحدث باسم الحركة حمادي ولد الحبوس لفرانس برس أن سعد ولد الوليد، ويعقوب ولد إنل، ومريم بنت الشيخ الذين دفعوا جميعا ببراءتهم، حكمت عليهم المحكمة بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ وأطلقت سراحهم، وقال إن "رفاقنا عادوا إلى ديارهم لقد احتفلنا بعودتهم، كان هناك أناس كثر" في استقبالهم. الحضارة الموريتانية تنتهك الحقوق وهذا الحكم أثار شجون الرأي العام الإفريقي في فتح المسكوت عنه وكشف المستور في العديد من القضايا التي تخالف الشرائع والأديان، وتجرمها القوانين الدولية إلا أن قضية الرق مازالت تمارس في بعض دول القرن الإفريقي ومنها موريتانيا من هذه الدول التي تعرف بتجارة الرقيق. ورغم أن الحديث عن الرق والعبودية في العالم بات أمرا من الماضي، إلا أن هذه الظاهرة لا يزال لها حضورًا واسعًا بموريتانيا فلا تزال مسألة العبودية في موريتانيا واقعا حيا، وتعتبر لحد الساعة من الملفات الحساسة والمهمة جدا في موريتانيا؛ لأن ذلك يمسّ المجتمع الموريتاني في عمقه وجذوره تمتدّ إلى سنوات طويلة جدا من تاريخ المجتمع الموريتاني وثقافاته وتقاليده وسياسته تبقى العبودية في هذا البلد الإشكالية المعضلة . وتؤكد الحكومة الموريتانية خلال كل فترة أن قضية الرق بموريتانيا شأن موريتاني داخلي، ولحد الساعة لا تزال بعض الأسر تملك العبيد وتستغلهم في خدمة البيوت والمزارع تحت غطاءات مختلفة، وذلك ما أكده الشاب الموريتاني عيسى وهو ناشط حقوقي في مبادرة الانعتاق لتحرير العبيد، ويكفي تدليلا على وجود العبودية بموريتانيا على أن ثلاثة من رؤساء موريتانيا حكموها نحو ثلاثة عقود، كانوا قد أعلنوا "طواعية" وعلى رؤوس الأشهاد وجود "العبودية" في موريتانيا. قوانين أصدرت وعبودية مستفحلة تم إلغاء العبودية ثلاث مرات في موريتانيا كان آخرها القانون الصادر 2007 المتعلق بتجريم الممارسات الاسترقاقية، وقد جاء أول قانون مجرم للرق سنة 1981 تحت الحكم العسكري آنذاك بعد انتفاضة شعبية وسلمية قام بها العبيد والعبيد السابقون بتأطير من حركة "الحر" أول حركة مناهضة للعبودية أنشأها متعلمون من العرب السمر "لحراطين" في موريتانيا خلال مارس 1978، وقامت هذه الانتفاضة الانعتاقية في كبريات الموريتانية وكان سببها المباشر هو عمليات بيع النساء علنا وكثرة التعسف ضد العبيد والعبيد السابقين في مخافر الشرطة والدرك. سادة وعبيد ورغم صدور هذه الترسانة المتعددة من القوانين التي تجرم الرق في فترات مختلفة لا زالت الممارسات الاستعبادية على العرب السمر تتواصل بأشكال واسعة إذ لا تزال العبودية والرق حاضرة بوجه كثير وبصورة خاصة في الوسط الريفي الموريتاني خاصة؛ حيث تكثر النزاعات العقارية على نطاق واسع بين العبيد السابقين وأسيادهم السابقين اللذين لم يعودوا يرغبون في استغلال الأرض لصالح الغير، وذلك حسب تقرير صارد 2009 عن لجنة حقوق الانسان بموريتانيا. فحسب رأي الناشط الحقوقي عيسى إلى أنه وإن كانت التشريعات الموريتانية قد ألغت الرق والعبودية، فإنه لا تزال توجد في بعض أجزاء موريتانيا بقايا من ممارسات