كانت بداية مصطفي السيد سمير مع الكتابة عبر الرسم، في الأول كان يرسم الروايات التي يحب قراءتها، رسما ضعيفا كما يقول وبموهبة محدودة، ولكن هذا كان ممتعاً بالنسبة له كثيراً. "الكاتب يكون قد خلق العالم في خيالي، وأنا آخذه من خيالي وأعيد رسمه علي الورقة. كان هذا حين كنت في الثانية عشرة من عمري، كانت لدينا مكتبة ضخمة في منزل العائلة في محافظة قنا. وكنت أتحسس بأصابعي الطاقة التي تنبعث من كل كتاب وأخمن الأشياء التي سأقوم برسمها مما سيرويه لي". بعد فترة، أحب أن يخلق هو أيضاً شيئاً ما في خيال الآخرين، وكان هذا صعباً مع الرسم، نظراً لأنها كما يقول "كانت رسوماً هزيلة ومتواضعة، لا ترضي أحداً إلا ورقة بيضاء مؤنسة"، فبدأ في الوصف وبناء الجمل والحديث عن الأشخاص وسرد الأحداث غير المتقنة: "ربما كان هذا سبب الميل العام إلي البناء التصويري في كتابتي عموماً، شعراً وقصة وحواديت، ربما يكون حنيناً إلي بذرة الكتابة الأولي". لا يقرأ بمعدل كبير ولكن بانتظام ودأب، ولا يقلقه تأخر الكتابة مادام يقرأ: "أنا أعتبر القراءة كتابة ولكن إلي الداخل. تغير الكتاب المفضلون لي علي اختلاف المراحل، ففي المرحلة المبكرة كان توفيق الحكيم ويوسف إدريس والبياتي والسلاب، ثم أتي المخزنجي والمنسي قنديل وإبراهيم عبد المجيد وصلاح جاهين، ثم كان ماركيز، وحده احتل مرحلة بدايات الحامعة، ثم صنع الله ابراهيم وأورهان باموق ودرويش وإبراهيم نصر الله وموراكامي وحسين البرغوثي. أميل دائما إلي قراءة النصوص التي تمزج بين القصة والشعر، بين السرد المبهج واللغة المشبعة، كأنني أقرأ القصة جالسا علي مقعد هزاز، أو أقرأ قصيدة وأنا فوق دراجة بخارية". ما الذي يريده الشاعر من الكتابة؟ يجيب ببساطة: "أتمني أن تجعل كتابتي البشر يحبون القراءة، أحاول أن أحمل لهم اللغة السهلة والمتعة البصرية وفوران الدهشة والتصالح مع العالم. فقد أصبحت اللغة معطلة والبصر مزدحماً والدهشة مؤلمة والعالم انطوائياً". ينشر مصطفي حواديته، كما يسميها، علي صفحة علي الفيسبوك بعنوان "مصطفي السيد سمير يحكي"، ويعتبر أن تجربة الحواديت هي أهم ما كتب، لأنها أكثر ما رأي أنه وفق فيه في هذا الاتجاه، ويتمني أن تنمو التجربة وتتحول إلي مشروع حقيقي. الثالث فصحي