"ميكي شيريل".. الضابطة السابقة التي تحدت "ترامب" وسط تهديدات بقطع التمويل الفيدرالي

في مشهد سياسي متوتر يتقاطع فيه المحلي مع الفيدرالي، حصدت الديمقراطية ميكي شيريل فوزًا بارزًا في انتخابات حاكم ولاية نيوجيرسي لعام 2025، لتصبح واحدة من أبرز الوجوه الصاعدة في الحزب الديمقراطي. شيريل، الضابطة السابقة في البحرية والعضو بالكونغرس، نجحت في انتزاع المنصب وسط معركة انتخابية حادة اتخذت طابعًا وطنيًا بسبب الدعم القوي الذي قدمه الرئيس السابق دونالد ترامب لمنافسها الجمهوري.
هذا الفوز لم يقرأ باعتباره مجرد انتصار محلي، بل جاء بمثابة رسالة سياسية واضحة في مواجهة نفوذ ترامب، خاصة بعد تهديدات متكررة بقطع أو تجميد التمويل الفيدرالي عن الولاية إذا اعتلت شيريل منصب الحاكم. وبينما راهن خصومها على الخطاب الشعبوي وحملات الضغط، استطاعت شيريل أن تطرح نفسها كصوت للحوكمة الفعّالة وحماية المؤسسات والمشروعات الاستراتيجية للولاية.
من هي ميكي شيريل؟
ميكي شيريل وُلدت عام 1972، وهي سياسية أميركية من الحزب الديمقراطي تشغل عضوية مجلس النواب الأمريكي عن مقاطعة نيوجيرسي الحادية عشرة منذ عام 2019. قبل دخولها السياسة، خدمت في البحرية الأمريكية كطيارة مروحيات، كما عملت مُدعِية فيدرالية. وفي انتخابات 2025، ترشحت لمنصب حاكم ولاية نيوجيرسي وفازت بالمنصب.
علاقتها بترامب والمواجهة بينهما
في سباق انتخابات حاكم نيوجيرسي لعام 2025، نافست شيريل المرشح الجمهوري جاك تشاتاريلي، الذي حظي بدعم قوي من الرئيس السابق دونالد ترامب. وخلال الحملة الانتخابية، ركزت شيريل على انتقاد ارتباط خصمها بسياسات ترامب، معتبرة أن توجهات التيار الشعبوي "MAGA" لا تخدم مصالح ولاية نيوجيرسي.
من جانب ترامب وحلفائه، ظهرت تهديدات مرتبطة بإمكانية وقف أو تجميد تمويلات فيدرالية لمشروعات حيوية داخل الولاية، خاصة مشروع نفق النقل الضخم بين نيويورك ونيوجيرسي المعروف بمشروع 'غايتواي'،استخدمت شيريل هذه التهديدات كورقة انتخابية لتأكيد أن الولاية قد تتأثر سلباً بسياسات الإدارة الداعمة لخصمها.
سياق الفوز وأهميته
فازت ميكي شيريل في الانتخابات في 4 نوفمبر 2025 لتصبح الحاكم ال57 لنيوجيرسي، محافظة بذلك على سيطرة الحزب الديمقراطي على الولاية. جاء هذا الفوز في سياق سياسي حساس، إذ اعتُبر اختباراً لتأثير ترامب وحلفائه على الساحة المحلية. نجاح شيريل، رغم دعم ترامب لخصمها، يُنظر إليه كرسالة سياسية بشأن قوة التيار الديمقراطي في الولاية رغم الضغوط الاتحادية.
ركزت شيريل في برنامجها على ما وصفته ب'الحكم الفعال' والإصلاحات الاقتصادية وتطوير البنية التحتية، بينما ركز خصمها على قضايا الضرائب والاقتصاد وربط نفسه بسياسات ترامب، ما جعل السباق ساحة مواجهة غير مباشرة بين الطرفين.
التهديدات الفيدرالية وتمويل المشروعات
خلال حملتها، أكدت شيريل أنها ستدافع عن التمويل الفيدرالي للولاية وأنها لن تسمح لقرارات اتحادية أو لضغوط سياسية بحرمان نيوجيرسي من مشاريع حيوية أو برامج اجتماعية يستفيد منها ذوو الدخل المحدود. وشددت على أن المواجهة لا تتعلق فقط بالسياسة، بل بقدرة الولاية على حماية مصالح سكانها في وجه أي تهديدات مالية من الحكومة الفيدرالية.
يعكس فوز ميكي شيريل حالة خاصة من التفاعل بين السياسة المحلية والفيدرالية داخل الولايات المتحدة، ويُبرز نموذجاً لسياسية صاعدة تجمع بين خلفية عسكرية وخبرة قانونية ومسار مدني، وتقدّم صورة مضادة لأسلوب الصراع السياسي الحاد عبر التركيز على الكفاءة والحلول العملية، كما يعكس السباق الانتخابي موقع نيوجيرسي كمؤشر على التوازن السياسي في الولايات المتحدة في مرحلة حساسة.