شعر العامية

مقام الليل

إليهم:
(إبراهيم أصلان، محمد شكري،
سامي سعد، إيميل سيوران،
شارلي شابلن، عنترة)
مرَّت الأيام ب نص عددها،
شِيخي لا باسم ولا بسَّام،
قلبي لابِشري ولا بشَّر.
ذات
أملا نظرة عيني من بياض الغَدْ
أولي من شرب المدام ع الزمان
أمشي واخد قلبي يَدْ ب يَدْ،
قلبي يتبعني ل بر أمان..
زي رهَوان أو بساط ع الريح
زي ريحة قلب شَمْ الورد
زي دين الحب سالِم صحيح،
صفَّي دمُه من زهور النرد.
أبتدي أمشي إليَّ مني
خطوة الوالي إلي ما وُلِّي
بعض ما فَّي ابتدا يهملني
خفت أتساهي ويهملني كُلّي
ما لذلك..
عِشت مالك حزين
ربع قرن مسايس الموازين
بحر هايج زي بحر رزين،
ما علي الرحَّالة إلا الرحيل!
بل لأمشي زي شاهنشاه
كل خطوةْ درب/ سيرةْ حياة
كل ليل موصول بقلبي دليل
والليالي كتيرة مالهاش حَدْ
رحلتي: من كلامي ل كلامي
من غنايا لغنايا
كل ما أملك يسير قدامي
إلا دمع العين، يسير جوايا
واملا نظرة عيني من الكهرمان
لا أَخَال حلمي حجر صَوّان
حلمي مِتباهي وزاهي وبارد
بالي فاتح ع النسيم الشارد
سندباد لا أرتجف من مارد
إلا لو راحل كفيف الفؤاد
أنتزع م الظَنْ مَهر الوداد
ما عسي الأشواق تقيم البلاد،
يحمل الساري علم من حرير
كيف..
وبين عينها وعيني سَدْ!
خطوتي: من منامي ل منامي
من حَكَايا ل حَكَايا
لا أسير إلا مع أحلامي
إنما الأحلام بداية ونهاية
واملا ظني من سراجي المنير
وانصح الحادي.. بذات المسِير
سِر كأن الخطوة حظ ومصير
سِر بركب الحمل مَسرَي الحِباب:
الجِمال والحادي/ ورد وسحاب،
الكَمَان، لا يخف ارتياب..
في بوادي عُشبُها الغزلان!
إنما الناي/ صوت خيال الغزالة
واملا صوتي من خفيف اللسان
يا أهُيلَ الحَيْ، حَيْ الحِسان:
الجناين صورة البستان..
في بلادكم، طوبي للخيّالة
والسلام ع الناي.. رباب الوَجْد
خلوتي.. في بادية أيامي
خلوةْ الغاوي ب تاء الغِواية
سامِر الحي لو صابر يصبّر آلامي
ما عسي الغلبان يقيم الولاية
واشتري من بلادكم للمواجد ناي
يا أُهَيْلَ الحي/ حَيّي وهَوَاي
عسي فؤادكم يلقي شيء جواي
زي كوكب، زي حب صريح
زي سيرة وذكري مالهاش ضريح
وافتكر شيء شَف لونه إزاي!
عسي فؤادي في الغُنَا يستريح
في نشيد الحب، وِرِد المديح:
"كُر ياعنتر" وأهديك عَبَله
الطريق الأخضَر سلسبيل الفارس
لايزال الحب في القلب قِبْلَة
إنما الأيام ملاكُه الحارس!
واملا دمي برقص "شارلي شَابلن":
العماير خضرا القلب عبّاد شمس
مش مسايركُم ومش مِتيَمّن،
إذكروني عنتر في بني عبس/
أخلع السترة، أحِبْ ب لوني،
لا أَدِل الحب غير ع القلوب
"ما بال الأَحِبَّةْ" لا يدلوني!
دلّني شارلي لرقص الكعوب
ف العماير خضرا القلب عبَّاد شمس..
في الحياة المشغولة من كل توب
الحياةْ الدنيا/ مسقط الرأس
صبَّار الأبد.
لهفتي.. في غرامي وهيامي
"المياه/ مَرَايا"
فانشغلت بصوتي غنيت كلامي
واتوهمت بإن صوتك صدايا
واعمل اللون من تراب الورد
واملا نظرة عيني من الكهرمان
الزمان دافي مجِافي البرد،
ما علي كتافي يرُد الرهان
الخيال/ الدنيا/ الحمول، الحمول
لا أنا الطير ساعة الفيضان،
ولا أنا الأعمي زمان البتول
لا أنا موسي: عدوي هامان
ولا أنا عيسي إله أو رسول
إنهم قالوا، وما اقدرش أقول:
غابت الدنيا عن المهرجان
ما انتصرش الناي علي الصولجان
كيف...
وبين الناي، وقلبي.. وعد!
أعمل اللون من تراب الورد
واملا نظرة عيني من الكهرمان
واملا عيني من بياض الغَدْ
وابني حلمي من حجر صَوَّان
واعتصم مني بحبل "سامي سَعْد"
الحصان النافر الرهوان..
في الزمان الوافر الفاضي
بالرغيف الحافي في تِطْوَان/
حَدْ سيف النور علي الماضي
لمْ يزلْ اسمي عداهُم كفيف،
إن شيء في القلب لازال خفيف
لم يزل اسمَك ملازم اسمي
يا "إيمِلْ سِيُورَان"
إنما الألوان بتروي رسمِي،
مِنّةْ الشارب علي العطشان
سُنّةْ الليل والنهار في الأرض
سُنتي.. في ذكر كاسي وُمدامي
إن ما في القلب/ دائي ودوايا
كل ليلة بالصور والأسامي
لا حَرَج من أُهَيلِ الحي.. يبكوا معايا
-سامي سعد: شاعر وروائي
-"الرغيف الحافي في تطوان": رواية الخبز الحافي:
سيرة حياة الكاتب محمد شكري المولود في ؛تطوان/ المغرب"
-إيميل سيوران: صاحب كتاب "غواية الوجود"