من فوق ظهر الحصان، احتفالات مرشحين مستقلين في إطسا بالفيوم بعد نتائج الحصر العددي (صور)    "الأوقاف" تكشف تفاصيل إعادة النظر في عدالة القيم الإيجارية للممتلكات التابعة لها    فانس: قد تظهر "أخبار جيدة" قريبا بشأن التسوية في أوكرانيا    عاجل- أكسيوس: ترامب يعتزم إعلان الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق غزة قبل أعياد الميلاد    وست هام يفرض التعادل على مانشستر يونايتد في البريميرليج    دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة وأعظم الأدعية المستحبة لنيل البركة وتفريج الكرب وبداية يوم مليئة بالخير    رئيس هيئة الدواء يختتم برنامج "Future Fighters" ويشيد بدور الطلاب في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الأمن الدوائي    دنيا سمير غانم تتصدر تريند جوجل بعد نفيها القاطع لشائعة انفصالها... وتعليق منة شلبي يشعل الجدل    الجيش الأمريكي: مقتل 4 أشخاص في غارة على سفينة يشتبه أنها تنقل المخدرات    فضل صلاة القيام وأهميتها في حياة المسلم وأثرها العظيم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان    نجوم العالم يتألقون في افتتاح مهرجان البحر الأحمر.. ومايكل كين يخطف القلوب على السجادة الحمراء    مصادرة كميات من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بحي الطالبية    إعلام فلسطيني: زوارق وطائرات جيش الاحتلال تطلق نيرانها على ساحل خان يونس    استمرار عمليات تجميع الأصوات داخل اللجان العامة في سوهاج.. فيديو    الدفاعات الأوكرانية تتصدى لهجوم روسي بالمسيرات على العاصمة كييف    محمد موسى: الاحتلال يثبت أقدامه في الجولان... والتاريخ لن يرحم الصامتين    محطة شرق قنا تدخل الخدمة بجهد 500 ك.ف    قفزة عشرينية ل الحضري، منتخب مصر يخوض مرانه الأساسي استعدادا لمواجهة الإمارات في كأس العرب (صور)    كأس العرب - يوسف أيمن: كان يمكننا لوم أنفسنا في مباراة فلسطين    وزير الكهرباء: رفع كفاءة الطاقة مفتاح تسريع مسار الاستدامة ودعم الاقتصاد الوطني    إعلان القاهرة الوزاري 2025.. خريطة طريق متوسطية لحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد الأزرق    بالأسماء.. إصابة 9 أشخاص بتسمم في المحلة الكبرى إثر تناولهم وجبة كشري    ضبط شخص هدد مرشحين زاعما وعده بمبالغ مالية وعدم الوفاء بها    سبحان الله.. عدسة تليفزيون اليوم السابع ترصد القمر العملاق فى سماء القاهرة.. فيديو    غرفة التطوير العقاري: الملكية الجزئية استثمار جديد يخدم محدودي ومتوسطي الدخل    صفر صوت ل 20 مرشحًا.. أغرب لجنتي تصويت بنتائج الفرز الأولية للأصوات بانتخابات النواب بقنا    صاحبة فيديو «البشعة» تكشف تفاصيل لجوئها للنار لإثبات براءتها: "كنت مظلومة ومش قادرة أمشي في الشارع"    د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!    وزير العدل يلتقي وفداً من ممثلي مصلحة الخبراء    تفوق للمستقلين، إعلان نتائج الحصر العددي للأصوات في الدائرة الثانية بالفيوم    البابا تواضروس الثاني يشهد تخريج دفعة جديدة من معهد المشورة بالمعادي    كرة سلة - سيدات الأهلي في المجموعة الأولى بقرعة بطولة إفريقيا للاندية    أخبار × 24 ساعة.. وزارة العمل تعلن عن 360 فرصة عمل جديدة فى الجيزة    رئيس مصلحة الجمارك: ننفذ أكبر عملية تطوير شاملة للجمارك المصرية    انقطاع المياه عن مركز ومدينة فوه اليوم لمدة 12 ساعة    "لا أمان لخائن" .. احتفاءفلسطيني بمقتل عميل الصهاينة "أبو شباب"    ترامب يستضيف توقيع اتفاقية سلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    