هدوء بلجان تلقي طلبات الترشح للنواب بالشرقية    محكمة سوهاج الإبتدائية تتلقى أوراق 68 مرشحًا لانتخابات النواب    جامعة بنها بتصنيف التايمز لأفضل جامعات العالم 2026    وزير الإسكان يتفقد محاور وطرق مدينة الشروق.. ويوجه بالاهتمام بأعمال الصيانة    محافظ كفر الشيخ: مصر تمتلك تجربة رائدة في زراعة الأرز    ندوة إرشادية للنهوض بالثروة الحيوانية بالزقازيق    وزير التنمية النرويجي يلاطف الأطفال الفلسطينيين خلال زيارته لمستشفى العريش العام    سيارة شاومي SU7 تشعل المنافسة.. أداء خارق وسعر مفاجئ للجميع!    الإصلاح والنهضة: رسالة الرئيس السيسي تؤكد محورية الدبلوماسية المصرية    مصر تحمل لواء القضية الفلسطينية على مر التاريخ| إنفوجراف    الاحتلال الإسرائيلي يطلق قنابل غاز مسيل للدموع وسط الخليل بعد إجبار المحلات على الإغلاق    بوتين يقر بمسئولية الدفاعات الجوية الروسية عن إسقاط طائرة ركاب أذرية العام الماضي    ليفربول يستهدف ضم بديل محمد صلاح    الجزائر تقترب من حسم التأهل إلى كأس العالم 2026 بمواجهة الصومال    ياسين محمد: فخور وسعيد بذهبية بطولة العالم للسباحة بالزعانف    جلسة منتظرة بين مسؤولي الزمالك وفيريرا ..تعرف على الأسباب    الصحة: استجابة فورية لحماية المرضى بعد نشوب حريق بمستشفى في الإسكندرية    ضبط 197 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي في سوهاج    أوبو A6 Pro 5G.. أداء خارق وتقنيات متطورة بسعر يناسب الجميع!    احتفالية كبرى للأوبرا بمناسبة مرور 37 عاما على افتتاحها    المركز القومي للسينما يشارك نقابة الصحفيين في الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر    «الجمهور ممكن يحب الشخصية».. سليم الترك يكشف عن تفاصيل دوره في لينك    عبدالغفار يوجه بتوفير موظفين لتسهيل التواصل مع المرضى بمستشفى جوستاف روسي    أطعمة تضر أكثر مما تنفع.. احذر القهوة والحمضيات على معدة فارغة    التضامن: مكافحة عمل الأطفال مسؤولية مجتمعية تتكامل فيها الجهود لحماية مستقبل الأجيال    استبعاد معلمة ومدير مدرسة بطوخ عقب تعديهما على تلميذ داخل الفصل    بدء التشغيل التجريبي لوحدة طب الأسرة ب العطارة في شبين القناطر    هل أمم أفريقيا 2025 نهاية مشوار حسام حسن مع منتخب مصر؟ رد حاسم من هاني أبوريدة    نادي جامعة حلوان يهنئ منتخب مصر بالتأهل التاريخي لكأس العالم 2026    سحب فيلم المشروع x من دور العرض السينمائي.. لهذا السبب    عزيز الشافعي: شكرا لكل من ساهم في وقف هذه الحرب الظالمة    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 9 اكتوبر 2025فى محافظة المنيا    «المصري اليوم» تُحلل خارطة المقبولين في كلية الشرطة خلال خمس سنوات    بالأسماء تعرف علي أوائل الدورات التدريبية عن العام 2024 / 2025 بمحافظة الجيزة    وكيل صحة الدقهلية يوجه بوضع لافتات إرشادية لتيسير حركة المترددين على المجلس الطبي العام    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 134 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    حبس المتهمين بقتل بلوجر المطرية    إطلاق قافلة زاد العزةال 47 من مصر إلى غزة بحمولة 3450 طن مساعدات    إصابة 12 شخصا فى حادث انقلاب سيارة بطريق العلاقى بأسوان    سيرة المجرى لازلو كراسناهوركاى صاحب جائزة نوبل فى الأدب عام 2025    كوارث يومية فى زمن الانقلاب…حريق محل مراتب بالموسكي