تعد محافظة أسوان منبع تجارة الجمال، وخاصة مدينة دراو فهي البورصة المتحكمة في كل أسواق الدولة، لكن "بورصة الجمال" تمر بأزمات طاحنة بسبب أزمة الدولار، والتي أثرت على منظومة التجارة وكذلك فيروس كورونا، الذي انتشر في الرؤوس القادمة من السودان. و ترصد "أهل مصر" مدى التأثر الذي فرضته تلك الأزمات على الأسواق بمدينة دراو بأسوان، والتي تعد سوق "ترانزيت الجمال" من السودان إلى محافظات الجمهورية الأخرى. وقال علاء الناظر أحد تجار السوق، إن سوق الجمال تنعقد يومي السبت والأحد من كل أسبوع، والتي يتراوح أعدادها ما بين ألفين إلى 3 آلاف رأس من الجمال. وأشار "الناظر" إلى السوق يجتمع به التجار من شتى محافظات هذا إلى جانب التجار السودانيين القادمين مع الجمال ولايات بلادهم أو وكلاء عنهم ليبدأ بعدها تقدير قيمة الجمال حسب حالتها الصحية ووفرة لحومها، ويعقب ذلك توريد الجمال بشكل مباشر إلى المحطة الأهم للجمال السودانية بمنطقة برقاش وإمبابة أو للمحافظات التي يفد منها التجار. ولفت إلى أن تجارة الجمال منذ زمن بعيد تقطع مسافات كبيرة سيرًا على الأقدام لتصل من السودان إلى مصر، والتي كانت من أهم محطاتها منطقة درب الأربعين جنوب غرب أسوان. وأضاف: "ولكنه ومع تطور الحياة وإنشاء الطرق البرية غيّر ذلك من أوضاع هذه التجارة كثيرًا، إذ يتم استقدام الجمال إما عن طريق منفذ أرقين البري جنوب شرق أسوان أو عن طريق محازاة البحر الأحمر، عند منطقة الشلاتين عبر السيارات والتي تخضع خلالها إلى إجراءات دقيقة في الحجر الصحي للتأكد من سلامتها". ولمح تاجر سوادني إلى أن أوضاع بورصة الجمال، اختلفت كثيرًا منذ بدء أزمة الدولار التي تعيشها مصر بعد ثورة 25 يناير، وحتى الآن، مشيرًا إلى أنه كان يتم توريد الجمال مقابل الجنيه المصري سابقًا، وحاليًا يشترط بعض التجار توريدها مقابل الدولار. وأشار التاجر السوداني إلى أن الأسعار في مصر تتراوح ما بين 7 إلى 15 ألف جنيه حسب حالة ونوع الجمال والتي تختلف حسب أسلوب تربيتها. وقال تاجر آخر، إن هناك مشكلات تواجه تجارة الجمال يأتي على رأسها فيروس كورونا، الذي ظهر أخيرًا مما كان له أثر كبير على التجارة، مضيفًا أن بورصة الجمال تعتبر قاسم مشترك بين السودان ومصر، وأن طرق المعاملات في تجارة الجمال التي تربط تجار البلدين هي كلمة الشرف وتعبر عن مدى تواصل أهل البلدين وترابطهما ببعض. يذكر أن محافظ أسوان اللواء مجدي حجازي، أمر مسؤولي أجهزة الصحة والطب البيطري باتخاذ كافة التدابير والإجراءات الصحية المشددة لفحص جميع رؤوس الماشية القادمة من السودان إلى مصر، وذلك عبر منفذ أرقين البري وتشديد الرقابة عليها، والتأكد من خلوها من أي أمراض خطيرة، وذلك من خلال المحاجر الصحية والبيطرية المتواجدة بمدينة أبو سمبل السياحية.