الأمن يكشف ملابسات فيديو تهديد مرشحى الانتخابات لتهربهم من دفع رشاوى للناخبين    بعد إحالته للمحاكمة.. القصة الكاملة لقضية التيك توكر شاكر محظور دلوقتي    كاميرات المراقبة كلمة السر في إنقاذ فتاة من الخطف بالجيزة وفريق بحث يلاحق المتهم الرئيسي    اختتام البرنامج التدريبي الوطني لإعداد الدليل الرقابي لتقرير تحليل الأمان بالمنشآت الإشعاعية    ضبط شخص أثناء محاولة شراء أصوات الناخبين بسوهاج    فرز الأصوات في سيلا وسط تشديدات أمنية مكثفة بالفيوم.. صور    ميلان يودع كأس إيطاليا على يد لاتسيو    مراسل اكسترا نيوز بالفيوم: هناك اهتمام كبيرة بالمشاركة في هذه الجولة من الانتخابات    مراسل "اكسترا": الأجهزة الأمنية تعاملت بحسم وسرعة مع بعض الخروقات الانتخابية    أحمد سالم: مصر تشهد الانتخابات البرلمانية "الأطول" في تاريخها    انسحاب 4 دول من مسابقة «يوروفيجن 2026» وسط خلاف بشأن مشاركة إسرائيل    محمد موسى يكشف أخطر تداعيات أزمة فسخ عقد صلاح مصدق داخل الزمالك    محمد إبراهيم: مشوفتش لاعيبة بتشرب شيشة فى الزمالك.. والمحترفون دون المستوى    دار الإفتاء تحذر من البشعة: ممارسة محرمة شرعا وتعرض الإنسان للأذى    مصدر بمجلس الزمالك: لا نية للاستقالة ومن يستطيع تحمل المسئولية يتفضل    "المصل واللقاح" يكشف حقائق صادمة حول سوء استخدام المضادات الحيوية    سلطات للتخسيس غنية بالبروتين، وصفات مشبعة لخسارة الوزن    وزير الصحة: أمراض الجهاز التنفسي تتطلب مجهودا كبيرا والقيادة السياسية تضع الملف على رأس الأولويات الوطنية    ما الحكمة من تناثر القصص القرآني داخل السور وعدم جمعها في موضع واحد؟.. خالد الجندي يوضح    صحة مطروح: إحالة عاملين بإدارتي الضبعة والعلمين إلى التحقيق لتغيبهم عن العمل    الأزهر للفتوى يوضح: اللجوء إلى البشعة لإثبات الاتهام أو نفيه ممارسة جاهلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أميتاب باتشان .. ابتسامة نجم سحر الأسطورة الهندية
نشر في أخبار الأدب يوم 11 - 04 - 2015

ربما كان أكثر ما لفت انتباهي خلال تلك الأيام المعدودة التي زار فيها النجم أميتاب باتشان مصر هي تلك الابتسامة الهادئة التي لم تفارق وجهه رغم الزحام الشديد وتدفق آلاف من معجبيه لرؤيته ومصافحته، وجدول مواعيده المتخم الذي لم يترك له وقتا كافيا حتي للراحة، ومع ذلك كانت هناك حالة من الصفاء الروحي والهدوء منحته سكينة راهب متأمل اتضحت في نظراته وعمق كلماته، فما أن يبدأ في الحديث حتي تتمني ألا يتوقف عن الحديث أبدا .
وربما كانت هذه هي المرة الأولي التي أري فيها تلك الظاهرة رؤية عين، فأينما توجه النجم كان يحرك كتلة بشرية هائلة معه في مشهد يوحي بأنهم يقعون تحت تأثير سحر ما .. سحر الأسطورة الهندية، والذي لم يفقده عبر كل تلك السنوات، فأتذكر خلال وقائع المؤتمر الصحفي حين سألته الصحفية الشابة رباب فتحي عن السر .. سره ؟؟ سر ذلك السحر .. فابتسم ابتسامة عذبة وقال "أنتم" .
وربما كانت زيارة النجم أميتاب باتشان هي الحدث الأبرز بين أنشطة مهرجان "الهند علي ضفاف النيل" في دورته الثالثة والذي يعد أكبر مهرجان أجنبي تستضيفه مصر عقب ثورة يناير، وقد تخلل زيارة النجم باتشان لقاؤه بالصحفيين ورجال الإعلام خلال وقائع المؤتمر الصحفي للمهرجان، وكذلك حوار مع الكاتب الهندي سيدارت بهاتيا بدار الأوبرا المصرية، ثم أمسية للنجم الهندي أقيمت بالتعاون مع وزارة السياحة عند سفح الأهرامات، وذلك قبل أن يختتم النجم زيارته لمصر بالحصول علي الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون بالهرم.