الرق والعبودية القسرية رغم الجهود التي بذلتها الدولة الطرف للقضاء على هذه الممارسات، ورغم القوانين التي حرمتها منذ أوائل ثمانيات القرن الماضي، ما تزال العبودية في موريتانيا تُمارس بأشكال بشعة. أما تطبيق القوانين فما يزال قاصرا؛ بسبب سيطرة الأسياد وحلفائهم على مراكز اتخاذ القرار. تمارس بأبشع أنواعها فكل الأنظمة حسب رأي عيسى لم تكن لهم معالجة صادقة للعبودية، فالعبودية موجودة تمارس بأبشع أنواعها رغم توقيع موريتانيا على كل القوانين التي يرفض مجتمع الأسياد الظالمين تطبيقها)؛ حيث ظلت هذه القوانين ظلت حبرا على ورق بسبب القوى التقليدية النافذة، إضافة إلى وجود أغلال فكرية ودينية ومادية تربط العبيد بأسيادهم، وبالتالي إذا لم يكن هناك انعتاق اقتصادي للعبيد فستبقى هذه الظاهرة موجودة. ويقول آخر فضل عدم الكشف عن نفسه ((رغم القوانين التي تصدر الدولة تباعا بتحريم العبودية ومعاقبة ممارسيها، إلا أنه لم يحاكم حتى الآن أي سيد بتهمة ممارسة العبودية، مما دفع نشطاء حقوق الإنسان إلى القول إنه ما دامت القوانين التي تحرم العبودية مجرد حبر على ورق، والأسياد في منأى عن العقاب فبالتالي العبودية ستبقى قائمة في المجتمع فتطبيق القانون ظل قاصرا وتعترضه عقبات أهمها نفوذ الأسياد، وتقول منظمة نجدة العبيد في آخر تقرير صدر عنها نهاية العام الماضي ((إن سيطرة أبناء الأسياد السابقين على مفاصل الدولة وأجهزتها، مكنهم من الاحتيال على القانون، وظلم العبيد ومنعهم من حقوقهم، ولا تزال سيطرة الأسياد وحلفائهم والمقربين منهم على مراكز اتخاذ القرار تقف عائقا أمام منع جميع أشكال العبودية في موريتانيا)). ويرى يعقوب أن هنالك أمر مثار استغراب كبير أن تصدر السلطات الموريتانية قوانين تحظر العبودية ومع ذلك لا يوجد أي استعداد لحظر الرق من خلال عدم التعامل الايجابي مع حالات عبودية رصدتها المنظمات المناهضة للعبودية أو إصدار أحكام تجرم ذلك . المكونات العرقية بموريتانيا لا يمكن فهم طبيعة العبودية في موريتانيا دون النظر في التركيبة العرقية بموريتانيا التي تتشكل من عنصرين أساسيين عرب وزنوج، ويتكون العرب من العرب البيض ويسمون محليا (بالبيضان) والعرب السمر ويعرون محليا (بالحراطين)، وقد عرفت التكوينات العرقية استعباد عنصر لآخر وبخاصة استعباد البيضان (العرب البيض) للحراطين (العرب السمر)، أما المكون الثاني من المكونات العرقية الموريتانية فيمثله الزنوج الأفارقة: وهم غير الناطقين باللغة العربية ويتكونون من (الهالبولار والسونونكي، والوولوف). وتطغى على تركيبة المجتمع الموريتاني الصيغة الطبقية؛ حيث يأتي في أعلى الهرم القبائل العربية البربرية، التي تمثل حوالي 25% من السكان، وتتميز ببشرتها الفاتحة، لذلك يطلق عليهم "البيضان" وهي الممسكة بزمام السلطة في البلد منذ الاستقلال، ثم تأتي الطبقات الاجتماعية الأخرى الزنوج بمعدل 30% من مجموع السكان، فيما يمثل العرب السمر(الحراطين) النسبة المتبقية . العرب السمر "الحراطين" الشريحة المستعبدة بموريتانيا "الحراطين” مصطلح يطلق على "عرب