ومصرع أمين شرطة فى حادث بسوهاج    استعدادات لجيش الاحتلال الإسرائيلى للإنسحاب من قطاع غزة    محمود مسلم: السيسي يستحق التقدير والمفاوض المصري الأقدر على الحوار مع الفلسطينيين والإسرائيليين    صبحي: لسنا راضين عما حدث بمونديال الشباب وسيتم تغيير الجهاز الفني    برشلونة يعلن رسميا إقامة مواجهة فياريال في أمريكا    9 أكتوبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية    لليوم الثاني، محكمة شمال بنها تتلقى أوراق المرشحين المحتملين لانتخابات النواب    التقييمات الأسبوعية للطلاب فى صفوف النقل عبر هذا الرابط    هل يجب التوقف عن بعض وسائل منع الحمل بعد سن الأربعين؟ استشاري يجيب    السيسي يوفد مندوبًا للتعزية في وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم    هل يجوز منع النفقة عن الزوجة لتقصيرها في الصلاة والحجاب؟.. دار الإفتاء تجيب    متوسط التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات على خطوط السكة الحديد    فيفا: منتخب مصر يمتلك مقومات تكرار إنجاز المغرب فى كأس العالم 2026    شاهيناز: «مبحبش أظهر حياتي الخاصة على السوشيال.. والفنان مش إنسان عادي»    سما المصري توجه رسالة ل المستشار مرتضى منصور: «ربنا يقومه بالسلامة بحق صلحه معايا»    عاجل - بالصور.. شاهد الوفود الدولية في شرم الشيخ لمفاوضات غزة وسط تفاؤل بخطوة أولى للسلام    من أدعية الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكري ميلاده بورتريهات بريشة
جمال حمدان
نشر في أخبار الأدب يوم 25 - 04 - 2015

هو صاحب موهبة متفردة.. فلم يكن استاذ جغرافيا فحسب ، بل كان مفكرا وعالما أفني عمره كله باحثا في عشق مصر .. ومنذ فترة وجيزة أصدرت عنه مكتبة الإسكندرية كتابا بعنوان " جمال حمدان و عبقرية المكان" إعداد محمد محمود غنيمة و أيمن منصور ، كشف عن جوانب متعددة في حياة جمال حمدان ،منها نشر أربعة بورتريهات رسمها الراحل الكبير، فضلا عن مجموعة من أندر الصور تمثل مراحل مختلفة من حياته ، الكتاب يستعرض بعضا من محطات ابن محافظة القليوبية "جمال محمود صالح حمدان"، الذي تعلم القرآن وتجويده، وأساسيات اللغة العربية، وعند التحاقه بالمدرسة التوفيقية الثانوية أصابه الولع بأستاذه الجليل "محمود جمال الدين"، فكان مفتاح حبه للجغرافيا.
جغرافيا حمدان
التحق دون تردد بكلية الآداب قسم الجغرافيا بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، تفرغ للعلم والتحصيل وكان طالبا متفوقا، وتخرج فيها حاصلا علي درجة الليسانس بامتياز وهو لم يتجاوز العشرين عاما، فعين معيدا بالكلية واختارته الجامعة لتكملة دراساته العلمية بالخارج، فسافر إلي إنجلترا، وتحديدا جامعة رادنج؛ الشهيرة في العلوم الإنسانية كالجغرافيا والأنثروبولوجيا.
قابل في بعثته "أوستين ميللر"، أستاذه والمشرف علي رسالته، الذي يعد من أهم الشخصيات التي أثرت في دعم فكر حمدان، فجعله يدأب علي قراءة الموسوعات العلمية والمراجع ودراستها، وعندما اختار موضوعا لرسالته حول "سكان وسط دلتا النيل" وعمل عليه لأكثر من عام، رأي ميللر أن هذا العمل أكبر من أن يكون موضوعا لنيل درجة الماجستير، فهو يرقي للحصول علي درجة الدكتوراه، فشجعه علي العودة إلي مصر واستكمال أبحاثه، وعندما انتهي منها بعد عامين نال درجة دكتوراه في فلسفة الجغرافيا مع مرتبة الشرف، ليكون السادس في العالم الذي يكتب رسالة في هذا المجال.