كان العامل المشترك بين كل تلك اللقاءات هو تلك المحبة الصادقة المتدفقة التي يغمر بها كل من حوله فلم يرفض أبدا التقاط الصور مع محبيه أو حتي صور السيلفي ، ولم يرفض أن يمضي كثيرا من وقته ليوقع أوتوجرافا لمجموعة من الأطفال، كان يعامل الجميع بمحبة الأب، ثم إذا به يرسل رسالة إلي معجبيه من خلال حارسه الشخصي أنه في وسط هذا الجدول الحافل علي استعداد أن يخصص لهم وقتا لالتقاط الصور معه.
ولم أكن وحدي من وقع أسير تلك الابتسامة الساحرة والنظرة التي تتطلع دائما إلي العالم فيما يشبه الحلم الجميل، فقد رأيت سيدة تبكي ، وسمعت من أخري أن كل أمنيتها في الحياة أن تراه، وكانت إحداهن تصرخ من السعادة لأنها تمكنت من أن تصافح النجم .. أما أنا فقد اتسعت ابتسامتي جدا لأنني تمكنت أيضا من مصافحته أكثر من مرة ..
وكان الفنان الهندي قبل زيارته إلي مصر وجه رسالة إلي الشعب المصري قال فيها : " أهلا وسهلا بأصدقائي من أرض الحضارة المصرية العريقة ، إن مصر واحدة من تلك البلاد التي لطالما شعرت بارتباطي بها ، وهناك قول مأثور يقول إن من يشرب من ماء النيل لابد أن يعود له مجددا .. ويبدو أنني شربت كثيرا من مياه النيل ، التي تدفعي للعودة مرة بعد مرة ، وفي كل مرة كنت أشعر بفيض من الحب والمودة يغمرني.
كل تلك الأسئلة التي أجاب عنها علي مدار تلك الفاعليات المختلفة، إنما أكدت أن تلك النجومية صنعها مزيج فريد من التواضع والصدق والمحبة، ناهيك عن إبداعه الذي يزداد كلما تقدم به العمر .. وفي كل لقاء من تلك اللقاءات كنت أسمعه يتحدث عن حبه لمصر التي يعتبرها بلده الثاني، وفي تلك الأمسية في الأوبرا قال للجمهور في كل مرة أزور فيها مصر أشعر أنني لا أرغب في تركها. وأضاف إنه كلما شعر بالحزن أو الكآبة كان يحرص علي مشاهدة الفيديو الذي تم تصويره له خلال زيارته السابقة لمصر فكان ذلك يساعده علي الابتهاج.. وباتشان يعد واحدا من أشهر نجوم السينما الهندية، وقد بدأ حياته الفنية عام 1969 بفيلم "سات هندوستاني" واستمر في رحلة فنية عظيمة ومتميزة لا يضارعه فيها أي ممثل آخر في تاريخ السينما الهندية. وحازت الكثير من أفلامه جوائز وحققت نجاحاً علي المستويين التجاري والنقدي ومنها أفلام "زانجير" ، "ديوار" ، "تشوبكي تشوبكي" ، "شولاي"، "قمر أكبر أنتوني"، و"دون"، و"موهبتين"، و"باجبان"، و"تشينيكوم"، و"أنكن"، "بهوتنات"، "با" ومؤخراً فيلم "شاميتاب".
وقد حاز باتشان العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية الطويلة والناجحة مثل الجائزة الوطنية لأفضل بداية فنية من الحكومة الهندية وذلك عن دوره في فيلم "سات هندوستاني"، وجائزة السينما الوطنية لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "أجنيباث"، والجائزة الوطنية عن فيلم "بلاك" وذلك لأدائه المتميز حيث قام بدور معلم لفتاة عمياء صماء بكماء، والجائزة الوطنية لعام 2010 عن دوره في فيلم "با" حيث جسد دور شاب مراهق عمره 12 عاماً مصاب بحالة مرضية وراثية نادرة تسمي "الشيخوخة المبكرة".