موريتانيا السمر" وتعني كلمة الحراطين في الأصل الحراثين أو المزارعين وهم شريحة اجتماعية واسعة، تنتشر بثلاثة دول مالي والسنغال وتوجد غالبيتهم بموريتانيا، ويمثلون الحراطين السكان الأصليين لأرض الجمهورية الإسلامية الموريتانية فيما يعتبر وجود البيض جديدا، وقد أشار إلى ذلك كبار الرحالة والمؤرخين العرب كابن بطوطة و المسعودي و البكري وغيرهم ممن أطلقوا على البلاد في تلك الفترة بلاد السودان، ويمثل الحراطين أهم المكونات الاجتماعية في موريتانيا من حيث العدد والحجم والوزن بشريا . العرب السود.. والتمييز الظالم وينقسم "الحراطين" أو العرب السمر إلى فئتين رئيسيتين، إحداهما خضعت للرق منذ القديم، ولا تزال تعاني من ترسباته حتى اليوم، والأخرى لم تخضع له وظلت معروفة بنشاطاتها التقليدية، وعموما تظل الميزة الكبرى لهذه الشريحة هي معاناتها التاريخية من التهميش واستغلال باقي فئات المجتمع لها على شكل عبودية مباشرة وغير مباشرة، وينتشر الحراطين في عموم المجال الموريتاني، ويشكلون فئة اجتماعية نشطة عانت طويلا وما تزال تعاني من ويلات الحرمان والفقر والجهل والاستغلال والتهميش على مختلف الأصعدة، وتمثل ظاهرة العبودية أحد أبشع مظاهر الاستغلال الذي راحت ضحيته هذه الفئة خلال فترة تاريخية من تاريخ موريتانيا وتجدر الإشارة إلى أن هنالك حوالي 600 ألف موريتاني يعيشون تحت أحد أشكال العبودية أي نسبة واحد من كل خمسة موريتانيين حسب تقديرات نشطاء حقوق الإنسان . ويقول يعقوب وهو أحد أبناء هذه الشريحة (إن شريحة الحراطين مقصاة ومهمشة ومبغوضة في المجتمع، ومحرومة من التعليم، ومصادر الإنتاج، ولا تزال ترضخ لقوانين الرق التي تبقيها، رغم أنفها). ويرى الساموري ولد بيه وهو أحد أطر الحراطين، وذلك في رسالة بعثها للأمين العام للأم المتحدة أن الغالب الأعم من شريحة الحراطين يعاني من مظاهر العزل والتمييز والإقصاء من خلال الفقر الذي يكبل السواد الأعظم من هذه الطبقة التي تمثل وجه الفقر بموريتانيا ووجه التهميش وكل المظاهر السلبية بموريتانيا) وتقطن أغلبية شريحة الحراطين في معاقل الفقر التي تسمى محليا "آدوابه"، والتي تنعدم فيها ظروف العيش الكريم، وترتفع فيها نسبة الوفيات؛ بسبب سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية والتعليمية، ويكفي تدليلا على ذلك أن ما يسمى مثلث الفقر بموريتانيا أغلب سكانه من شريحة الحراطين . ويعيد العديد من أبناء الحراطين الوضعية الصعبة التي يعيشونها لحقبة العبودية العبودية، وفي هذا يرى ولد الطالب ((… أن مشاكل شريحة الحراطين بموريتانيا هي نتاج للفترة السحيقة المظلمة من تاريخ موريتانيا التي عرفت ممارسة للعبودية بشكل واسع النطاق وإن تراجعت في الوقت الحالي .. إن الحراطين فقراء لأنه في السابق كان الإرث أو التركة التي يتوفى عنها العبد تذهب للسيد حتى ولو كان للعبد أطفال صغار، لم يكن الحراطين يعملون لأنفسهم بل للسيد وهذا دليل على الواقع البائس الذي يكبل هذه أغلب هذه الشريحة )). ويتفق العديد من أبناء شريحة الحراطين على أن ما يعيشونه من