ضمير من العشق يئن
بعد عودته انضم مرة أخري لأعضاء هيئة التدريس بقسم الجغرافيا، وأصدر كتبه الثلاثة الأولي: "جغرافية المدن"، "دراسات في العالم العربي" الذي حصل علي جائزة الدولة التشجعية، و"أنماط من البيئات"، وفي عام 1963 تقدم باستقالته من الجامعة ولكنها لم تقبل إلا بعد عامين، ومن حينها فرض علي نفسه عزلة اختيارية عن المجتمع، لم يكن يستقبل أحدا في منزله إلا في حالات محدودة، وتفرغ لدراساته وأبحاثه، قائلا: "لا أريد التعامل مع المجتمع... ولن أخرج من عزلتي... حتي ينصلح حاله وإن كنت أتصور أن ذلك لن يحدث".
مر حمدان خلال هذه الفترة بمرحلة عصيبة من حياته، فقد كان يشعر بالمرارة والاضطهاد، فأمره طبيبه المعالج بالكف عن الكتابة والتفكير وبأن يذهب إلي أحد المنتجعات للتخفيف من أعبائه، فذهب مع أخيه إلي حلوان وتفرغ للرسم وسماع الموسيقي والخروج للنزهات القصيرة والنوم المبكر، حتي عاد سليما معافي، فقد كان يدرك في قرارة نفسه أن الأقدار قد اختارت له ما أراد، حيث لم يشعر عند انسحابه وعزلته بأنه ألقي نفسه في فراغ، ولكنه ظل منكبا علي قصيدته العاشقة "شخصية مصر- دراسة في عبقرية المكان".
من المنهجية إلي القومية
سُمي بفيلسوف الجغرافيا، وقد تجاوزت كتبه 29 مؤلفا، بالإضافة إلي المقالات العلمية التي أصدرها بالصحف أو الدوريات العلمية، وقد قسم العلماء والباحثون مراحل الفكر والإنتاج عند حمدان لثلاث مراحل، الأولي مرحلة التفكير العلمي (1953-1964)، التي اهتم فيها بالكتابة العلمية بغزارة وأنجز خلالها 17 عملا علميا، فاهتم بدراسة السكان والمدن والجغرافيا السياسية علي المستوي الإقليمي في إفريقيا والمنطقة العربية.
أما الثانية فهي التفكير الوطني (1964-1984) وهي فترة الجغرافيا السياسية للمنطقة العربية والأفريقية، وقد أنتج فيها 15 كتابا، إلي جانب كتاب شخصية مصر من القطع الصغير إلي أن تحول إلي موسوعته الكبيرة في بداية الثمانينيات، بينما المرحلة الأخيرة، هي التفكير القومي (1984) وحتي وفاته، وقد خصصها لأعمال علمية لم تصدر.
حظي حمدان بالتكريم داخل مصر وخارجها، كما رشح لمناصب قيادية، ولكنه رفض وفضل أن يتحفنا بإنتاجه العلمي ولا يخرج من صومعته واعتكافه؛ الذي وضعه في مصاف العلماء الجغرافيين علي مستوي العالم العربي، ومن الجوائز التي حصل عليها: الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 1959، الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1985، التقدم العلمي عام 1986 بالكويت، وسام العلوم من الطبقة الأولي عام 1988، وجائزة معرض الكتاب الدولي عام 1989، وقد عرض عليه العمل كأستاذ بالجامعة الليبية لكنه رفض، وتجدد العرض ذاته من بغداد ورفض أيضا.
روح تنتظر الثأر
ظل جمال حمدان في عزلته الاختيارية حتي توفي محترقا نتيجة تسرب الغاز من أنبوب البوتاجاز أثناء قيامه بإعداد كوب من الشاي لنفسه، فاحترق نصف جسده


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.