كما كان باتشان عضواً مؤثراً في البرلمان الهندي خلال الفترة من 1984 حتي عام 1987. وتم منحه جائزة "بادما شري" الرفيعة عام 1984 وجائزة "بادما بهوشان" عام 2001. وعلي المستوي الدولي، حصل هذا الفنان البارع علي أرفع وسام مدني فرنسي وهو وسام جوقة الشرف برتبة فارس، وذلك لمسيرة حياته المتميزة في مجال السينما وغيرها من المجالات. وربما كانت زيارة النجم أميتاب باتشان هي مجرد استهلال لفاعليات مهرجان "الهند علي ضفاف النيل" المتعددة التي استمرت لما يزيد علي أسبوعين في الفترة من 30 مارس حتي 16 إبريل والتي تضمنت العديد من الفاعليات الفنية والثقافية، وبدأت بورشة لرقصات بوليوود مفتوحة للجمهور قدمها المدرب جيل شويان والتي شهدت اقبالا غير مسبوق.
وجيل شويان أيضا هو مصمم رقصات عرض بوليوود الشهيرة الذي استضافته دار الأوبرا المصرية علي مدار ثلاثة أيام بالقاهرة تم خلالها تقديم خمسة عروض بين الماتنيه والسواريه بالإضافة إلي ثلاثة أيام بالأسكندرية، وقد أقيم العرض المبهر تحت عنوان "قصة حب وشغف وانتقام"، بمشاركة 35 راقصا وراقصة هندية بمصاحبة أنغام الموسيقي، وقد رفعت دار الأوبرا المصرية لافتة كامل العدد منذ اليوم الأول للعرض حيث نفدت كافة التذاكر قبل بداية العروض.
ولكن المهرجان لم يتوقف عند عالم بوليوود الساحر، حيث يعتبر المهرجان نافذة لعرض ثقافة الهند الثرية ومدي تنوعها، فبخلاف فرقة بوليوود، قدمت فرقة أدفايتا عرضا موسيقيا رائعا بالمسرح الصغير بدار الأوبرا مزجت فيه بين التقاليد الموسيقية الكلاسيكية الهندية مع موسيقي الروك الغربية، وقد منح العرض الجمهور فرصة للاستمتاع بروعة الموسيقي الكلاسيكية الهندوستانية التي تضفرت مع موسيقي الروك. ومن النغمات الناعمة لأصوات المغنيين الغربيين علي الأصوات الهندوستانية العميقة ترتقي موسيقي فرقة الأدفايتا من خلال مزج أصوات الجيتار بالأورج والطبول وصوت آلة السرانجي المتميز.
المزيج بين الماضي والحاضر
ومن عالم بوليوود لذلك المزيج بين الماضي والحاضر في التقاليد الموسيقية إلي رقصة مانيبوري الكلاسيكية التي تعكس تراث الهند، تقوم فرقة رقص من ولاية مانيبور الهندية - والجريدة ماثلة للطبع يوم السبت الموافق 11 إبريل - بعرض التقاليد الفلكلورية بهذه الولاية، حيث يمزج هذا الفن بين الموسيقي والحركات الراقصة التي تتطلب قوة وقدرات بهلوانية. ويقوم أعضاء الفريق الراقص أنفسهم بالعزف علي آلة المريدانجا (بونج) بينما يقومون بأداء الرقصة أمام الجمهور.
الحفاظ علي التراث
ولعل أحد المحاور المهمة التي تم التأكيد عليها خلال عدد من فاعليات مهرجان هذا العام يتمثل في الحفاظ علي تراث الهند الثقافي في كافة أشكاله في ظل عصر العولمة بل النهوض به، ليس فقط من خلال العروض الموسيقية، ولكن أيضا من خلال الندوات والمعارض وغيرها، حيث تأكد هذا الموضوع من خلال اللقاء الفكري الذي استضافه المجلس
الأعلي للثقافة تحت عنوان "كلمات علي الماء" والذي تعرض لقضية "الحفاظ علي التراث الثقافي" بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة من مصر والهند، حيث أدار اللقاء الأستاذ الدكتور محمد عفيفي أمين المجلس الأعلي للثقافة، وشارك فيه من مصر كل من الفنان محمد عبلة، ود.خالد عزب ود.أشرف رضا، بينما شارك من الجانب الهندي ليلي تيابجي وهي من الرائدات الاجتماعيات في مجال الحرف اليدوية، سانجوي روي مدير شركة تيم ورك آرتز وهي الشركة التي تتولي تنظيم المهرجان والترويج للثقافة والفنون، والصحفي سيدارت بهاتيا أحد الصحفيين الكبار الذي يكتب بصورة واسعة في مجال الفنون والأفلام.