جهل وفقر هو نتاج طبيعي لسنوات طويلة من الاسترقاق والاستعباد . أصول الاسترقاق في موريتانيا لا توجد أصول حقيقة شرعية للرق بموريتانيا فحسب رأي كثيرين فإنها كانت ترتكز أساسا على السرقة والنهب والاغتيال الغصب والخطف التي تعتبر المصدر الرئيسي للرق بالمنطقة فقط وذا ويتحدث كثيرون في موريتانيا عن أصول الرق بموريتانيا ويؤكدون أنه لا أصل للرق بموريتانيا فحسب الكاتب سيدي أميله في مقاله "الرق الوهم المتسرب" يرى أن الاسترقاق الممارس بموريتانيا ضد العرب السود لا أساس له من الصحة وباطل ولا يوجد له أي مبرر . ويعود الرق بموريتانيا لأسباب تاريخية منها: الحروب والغارات القبلية والفردية وهي أهم أسباب ومصادر الرق في موريتانيا. الفقر المتفشي الذي يرغم على الاستدانة مصدرا وسببا رئيسيا من أقوى أسباب الرق في بلدنا وللأسباب نفسها (الغارات، الحروب القبلية، الاستدانة..) وبأساليب متطورة (ثقافية اقتصادية.. ) وتحت مسميات مختلفة استطاعت الإقطاعية المحافظة في موريتانيا اختلاق مبررات لإقناع العبيد والنفاذ إلى عقولهم عن طريق تأويل الآيات والأحاديث لتشريع أفعالهم غير المشروعة في الأصل وهم أدرى بذلك. ويدخل في أسباب العبودية الدين الذي يمنع الضحية من مغادرة عمله والأرض التي يحرث حتى يتم سداد الدين، ورغم أنه يمكن – نظريا – تسديد دين ما خلال فترة من الزمن، إلا أن حالة من العبودية تنشأ عندما لا يستطيع الشخص المقترض التسديد رغم كل الجهود التي يبذلها وغالبا ما يرث أولاد العامل المستعبد الدين عنه، والمشاركة في المحصول هو طريقة معتادة تدخل المقترضين في إطار عبودية الدين، وأشارت نجدة العبيد في تقرير لها إلى أن أصول هذه الظاهرة في موريتانيا تعود في أغلبها إلى الحروب، التي كانت تنشب بين القبائل خلال القرون الماضية؛ حيث كانت القبيلة المنتصِرة تبسِط سيطرتها على تلك المهزومة، والغارات المتبادلة بين القبائل تُسفر عن سبي أناس وانتزاعهم من ذويهم من أجل استرقاقهم. العبيد يرزقون بموريتانيا إنهم رجال وأطفال ونساء، لا يحملون أغلالا ولا أختام أسيادهم ولكنهم عبيد، حالات عديدة وقفنا عليها، قليل من تملك الشجاعة للحديث إلينا أو مدنا برأيه والإجابة على أسئلتنا التي تبحث عن الغوص في أعماق وجود هؤلاء تحت جحيم العبودية في قرن كوكبة العالم وعصرنته مضايقات من هنا وهناك وشاية تضييق محاولة إيقاف بحجج مختلفة المنع من التصوير؛ بحجة غير مقنعة كل تلك وغيرها كانت تبعات البحث في أغوار كشف حالات عبودية حية بموريتانيا قليل من ضحايا الاسترقاق بموريتانيا من تَمَلك الشجاعة ووافقوا على الحديث لنا عن معاناتهم في ظل نير العبودية التي لا يزالون يرضخون تحت شقائها وعذابها. 