بدأ المقهي الثقافي أولي فعالياته بندوة تكريم الكاتب الراحل أمين ريان، شارك فيها فؤاد مرسي وعبد الغني داود ود.سيد الوكيل ود. هويدا صالح وسهام البيومي. قال فؤاد مرسي :أن تبدأ فعاليات المقهي الثقافي بمعرض الكتاب هذا العام بتكريم أمين ريان فهذا كعرفان بالجميل، للكاتب الذي كان يتميز بالموهبة والإبداعات التي قدمها للناس رغم أنه لم ينل حقه من الدولة حتي الان. وأضاف عبد الغني داود أن أمين ريان أحدث ثورة في الرواية وعلي يده عرف الكثيرون أمهات الكتب. كان موسوعة في الأدب والفن، ولم يتبع أي تنظيمات سياسية في تلك الحقبة وفضل أن يستقل بذاته وهذا ما يجب أن يكون عليه المبدع في وجهة نظره. وأوضح الكاتب سيد الوكيل أن ريان كان قد هجر الكتابة وعاد للفن التشكيلي لكن الوكيل أقنعه بالعودة إليها، فهو صاحب خبرة طويلة في الجمع بين الأثنين الكتابة والفن التشكيلي، وبرغم أن زمن أمين ريان كان زمن القصة القصيرة، إلا أنه شق طريق الرواية، وقال عنه الكاتب الكبير نجيب محفوظ أنه بدأ الكتابة البصرية. ووصفت الدكتورة هويدا صالح أن كل عمل من أعمال ريان يعد لوحة فنية، فالتشكيل البصري في القصة والرواية كان واضحا. فهو يضع مشرطه علي ملامح السرد ثم يكتب سيرة المكان الذي يصبح الإنسان جزءا منه، ولو وجد الكاتب من يؤمن به فربما تغير الأمر بالنسبة له. وها نحن دائما نقول "كانوا ها هنا ". وقالت سهام بيومي أن هناك العديد من الجوانب لم يتم تناولها حتي الآن في حياة أمين ريان، الذي عاش كما ينبغي للأديب أن يعيش، عاش للإبداع وبالإبداع، لم تستهوه السلطة ولم يسع إليها. السلفي والإصلاح الديني ناقش المقهي أيضا رواية "السلفي" للكاتب عمار علي حسن، بحضور الدكتورة سامية حبيب أستاذ النقد والدراما، والكاتب مصطفي سليمان . تدورأحداث الرواية كما أوضحت الندوة من خلال تجربة شخصية وجدل بين أب وإبنه الذي ينتمي للفكر السلفي وهو يحاول إقناعه بالأدلة والبراهين، وقال عمار إنه لم يكتب رواية "السلفي" نتيجة الجدل الحالي، مشيرا إلي أننا بحاجة إلي اصلاح ديني حقيقي، مؤكدا علي أنه بدأ في كتابتها قبل الثورة، وأكملها بعدها، يقول: لا أنكر أنني أستفدت من الثورة في تكملة الرواية. شيخ الحكائين احتفي المقهي أيضا بتجربة شيخ الحكائين الراحل خير شلبي، في ندوة تزامنت مع ذكري ميلاده الذي يوافق 31من يناير الماضي. حضرها د.محمود الضبع، والكاتبة ريم خيري شلبي، والشاعر شعبان يوسف، وأدارها الكاتب محمد رفيع، وشارك فيها د.محمد التداوي الباحث المتخصص في الأدب، وبحضورالعديد من المثقفين ومحبي الكاتب الراحل. استهل د. محمد التداوي حديثه واصفاً شلبي بأنه كاتب فريد من نوعه يمتلك أسلوبا سرديا وروائيا ميزه عن كل كتاب جيله، فقد عايش احلام البسطاء وحفظ السيرة الشعبية، متأثرا بفكر القرية التي تناولها في الكثير من أعماله، مثل "الأوباش"، " الوتد"،"وكالة عطية "،"صالح هيصة" فهو كان يعرف كيف يتقن لغة البلاد واستثمارها في كتاباته. وتحدث الناقد د.محمود الضبع عن إبداعات خيري شلبي ووصوله للعالمية وقال: عرفت شلبي عن كثب، كان لديه ذاكرة قوية لا ينسي الأسماء ودائما ما يحلل الشخصيات التي يمكن أن يأخذ منها ما يصلح ليكون شخصية روائية، فهو ينظر لمن حوله النظرية السردية ليختار من بعض الشخصيات التي تصلح الدخول في عالمه السردي الذي تميز بالواقعية السحرية. وحذرالضبع من تدخل الصحافة في النقد الأدبي، وهذا ما تعرض إليه الكاتب الكبير نجيب محفوظ، حيث هوجم من الصحافة والإعلام وصلت الي السب في بعض الصحف .كان ذلك قبل فوزه بجائزة نوبل بأيام قليلة، لكن سرعان ما عدلت عن رأيها، واصفا ما يحدث بتجمع اللوبي جماعات تخدم بعضها البعض "فتدخل الصحفيين في النقد الأدبي جعل منهم مجموعات ذات مصالح مشتركة لا شأن لها بالأدب". واختتم حديثه مؤكدا علي أن خيري شلبي رغم المعاناة التي عاشها حتي اللحظات الأخيرة لم يغير مبدأه من أجل سلطة أو مال مثلما يفعل الكثير من الأدباء. وقال الشاعر شعبان يوسف، نحن الآن في أشد الاحتياج إلي استلهام حكايات خيري شلبي، وكيف استطاع الخروج من عالمه إلي الكتابة، فحياته فريدة تختلف عن كل كتاب جيله، فقبل أن يكون كاتبا روائيا كان ناقدا وباحثا، كتب العديد من السيناريوهات والنصوص المسرحية، وحفظ الشعر واستمع للموسيقي، بحث في اعماق الشخصية المصرية تاركا حياة المدينة ليعيش وسط القبور. ففي رواية "بطن البقرة" نجده يتحدث عن القاهرة بطريقته الخاصة وكيف خلد فيها العلو والسمو لكل ما هو شريف. فإستلهام الشخصية المصرية هو الذي خلص الرواية من الأناقة المزيفة. وأشار شعبان إلي أن الدولة لم تنتبه لتكريمه، إلا في اللحظات الأخيرة من حياته. أخيرا قرأت ريم خيري شلبي أجزاء من كتابها حكايات خيري شلبي" ثم تحدثت عن حياة والدها وطريقته في تربيتهم فكان طوال الوقت يحاول توطيد علاقتهم بالكتب، فقد كتب للأطفال بعض المجلات، كان يحب مكتبته ويخاف عليها، فبيتهم كان عبارة مكتبه كبيرة، وهو الإرث الذي كان يخاف عليه طيلة الوقت. أسئلة الحريم كما ناقش المقهي رواية "الحريم" للكاتب حمدي الجزار، تحدث خلالها د.غيضان السيد علي، والشاعر أحمد سراج، أدارت الندوة الكاتبة ندي امام. وفيها استعرض المؤلف العديد من الشخصيات النسائية التي أثرت في حياته، وكيف استطاع الغوص في أعماقهن باحثا عن الحب من خلال فصول الرواية التي تطرح العديد من الأسئلة، كيف تم سلب هذا الكيان من قيمته التي وضع من أجلها؟ وكيف يمكن رد الاعتبار له مرة أخري.