وقد تناولت الجلسة الحديث عن الحفاظ علي التراث الثقافي وسبل حمايته، من خلال عدة موضوعات مختلفة طرحها المشاركون حسب خبراتهم العملية، حيث ذكر د.عفيفي أن مصر والهند باعتبارهما من أقدم الحضارات تواجهان الكثير من المشكلات خاصة في عصر العولمة تتمثل في الحفاظ علي التراث الثقافي، وكان من الضروري والمهم أن نستمع إلي الخبرة الهندية في هذا المجال، وربما يسفر هذا الحوار عن أعمال مشتركة وتبادل خبرات وربما برامج عمل مشتركة مستقبلية .
ومن جانبه تحدث سانجوي روي عن أهمية الحفاظ علي التراث الثقافي وتطويره بما يواكب العصر فينأي به عن الجمود، ولابد من أن يكون لدينا وعي بأن الثقافة يجب أن تتطور فلا يجب أن تتوقف عند الماضي، كما يجب الاستفادة من التكنولوجيا والثورة المعلوماتية في الحفاظ علي التراث وتسجيله وإتاحة المعرفة وسهولة الوصول إليها . وأكد روي أهمية الثقافة حيث تعتبر بمثابة نافذة تنفتح علي الآخر، فالثقافة يمكنها أن تعبر كل الحواجز وتتخطاها، لأن الثقافة تحتفي بشيء واحد وهو قدرة الإنسان علي التواصل مع الآخرين من القلب والروح .
وقد أكدت ليلي تيابجي علي ما ذكره روي واستكملت حديثها بالتركيز علي الحرف اليدوية، حيث إن لها باعا طويلا في هذا المجال، وقد ذكرت في معرض حديثها عن الحرف اليدوية أن إحدي المشكلات التي تواجه الحرف التي تنتمي إلي التراث غير المادي، تتمثل في النظرة التقليدية الجامدة لها باعتبارها شيئا ينتمي للماضي وهو ما يضعها في قوالب جامدة ، وهي تري أن علي الحرف اليدوية أن تتطور بحيث تحافظ علي التقاليد العريقة للحرفة مع تطوير وظيفتها بما يلائم العصر. الفنان محمد عبلة أيضا تحدث عن التجربة الهندية من خلال احتكاكه بها، وكيفية دخول الموروث الثقافي في منظومة العولمة ومزج القيم بكل معطيات الحداثة .. وأشاد بالتجربة الهندية والوعي بالبعد الاقتصادي للتراث لأنه لو لم يكن هناك معطي اقتصادي للتراث سوف ينتهي .
وقد اختار د.خالد عزب مدخلا مغايرا حيث تحدث عن أهمية الحفاظ علي ثقافة الطعام التي تعتبر مكونا أساسيا للحفاظ علي الهوية الوطنية في ظل العولمة، وأكد علي أهمية الحفاظ علي الأطعمة المحلية المصرية، مؤكدا أن مصر تعاني من هذا الأمر، فبينما تم مثلا تسجيل 350 نوعا من الخبز المصري اختفي تماما ما يقرب من 150 نوعا وتبقي 200 نوع ، وهناك أطعمة بدأت تختفي من علي مائدة الطعام المصري مثل الأوز والبصارة وغيرها وهو ما ينبغي أن نلتفت إليه، وأشاد العزب بالتجربة الهندية في هذا الصدد، حيث نجحت الهند في الحفاظ علي التراث الوطني للأطعمة وتحويله إلي أداة اقتصادية قوية جدا.
وأشار سيدارت بهاتيا في حديثه إلي السينما الهندية وقدرة بوليوود علي تقديم توليفة عالمية تعكس التعددية في الهند وتلائم أذواق الجميع، كما أكد أهمية الاهتمام بالتوثيق الدقيق للتاريخ السينمائي بما في ذلك إفيشات الأفلام والصور الفوتوغرافية، وأشاد بتجربة مكتبة الأسكندرية في عملية التوثيق الرقمي .
أما د. أشرف رضا فتناول قضية المباني الأثرية من خلال خبرته الطويلة في هذا المجال وأهمية الحفاظ علي تلك المباني وتوثيقها تاريخيا، وتفريغ كل المباني الأثرية من أية إشغالات سواء كانت هيئات حكومية أو مدارس أو غير ذلك، وإعادة توظيف تلك القصور التاريخية لمصر لتكون بمثابة مراكز ثقافية ومسارح وقاعات للعروض الفنية لتصبح قلب القاهرة ومنارة وشعلة الثقافة.