11 سنة ولم يحصل على حريته العبد أحمد ولد أحديد المعروف بالبلد والذي يسكن في منطقة من موريتانيا تسمى تكانت هو أحد أشهر العبيد الأرقاء بموريتانيا وصلت قضيته للقضاء، ولا يزال يناضل من أجل انتزاع حقوقه. عانى الظلم والإذلال والقهر والتهميش سلبت أمواله يحكي لنا قصة معاناة مع رحلة طويلة للعبودية استمرت زهاء 11 سنة. ويقول حاكيا بلغة مريرة (من استعبدني عسكري سابقا كان يفرض علينا الغرامات ويفرض علينا العمل مجانا، وإذا رفض الواحد منا انتزعت منه أرضه. لقد اغتصبت أراض من إخوتي وأقرابي، ولعل آخر حالة يوم 19 يوليو 2011. لا يزال الإقطاعيون إلى حد الآن يستعبدون العبيد. أعرف مقابر لعبيد قتلهم الأسياد أعرف من قتل من العبيد بالقبر. العبيد لا يحق ملك الأراضي ليحرثونها ويزرعونها , يفرض البيضان على المزارعين من الحراطين إيتاوات اسمها المحلي (هباش)، ويرى عيسى وهو ناشط بمنظمة الانعتاق من أجل تحرير العبيد (أنه تمت سرقة السود والسطو عليهم وتم تعبيدهم مورست العبودية ولا تزال لا توجد علاقة إنسانية بين والسيد العبد الأخير ليس تام كإنسان كانت تمنع الصفات الإنسانية كان لا يسمى باسمه يطلق عليه (العبد) والمرأة لا تسمى اسمها بل يطلق عليها (الخادم) حاول البيض تشريع العبودية دينيا لم يكن في السابق للعبد أسرة ينشأ فها ولا يتربى في كنفها كانت الخادم تجنب بين الغنم وهي ترعاها)) يقول "ودي" وهو أحد أشهر العبيد السابقين بموريتانيا "أنا أعمل في رعي الأغنام براتب 6000 أوقية (ما يعادل 18 دولار للشهر)، وهذه لا تكفي لشراء الأرز، وأنا أتدين من ربّ العمل راتب شهرين قبل أن أستلم راتبي الشهري هذا". لم يجدوا العون لتحريرهم أتمنى لو كنت عبدا عند أحد على الأقل يأكل أولادي كل يوم، أما الآن فيوم نأكل ويوم لا نأكل…" هذه هي حالة العديد من الأرقاء السابقين بموريتانيا، وفي هذا السياق يرى محمد ولد الطالب 27 سنة ((العبودية في موريتانيا توجد كممارسة في أذهان الناس، أنا كحرطاني لم تمارس علي العبودية بل مورست ضد أجدادي وعانوا منها، وفيه أشخاص في سني مورست ضدهم العبودية وآخرون لا تزال العبودية ممارسة عليهم لم يجدوا العون لتحريرهم. إذن يمكنني التأكيد جازما إلى الوقت الحالي لا تزال العبودية موجودة في موريتانيا ولا يمكن نكران وجودها بأي مبرر مهما كان الوضع والفترة الزمنية). ويعيد بنا أحمد ولد احديد الذاكرة بعيدا ويتذكر معنا أول ظلم مورس عليه في الحياة ويقول: "سنة 1968 كانت أول ظلم مورس على والدي نزعت حدائقنا ذهبنا للأمير آنذاك عبد الرحمن ولد أسويد أحمد كأعلى سلطة بالمنطق.. كان رده أنتم مجموعة من العبيد تليق بكم العيشة الرذيلة لا يمكنني نزع الحدائق من أبناء ابنتي لكم. لقد حاولنا التصدي للعبودية بطرق شتى هاجرنا عن المناطق التي ظلمنا بها عاد آبائي للمنطقة الأولى التي كانوا يواجهون فيها سيطرة قوية. الحكومة تخاف سلطة بعض القبائل تخاف الحكومة الإقطاعي الذي استعبدني، والشاهد أنه لما دخل على القاضي قال "هذا عبدي لن تخرجوا العبيد عن سيطرتنا" القاضي لم يغير ساكنا رغم أنه يمتلك سلطة القانون. لقد تمت سرقة العبيد لم يدرس البيضان الحراطين المستعبدين أمور الدين أو نواهيه العبودية الممارسة في موريتانيا ليست عبودية بل هي أفظع من العبودية لا مساواة في القضاء بين العبيد والبيضان أشعر بمرارة أن أقضي السنوات تلو السنوات أعمل وأحيي أرضا في مكان ما ثم تنتزع مني بأمر من الدولة لبيضاني يدعي أنني