منذ زمن بعيد ، وتبذل محاولات عديدة ، لجر مصر الي خط النار ، الي أفعال متهورة ، كي تفرض عليها أحكام دولية ، أو لأجل دخولها في صراعات وحروب عسكرية ، تستنفذ قوتها العسكرية ، وتضر باقتصادها ، وتتحطم بنيتها وتخار قواها كمحاولة الجر للحرب في سوريا الشقيقة ، وكلنا نتذكر مؤتمر الرئيس مرسي ، حين قال لبيك يا سوريا ومحولات الجر للاشتباك مع أثيوبيا ، بسبب سد النهضة ، وما تبعه من استفزازات متكررة وتصريحات متهورة وممنهجة من رئيسها المدفوع من قبل جهات معروفه ومحاولات الجر للحرب مع السودان الشقيق ، من خلال تصريحات غير مسئولة من حميدتي وغيرها من محاولات اخري ومحاولات الوقيعة بين مصر والمملكة السعودية بسبب جزيرتي تيران وصنافير ، و محولات اثارة غضب المصريين بالإضافة الي محاولات تشوية صورة مصر عالمياً ، ومحاولات إحراجها و إظهارها بالدور المتخاذل ، أمام شعبها والشعوب العربية ، الأمر الذي ما دل إلا علي غباء المخططين والمتآمرين ....... هذا علي سبيل المثال لا الحصر ولإدارة مصر الحكيمة ، استطاعت أن تتفادي تلك الأهداف ، وأن تحبط تلك المخططات والمؤامرات و في كل مرة ، كانت مصر ، تثبت لصانعي تلك المؤامرات ، قدرة مصر علي كشفهم وإسقاط مخططاتهم ، التي كبدتهم الكثير من الأموال ، مخطط تلو الأخر ، ومؤامرة تلو الأخرى ، مصحوب برسالة مصرية ضمنية ، نشكركم علي حسن تعاونكم إلا أنهم ، لم ييأسوا ولم يتوقفوا أبدا ، فراحوا مؤخراً يتهمون مصر بأنها تمنع المساعدات عن أهل غزة ، أهل غزة الذين هم يقتلونهم ، فلم يهتم أن يقتل هو القتيل ويجرح الجريح ، ويدمر المنازل والمستشفيات والمدارس و دور العبادة ، فلا عيب في ذلك لكن كل العيب في أننا لم نضمد الجريح الذي هو جرحه ولم نساعد الشريد الذي هو شرده رغم أن موقف مصر معروف ومعلوم للجميع ، بل علي مرأي ومسمع العالم كله ، ولم يقدم للفلسطينيين ولا للقضية الفلسطينية مثل ما قدمت مصر ، ولا زالت لكن كما بشر القرآن الكريم ، أنه لن ترضي عنا اليهود حتي نتبع ملتهم و كما قال أجدادنا ، إن طلع العيب من أهل العيب !!!!! و أخيراً تأتي محاولة جديدة من محاولاتهم ، آلا وهي ما أطلقوا عليها " قافلة الصمود " ، محاولة جديدة من الغرب ، وكأن الغرب لم يسمع بالقضية الفلسطينية إلا اليوم ، كأنهم لم يروا أحداث غزة المؤلمة ، التي بدأت في أكتوبر 2023 ، أي منذ أكثر ما يزيد عن ستة عشر شهر فأين كان هؤلاء ؟ أكانوا في غفلة ؟ أم في ثبات عميق ؟ أم كانوا مغيبين بأوامر عليا ؟ ولماذا نجد تحركاتهم الآن وهم الذين لم نسمع لهم من قبل ، مجرد حتي صوت الشجب والتنديد فالحقيقة أن هؤلاء ما هم إلا صورة جيدة لداعش ، مرتزقة ، مأجورين هي فقط داعش في صورتها الجديدة ، بدلوا الملابس السوداء والأقنعة والسلاح وجاءوا بشكل آخر وسيناريو جديد ، يلبسون ملابس الشعوب العربية ، ويحملون علم فلسطين ، يهتفون بالقضية الفلسطينية قافلة ظاهرها فيها الرحمة وباطنها من قبله العذاب ولا ننسي أن من عندهم بدأت ثروات الدمار العربي سيناريو أقل ما يوصف به ، أنه سيناريو خايب كمن فكر فيه وخطط له ، و مفضوح فضح الله من سعي له يدعون مساندة القضية الفلسطينية ، ومناصرة أهل غزة ، وهذا أمر محمود لكن لماذا الإصرار علي مرور تلك القافلة عبر الأراضي المصرية ؟ وغزة في الأصل مدينة ساحلية ، تقع علي البحر مباشرةً فالأسهل لهم ولغيرهم الوصول مباشرةً عن طريق البحر ، دون الحاجة الي الحصول علي تأشيرات وموافقات من مصر أو غيرها ، وهو المعروف والمتبع بين الدول حال العبور من أراضيها ولماذا لم يرسلون مساعداتهم عبر القنوات الشرعية كغيرهم ؟ لماذا يصرون علي الحشد والمجيئ ؟ فهل سينضمون الي صفوف جنودهم ، أم أنهم أرادوا أخذ اللقطة ؟ لماذا معبر رفح بالذات دون غيره من السبل ؟ هل أرادوا التصوير عند المعبر ؟ لكن لأن هناك شيئ في نفس يعقوب ، كان هذا هو السيناريو المتبع ذلك السيناريو الذي يهدف الي دخول بعض الإرهابيين الي مصر ، لإحداث خلل واضطراب داخلي الي جانب إثارة مشاعر بعض المصريين ، وتوظيف غضبهم بخصوص القضية الفلسطينية ، وما يحدث لإخوانهم في غزة ، فيتحول ذلك الغضب الي سلوك غير مدروس ، قد يصل الي توريط الدولة في حرب أو علي الأقل غضب شعبي علي القيادة أو إحراج القيادة المصرية ، حال منع مرور القافلة من الأراضي المصرية ، وهذا معروف لديهم ومتوقع ، فتظهر مصر بالمتخاذلة عن نصرة أهل غزة ، وتتهم بالعمالة والخيانة فكأنهم يضعون مصر بين خيارين كلاهما مر ، إن وافقت علي مرور القافلة من أرضيها ، دخل الارهاب أرضيها ، والكل يعلم توابعه وإن رفضت مرو القافلة من أراضيها ، اتهمت مصر بالخيانة والعمالة و بالوقوف ضد القضية الفلسطينية بالفعل كما حدث في قصة التهجير ، تهجير أهل غزة الي سيناء ، حينما كانوا يقتلون الفلسطينيين ويدفعونهم نحو سيناء ، ويطالبون مصر بفتح الحدود لحمايتهم و استضافتهم فكان كلي الخيارين مر ، فإن وافقت مصر علي فتح الحدود لهم ، ماتت القضية الفلسطينية ، واتهمت القيادة المصرية بالتفريط في أرض سيناء وإن رفضت ، اتهمت بعدم نصرة الفلسطينيين لكننا نراهن علي وعي الشعب الفلسطيني ، ونراهن علي وعي كل عربي أصيل لم تتلوث عروبته فالكل يعلم موقف مصر علي مر الزمان تجاه القضية الفلسطينية و أهل فلسطين ، الذي لم يتغير ولن يتغير بإذن الله كما أننا نثق كل الثقة في قيادتنا السياسية ، ونثق في كل قراراتها وخطواتها ليس تجاه المصرين وحسب ، وانما تجاه الأمتين العربية والاسلامية ونعلم كم التحديات التي تواجهه ، ونقدر كل ما يتحمله ، مجددين له العهد أن نكون دائما خلفه يدا بيد ، واثقين أن نصر الله قريب كما أننا نثق أن الحق دائماً أبلج أي واضح وضوح الشمس ، والباطل دائماً لجلج ، أي غير واضح وغير صريح و أن الحق دائما يبقي وينتصر وان طال الزمان ، والباطل حتما سينكشف ويزول ، مصداقاً لقوله تعالي : " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17( الرعد صدق الله العظيم