ما زالت ضحكاتها ترن برقي وبراءة كما هي، ولازالت لمحاتها وقفشاتها الحقيقية تنم عن ذكاء نادر لم تغلبه الأيام أو تقضي عليه السنون إنها الدكتورة جيهان المكاوي أستاذة الإعلام والقصاصة والإعلامية، التي بدأت حياتها في برامج مسابقات بالتليفزيون المصري في الستينيات، قبلها اختيرت ملكة جمال وكتبت عنها الصحف والمجلات، جيهان، مرت في حياتها بالكثير والكثير من الأزمات، كانت أولها عندما استبعدت من التليفزيون المصري بحجة التخلص من مراكز القوي، لست أدري ولا هي تدري ما علاقتها بذلك، وكان جمالها سببا كبيرا من أسباب أزماتها، فقد تقدم الكثيرون للزواج منها، ورفضتهم جميعا وفضلت أن تكرس حياتها لخدمة والدتها إلي أن توفاها الله وبقيت جيهان وحيدة ووصل الأمر بها إلي تأليف كتاب عنوانه "مشروع زواج حكت فيه قصص هؤلاء الخطاب". شغلتني أمور الحياة عنها فترة حتي اتصلت بي صديقة عزيزة هي الأستاذة الكاتبة نفيسة عبدالفتاح لتخبرني بما نقلته إحدي المواقع عنها، من أنها هائمة علي وجهها في الشوارع تتسول الناس أعطوها أو منعوها، فأسرعت إلي منزلها بالدقي لأطمئن عليها، وهناك وجدت صديقتها الكاتبة نادية كيلاني تنتظر أمام الباب وما إن تعارفنا حتي فتحت لنا جيهان بابتسامتها وضحكتها الجميلة، حقا نالت منها السنون، وأصبحت لا تذكر أيا منا، وحقا أنها تجد صعوبة كبيرة في التعبير عما يدور في عقلها إلا أن حالتها ليست بالسوء الذي صور لنا، جيهان كما قالت لي نادية كيلاني تمتلك معاشا طيبا يغنيها عن السؤال، ولكنها بالتأكيد في حاجة إلي علاج حتي لا تتدهور حالتها الذهنية أكثر من ذلك، أصحابها لا يتركونها فهم دائما يزورونها، وأهلها دائمو السؤال عنها وزيارتها. وقد أجمع أصدقاؤها أن الحل في دخولها دار مسنين تجد فيها الرعاية الطبية والمعاملة الحسنة، وبدأوا بالفعل رحلة البحث عن دار مناسبة تستهويها وتحب العيش فيها، وكل ما أطمع أنا فيه باعتباري صديقة لها، أن تقضي جيهان أيامها القادمة في راحة واطمئنان فهما ما افتقدتهما جيهان طوال حياتها.