و خلال كلمته في هذه الفاعلية، قال السفير نافديب سوري: تفتخر الهند ومصر بأنهما من أعرق الحضارات القديمة في العالم، حيث تشتهر الحضارتان بانجازاتهما الكبيرة وإبداعهما في العديد من المجالات عبر آلاف السنين. وأضاف أن الحفاظ علي التراث الثقافي الثري، والعمل علي الارتقاء به من المسئوليات المهمة التي تقع علي عاتق الجيل الحالي والأجيال المتعاقبة أيضا. وسوف يساهم هذا الحوار بين الخبراء والمفكرين من الجانبين في خلق أرضية مشتركة بينهما لتبادل المعلومات و أفضل الممارسات في هذا المجال.
وربما جاء المعرض الفني الذي أقيم علي هامش المهرجان هذا العام ليعكس جوهر هذا الموضوع أيضا، حيث أقيم معرض للحرف اليدوية الهندية في مركز الحرف التقليدية بالفسطاط قبل أن ينتقل إلي الهناجر، وقد أقيمت احتفالية في افتتاح المعرض تضمنت ندوة عن تسويق الحرف ، استهلتها ليلي تيابجي بعرض عن تطوير الحرف اليدوية وتسويقها من خلال تجربة جمعية داستكار المعنية بالنهوض بتلك الحرف ، كما تحدث كل من فيفي عواد وكيل أول وزارة الصناعة والتجارة، ود. هبة حندوسة المدير التنفيذي لشبكة مصر المتكامل و د.أحمد مرسي أستاذ التراث الشعبي، والدكتورة نوال المسيري ، ود.عز الدين نجيب عن خبراتهم في هذا المجال وكيفية النهوض بالحرف اليدوية في مصر والاستفادة من الخبرة الهندية في هذا المجال .
لقد أكدت الهند من خلال كل فاعلية قدرتها وبحق علي الحفاظ علي تراثها العريق ودمجه في منظومة العصر الحديث ، ولعل إحدي الفاعليات المهمة التي تم استحداثها هذا العام، فاعلية "تمتع بالصحة علي الطريقة الهندية" والتي ركزت علي قوة اليوجا والتأمل والتقاليد الطبية الشاملة في الهند، وشارك بها معلمو اليوجا الذين يقومون بتدريس اليوجا والتأمل لعشاق ممارسة اليوجا.
فلسفة اليوجا
وتعد اليوجا من الفلسفات والممارسات الهندية القديمة التي تمثل جزءا مهما من تراث الهند الذي يضرب بجذوره في عمق التاريخ. ولقد ظل هذا التراث الهندي القديم يأسر قلوب وعقول الكثيرين في كافة أنحاء العالم علي مدي عقود من الزمان. ونظرا لأهمية اليوجا، فقد قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار يوم 21 يونيو من كل عام "اليوم العالمي لليوجا". لقد أيدت أكثر من 175 دولة هذا القرار، الأمر الذي يؤكد أن اليوجا أصبحت حاضرة و بقوة علي الساحة الدولية.
كما تضمنت الفاعلية التي أقيمت في كل من حديقة الأزهر ونادي الشمس وكذلك في الأسكندرية استشارات عن العلاج بطرق الطب التقليدية أو الأيورفيدا ، والأيورفيدا هي نظام رعاية صحية معترف به من قبل حكومة الهند، وتعترف منظمة الصحة العالمية بالأيورفيدا كنظام متميز للطب الهندي، وتتزايد أهمية السياحة العلاجية في الهند يوما بعد يوم بتزايد أعداد الأجانب الذين يأتون للعلاج بأسلوب البنشاكارما واليوجا والتأمل والأيورفيدا.
لقد أثبتت الهند من خلال الفاعليات المختلفة لمهرجان الهند علي ضفاف النيل والذي لم تغفل من خلاله أيضا السينما الهندية ومهرجان الأطعمة أن التراث الثقافي حاضر وبقوة في حياة الهند المعاصرة وأن الهند أرست تجربة فريدة ليس فقط في الحفاظ علي فنونها وتطويرها بما يتواكب مع معطيات العصر ، وإنما نموذج يحتذي به فيما يعرف باسم الدبلوماسية الثقافية والشعبية التي تمكنت من أن تجمع مئات المصريين الذي ينتظرون بشغف أن تحل الهند ضيفا عزيزا علي ضفاف النيل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.