صدرت في بيروت عن دار التنوير اللبنانية رواية "ستيمر بوينت" للروائي اليمني المقيم في الرياض أحمد زين، وتستعيد هذه الرواية إيقاع الحياة في مدينة عدن خلال المرحلة الكولونيالية التي تمتد من 1920 وحتي 1968. وتتوغل الرواية في شوارع المدينة وباراتها ومقاهيها ومطاعمها وأسواقها وأحيائها الشهيرة، ومنها حي التواهي الذي أطلق عليه الإنجليز مسمي "ستيمر بوينت" أي ملتقي البواخر. تنقلنا الرواية إلي أجواء مدينة عدن المفتوحة علي جميع الأعراق والأديان، وتجارتها المزدهرة في النهار، وحياتها الليلية الصاخبة. تتأسس الرواية علي يوم 28 نوفمبر 1968 أي قبل إعلان استقلال اليمن الجنوبي بيومين، ويظل هذا اليوم مستمراً كالدهر حتي نهاية الرواية. يتلاعب الروائي بضمير السارد، مستخدماً ضمائر المخاطب والمتكلم والغائب بتناوب سلس. وتدور أحداث الرواية حول الشاب "سمير" الذي يعمل في خدمة تاجر فرنسي فاحش الثراء، واصفاً بتعمق الحالات النفسية التي تنتاب رب العمل وخادمه عشية الاستقلال، وما يدور في ذهنهما من مخاوف وتوجسات من قدوم الثوار وتحطيمهم لأبواب القصر وإراقة للدماء. ينظر كل واحد منهما للآخر من خلال مرآة كبيرة معلقة في الجدار ويسترجع ماضيه. يرسم الروائي ببراعة مشاهد فرار الأوروبيين واليهود والمجوس والهنود من المدينة في الأيام الأخيرة قبل الاستقلال، وبالأخص التجار الذين أدركوا قبل غيرهم بأن فترة الازدهار الاقتصادي الطويلة الأمد قد شارفت علي الانتهاء. صدرت الرواية في مائة وسبعين صفحة ( يناير 2015) وتعد الرابعة لأحمد زين الذي سبق له إصدار ثلاث روايات: تصحيح وضع، قهوة أمريكية، حرب تحت الجلد. كما صدرت له عدة مجموعات قصصية.