يمنح تنصيب رئيس إفريقيا الوسطى المنتخب الجديد، فوستن تواديرا، بحضور شخصيات إفريقية ودولية رفيعة المستوى، قناعة شبه راسخة لدى الخبراء، بأنّ التحدّيات التي تواجه هذا البلد الذي عصفت بأركانه أزمة سياسية وطائفية خانقة لسنوات، لا يمكن رفعها دون دعم دولي. وعن إصلاح الإقتصاد من خلال إمتصاص البطالة، بناتج محلي إجمالي لا يتجاوز ال 338.7 دولار للفرد الواحد، تعتبر إفريقيا الوسطى بعد بوروندي، من أفقر بلدان المعمورة، بحسب أحدث تقارير صندوق النقد الدولي. يعقوب دابيو أشار إلى أنه بإمكان هذا البلد الإعتماد، على الأرجح، على دعم البلدان الإفريقية المستقرة اقتصاديا، ولكن أيضا على المنظمات الدولية مثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي”. دعم دولي يرى المحلل السياسي إنه يدخل ضمن “الواجب النابع من مبادئ التضامن الدولي”، لافتا إلى أنّ “بلدا مثل غينيا الإستوائية سبق وأن موّلت جزءا من الإنتخابات الأخيرة، ودعمت الإنتقال السياسي منذ وقت طويل، وإفريقيا الوسطى بحاجة إلى دعم هذا البلد”. ومن جانب عودة اللاجئين، بحسب مفوضية اللاجئين للأمم المتحدة، في حين بلغ عدد النازحين في كامل أرجاء البلاد، إلى حدود ديسمبر كانون الأول الماضي، حوالي 300 ألف. وفى سياق المصالحة الوطنية، هو أيضا من الأولويات والملفات “العاجلة”، والتي من البديهي أن تعقب النزاعات سيما الطائفية منها، بحسب خبراء، وفي ظل الخسائر الفادحة التي تكبّدتها إفريقيا الوسطى، حيث قتل خلال الأزمة الآلاف من الناس، في حين دمر 417 مسجدا من جملة المساجد ال 436 التي تضمها البلاد، من قبل المجموعات المسلحة في السنوات الأخيرة، وفق أرقام الأممالمتحدة. وتماما مثل “نزع السلاح”، فإنّ هذا الملف يعتبر أيضا من توصيات منتدى بانغي للسلام، والذي أقر تشكيل هيئات من المنتظر أن تمكّن من تحقيق العدالة والمصالحة في البلاد، من خلال إنشاء لجنة الحقيقة والعدالة والمصالحة، مدعومة بلجان محلية للسلام والمصالحة.