عبد له لأني ابن عبد كان يمتلكه له، والدولة هي التي تمارس علينا العبودية والإذلال. وكما ترصد الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان فإن تجليات العبودية في موريتانيا بدت على ضحايا الظاهرة المباشرين لتتجاوزهم إلى الأبناء وحتى الأحفاد الذين وجدوا أنفسهم في وضعية قاسية و معقدة تتسم بالجهل والفاقة والتخلف؛ بسبب الحرمان من الحقوق الأساسية كالتعليم والصحة؛ حيث يعاني العبيد والعبيد السابقون من بعض الحيف وعدم الإنصاف على المستوى الإداري، وعمل غياب الشفافية في مسابقات الاكتتاب، وتفشي الرشوة والمحسوبية في الإدارة و كذا استغلال الجاه والنفوذ و المحاباة على حرمان كثيرين من أبناء شريحة الحراطين من حقوقهم المشروعة في الوُلوج إلى الوظائف والمناصب المهمة في ظل غياب أي سند أو رافعة اجتماعية معتبرة تشفع لهم و تحميهم من حيف المتنفذين، ويقول موناك ولد أميليد قبل أن أنهي حديثي (لم تمارس علي العبودية كفعل لكن كواقع أشعر بالعبودية أشعر بعبودية مطبقة علي منذ تخرجي فباقي أبناء طبقة البيض التي استعبدت الحراطين أشاهدهم يرتقون في المناصب لا قدرا ولكن دعما من طرف النافذين من ذويهم أما أنا فلا عمل أغلب الحراطين ولكنهم مسلوبي الإرادة يدارون من طرف الإقطاعيين ويتم استغلالهم والمتاجرة بهم.. فيه استرقاق واستغلال بموريتانيا حيث ينظر للحراطين كلا شيء))، وترفض بعض القرى والقبائل أحيانا مشاركة الأرقاء السابقين في تملك الأراضي بحجة أن "الأسياد" هم وحدهم من يحق لهم تملكها رغم أنهم قد لا يستثمرونها، و هي المعلومات التي تؤكدها تقارير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان؛ حيث تم العثور على حالات كثيرة يجتهد فيها الأرقاء السابقين على استصلاح و زراعة أراض خصبة لعشرات السنين، وفجأة يأتي بعض الأسياد المتنفذين ويصادرونها بأحكام قضائية على خلفية الادعاء بملكيتها المسبقة. ولعل من أشنع وأفظع التأثيرات و المخلفات الناتجة عن ممارسة العبودية الجروح النفسية والمعنوية الغائرة التي ما زال المتضررون من الاسترقاق يعانون من ضغطها و تبعاتها داخل المجتمع، ويظهر ذلك جليا في تعاطي الشرائح الاجتماعية الأخرى معهم و نظرتهم الدونية إليهم؛ حيث لا يحظون بالاحترام والتقدير الكافي كباقي الطبقات الأخرى فضلاً عن حرمانهم في بعض الأحيان من حقوقهم المشروعة في التملك والإرث.. كل هذه العوامل وغيرها ولّدت حالة من الاقصاء والتفرقة الاجتماعية، وخلقت أجواء من الشعور بالظلم وفقدان الثقة في صفوف أغلب عناصر هذه شريحة الحراطين، جعلهم في بعض الأحيان يشعرون و كأنهم ما زالوا تحت وطأة ممارسة العبودية رغم تمتعهم فعليا بالحرية، ويقول شيخنا ولد شياخ ((واقعا لم تمارس ولكن أشعر بالاستعباد شعوريا نتيجة للوضع السيء الذي أعيشه.. مارس عنصر البيضان (البربر) العبودية في حق الحراطين (العرب السمر) وهم ينظرون لهم على أنهم من الدرجة الثانية من الإنسانية. يقول موناك لكي يتم التغيير من حالة الحراطين لسنا ضد البيضان لن نمارس الظلم ضد أبنائهم سنقدم لهم صورا في العدل