أقرأ "المصري اليوم" بانتظام كل صباح، وأتابع الكاتب الكبير الأستاذ نيوتن بشغف وإعجاب، فهو عف اللسان، يفيض رقة واحتراما للجميع، سواء كانوا معارضين لآرائه المهمة والنافذة، أو حتي موافقين له، كما يليق بديمقراطي حقيقي. وكان من المفروض أن أعلق علي عمودين بالغي الأهمية نشرهما يومي 22 و23 ديسمبر الماضي ،ولكن لضرورات طباعية لم يتسن لي ذلك. وعمودا الأستاذ نيوتن يتناولان لقاء رئيس الجمهورية بعدد من المثقفين أخيرا، وما ترامي لأسماعه من أداء هؤلاء المثقفين أمام الرئيس ,ولا أعرف ماهي علاقة الأستاذ نيوتن برجال الأعمال الشرفاء، علي غرار المواطنين الشرفاء، ولكن له كل الحق لأن المثقفين أساءوا الأدب وقاموا بتحريض الرئيس علي رجال الأعمال - الشرفاء- طبعا. ومن آيات أدبه واحترامه للجميع مثلا مايلي: "طوال الوقت نسمع العبارات الرنانة عن الحركة الفكرية، النخبة الثقافية، المهلبية في الملوخية، الي أن تيبست عقولنا أمام إنتاج فني وثقافي لا أدري ماذا أقول عنه" وفي اليوم التالي واصل الأستاذ نيوتن صولاته وجولاته ضد المثقفين غير الشرفاء الذين لم يكتفوا بالمهلبية في الملوخية، بل وحرّضوا رئيس الدولة ضد رجال الأعمال الشرفاء. ومن آيات أدبه ورقته واحترامه , العنوان الذي وضعه لعموده الثاني (وقد خصص له مساحة تقدر بثلاثة أضعاف عموده العادي).. العنوان هو : "المثقفون في الأرض".هل هناك رقة وأدب أكثر من ذلك؟ كما وصف المثقفين - غير الشرفاء ذ طبعا بأنهم"مجموعات غريبة الأطوار "يطالبون ويحتجون ويتظاهرون ويجمعون التوقيعات بدلا من أن يفعلوا أي شئ مفيد، ويضيف بلسانه الذي يفيض أدبا إنهم " بدأوا حياتهم صعاليك ليلا في شوارع وأزقة وسط القاهرة، الملابس رثة، الشعر مقزز، أحيانا اللحية أيضا، الأظافر مقززة، الأسنان كذلك، الرائحة عموما"، ويضيف دون أي تحريض أو اتهام إن المثقف والعياذ بالله "كافر بوجود الله أساسا، ناقم علي كل شئ، حتي علي أبيه وأمه، هذا إذا اعترف بهما أصلا" هل رأيتم كاتبا عف اللسان الي هذا الحد؟ يحترم قلمه وقارئه ونفسه ومعارضيه ومؤيديه بلا حدود مثل الأستاذ الفاضل نيوتن؟ ثم يواصل الأستاذ نيوتن أدبه الجم ويرسم الخطوط العريضة للسيرة الذاتية للمثقف المصري ،فهو يبدأ بالتردد علي أحد الأحزاب "هناك حزب بعينه دأب علي استقطاب هذه العينة من البشر"،لكن أدب الأستاذ نيوتن الجم ولسانه العف يمنعه من ذكر إسم حزب المصريين الأحرار الذي دأب علي هذه الممارسات.أما المثقف غير الشريف فينشر قصيدة رديئة تسئ للنظام الحاكم، فالأستاذ نيوتن ناقد أدبي أيضا لا يشق له غبار كما هو معروف، أو يكتب المثقف" قصة قصيرة ماسخة تنم عن نشأته "طبعا نشأة المثقف الذي لابد أن ينحدر من أصل وضيع،لكن الأستاذ نيوتن صاحب اللسان العف لا يطاوعه لسانه علي ذكر هذه الألفاظ. علي كل حال، كشف الأستاذ نيوتن المستور، وفضح وعرّي المثقفين غير الشرفاء بكل أدب ونُبل، وكل ما في الأمر إنهم"كانوا يتوهمون أن الرئيس قد يشاركهم حقدهم علي رجال الأعمال والقطاع الخاص بكل أنواعه، ونسوا أن الرئيس يقدر المسئولية ويدافع ويحافظ علي مصالح أمة بأكملها ". أقترح علي الكاتب الكبير الأستاذ نيوتن أن يواصل حواره الديمقراطي المؤدب مع المثقفين حتي يقطع دابرهم ويخلّص وطننا من شرورهم،ويحمي رجال الأعمال الشرفاء من حقدهم. ملحوظة: أعتذر للقارئ بشدة عن خطأ غير مقصود وقعت فيه قبل عددين، وقد نبهني له صديقي الشاعر عبد المنعم رمضان، فقد ذكرت إن مترجم رواية العدو لجيمس دروت هو الصديق أسامة الغزولي ،والصحيح أنه الكاتب الكبير صنع الله ابراهيم.