"لم يرهبه الموت".. هكذا عرف عنه منذ بداية ظهوره، بمرور الوقت عرف بأنه من كبار المدافعين عن حقوق الوطن في الحرية والاستقلال، فدخل في معارك مع القصر الملكي، مما أدى إلى ذيع صيته واُنتخب عضوًا بمجلس النواب، محمود عباس العقاد الذي يحل اليوم ذكري رحيله عن عالم الأحياء كان العقاد ذا ثقافة واسعة، إذ عرف عنه أنه موسوعي المعرفة، فقرأ في التاريخ الإنساني والفلسفة والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع، بدأ حياته الكتابية بالشعر والنقد، ثم زاد على ذلك الفلسفه والدين.
اشتهر بمعاركه الأدبية والفكرية مع أمير الشعراء أحمد شوقي وعميد الأدب العربي طه حسين و د. زكي مبارك والأديب مصطفى صادق الرافعي ود. العراقي مصطفى جواد، و"بنت الشاطئ"، أصدر كتابا من تأليفه مع المازني بعنوان "الديوان" هاجم فيه أمير الشعراء.
الإسلام دافع في كتبه عن الإسلام وعن الإيمان فلسفيا وعلميا ككتاب " الله " ، وكتاب "حقائق الإسلام" ، و" أباطيل خصومه "، ودافع عن الحرية ضد الشيوعية والوجودية والفوضوية "مذهب سياسي" ، كتب عن المرأة كتابا عميقا فلسفيا اسمه هذه " الشجرة " ، يعرض فيه المرأة من حيث الغريزة والطبيعة وعرض فيه نظريته في الجمال.
عمل بالصحافة وتتلمذ على يد المفكر والشاعر الأستاذ الدكتور محمد حسين محمد، خريج كلية أصول الدين من جامعة القاهرة ،اشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور ، وكان إصداره فرصة لكي يتعرف العقاد ، بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه.، ثم توقفت الصحيفة عن الصدور بعد فترة.
العيب في الذات الملكية
في عام 1930 سجن العقاد لمدة تسة أشهر ، بتهمة العيب في الذات الملكية، فحينما أراد الملك فؤاد الأول إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، ارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان على رؤوس الأشهاد من أعضائه ، قائلًا: "إن الأمة على إستعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه".
وفي موقف آخر أشد وطأةً من الأول ، وقف الأديب موقفًا معاديًا للنازية خلال الحرب العالمية الثانية، حتى إن أبواق الدعاية النازية وضعت اسمه بين المطلوبين للعقاب، وما إن اقترب جنود إرفين روميل من أرض مصر حتى تخوف العقاد من عقاب الزعيم النازي أدولف هتلر، وهرب سريعًا إلى السودان عام 1943 ولم يعد إلا بعد انتهاء الحرب بخسارة دول المحور.
يقظة الصباح في حياته كتب العقاد عشرة دواوين في ال 27 من عمره نشر أول ديوان تحت عنوان "يقظة الصباح"، وقد ذكر في مقدمته لكتابه "ديوان من دواوين" أسماء تسعة دواوين له مرتبة وهي : يقظة صباح ، وهج الظهيرة ، أشباح الأصيل ، أشجان الليل ، وحي الأربعين ، هدية الكروان ، عابر سبيل ، أعاصير مغرب ، بعد الأعاصير. ثم كتب آخر دواوينه وهو "ما بعد البعد "، عام 1934 نظم العقاد نشيد العلم، وقد غني نشيده هذا واذيع في الراديو في حينها، وكان قد لحنه الملحن عبدالحميد توفيق زكي ، وعام 1934 أقيم حفل تكريم للعقاد في مسرح حديقة الأزبكية حضره العديد من الأدباء ومجموعة من الأعلام والوزراء، وألقى عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في هذا الحفل كلمة مدح فيها شعر العقاد فقال: " تسألونني لماذا أومن بالعقاد في الشعر الحديث وأومن به وحده، وجوابي يسير جدا، لأنني أجد عند العقاد مالا أجده عند غيره من الشعراء ،لأني حين أسمع شعر العقاد أو حين أخلوا إلى شعر العقاد فإنما أسمع نفسي وأخلو إلى نفسي وحين اسمع شعر العقاد إنما اسمع الحياة المصرية الحديثة وأتبين المستقبل الرائع للأدب العربي الحديث.
مرحلة الابتدائية
جدير بالذكر أن العقاد ولد في يونيو 1889 في أسوان اقتصرت دراسته على المرحلة الابتدائية فقط ، واعتمد على ذكائه الحاد وصبره على التعلم والمعرفة حتى أصبح صاحب ثقافة موسوعية لا تضاهى أبدًا ، منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. كما أطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر اسم العقاد على إحدى قاعات محاضراتها، وسمي باسمه أحد أشهر شوارع القاهرة وهو شارع عباس العقاد في مدينة نصر، كما أنتج مسلسل بعنوان العملاق يحكي قصة حياة العقاد وكان من بطولة محمود مرسي، تمثال عباس العقاد في أسوان.