والمساواة التي أفقدت خلال خلافة أجدادهم الظالمين لأنفسهم ولغيرهم، ولكن يبقى يخيفني في استمرار عبودية موريتانيا أنه لم يعرف في تاريخ موريتانيا منذ الاستقلال إلى اليوم تجريم ممارسة للرق ولا سجن مالك لعبد ولا تحرير عبد مسترق ولا دمج ضحية إنها بوجه آخر العبودية المشرعنة بموريتانيا. دانت محكمة فى نواكشوط الخميس ثلاثة ناشطين موريتانيين ضد العبودية بتهمة "الانتماء لجمعية غير مرخصة" وحكمت عليهم بالسجن لمدة عام واحد مع وقف التنفيذ وامرت بإطلاق سراحهم، كما أفاد مقربون منهم وكالة فرانس برس. ودين الناشطون الثلاثة، وبينهم امرأة، بتهمة الانتماء إلى "مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ايرا" وهى منظمة غير حكومية مناهضة للاسترقاق. وبدأت محاكمة الناشطين فى 5 فبراير امام محكمة الجنح فى العاصمة. وأعلن المتحدث باسم الحركة حمادى ولد الحبوس لفرانس برس ان سعد ولد الوليد ويعقوب ولد إنل ومريم منت الشيخ الذين دفعوا جميعا ببراءتهم، حكمت عليهم المحكمة بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ واطلقت سراحهم. وقال ان "رفاقنا عادوا إلى ديارهم لقد احتفلنا بعودتهم، كان هناك اناس كثر" فى استقبالهم. سجن موريتانيانواكشوط http://www.youm7.com/story/2015/3/13/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%ac%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%86%d9%81%d9%8a%d8%b0-%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7%d9%8a%d9%86-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%89-%d9%85%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7/2103435#.VQJuVeEpp2A دانت محكمة فى نواكشوط الخميس ثلاثة ناشطين موريتانيين ضد العبودية بتهمة "الانتماء لجمعية غير مرخصة" وحكمت عليهم بالسجن لمدة عام واحد مع وقف التنفيذ وامرت بإطلاق سراحهم، كما أفاد مقربون منهم وكالة فرانس برس. ودين الناشطون الثلاثة، وبينهم امرأة، بتهمة الانتماء إلى "مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ايرا" وهى منظمة غير حكومية مناهضة للاسترقاق. وبدأت محاكمة الناشطين فى 5 فبراير امام محكمة الجنح فى العاصمة. وأعلن المتحدث باسم الحركة حمادى ولد الحبوس لفرانس برس ان سعد ولد الوليد ويعقوب ولد إنل ومريم منت الشيخ الذين دفعوا جميعا ببراءتهم، حكمت عليهم المحكمة بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ واطلقت سراحهم. وقال ان "رفاقنا عادوا إلى ديارهم لقد احتفلنا بعودتهم، كان هناك اناس كثر" فى استقبالهم. سجن موريتانيانواكشوط http://www.youm7.com/story/2015/3/13/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%ac%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%86%d9%81%d9%8a%d8%b0-%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7%d9%8a%d9%86-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%89-%d9%85%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7/2103435#.VQJuVeEpp2A