عن سلسلة الدراسات الشعبية التابعة لهيئة قصور الثقافة، صدر مؤخراً كتاب "الحدوتة وسيلة اتصال" للكاتبة نشوي محمد شعلان. يتناول الكتاب الحدوتة بوصفها صيغة من صيغ الاتصال، ويكشف كيف تعمل الجماعة الشعبية علي بث أفكارها ومنظومة قيمها ورؤيتها للحياة من خلال الحواديت. ينقسم الكتاب إلي خمسة فصول بالإضافة إلي عدد من الملاحق التي تتضمن نصوص الحواديت المجموعة ميدانياً، عناوين الفصول هي: الإجراءات المنهجية للدراسة، مجتمع الدراسة، الاتصال الجمعي في مجلس القص، القيم في الحواديت، وإعادة انتاج الحدوتة في وسائل الاتصال الجماهيري. وتخلص الدراسة إلي تواري الحدوتة من محيط الثقافة الشعبية بسبب عوامل عديدة منها تطور وسائل الترفيه والتسلية في ظل التقدم التكنولوجي، والانفتاح الكبير علي العالم الخارجي ذي الثقافة المختلفة، وتغير شكل الأسرة عما مضي حيث أصبح كل من الأب والأم يعملان ولم يعد يتوافر الوقت للأم أن تحكي لأولادها الحواديت، وهناك أيضاً عامل انتشار التعليم والتدوين أكثر مما مضي، وهو ما أدي لتضاؤل الحكي الشفاهي مقارنة بالماضي. من بين الحواديت التي تضمها ملاحق الكتاب: حدوتة التلات معيز، حدوتة ملك النور، حدوتة سليسلا وخنيفسة، حدوتة قسط اللبن، حدوتة النص فرخة، حدوتة أمنا الغولة. "كثيراً كدت أيأس من العثور علي ذلك الورك المثالي الذي به تكتمل غبطتي، حتي عرفته. إذ بعد نهاية بحثي وشوقي، وجدت ذلك الورك الذي ملأ تماماً نصف صدري المعوق الأعجف. حدث ذلك فجأة، كحلم يتحقق، بعد لقائي بوسيلة. وسيلة كان اسمها، كما كانت وسيلتي إلي بلوغ قمة سعادتي وذروة متعتي. حدث ذلك فجأة ودون توقع، بعد تكرار السعي من خلفه. يراوغني في كل مرة، كي يخيب أملي في نهاية الأمر باكتشاف أنه ليس بالمشتهي. حدث ذلك فجأة بعد أن سئمت محاولة السعي خلف السراب، حتي أنني قد شككت في وجود مثل ذلك الورك أصلاً".