روبىر سولىه بعد ان ابدع روايته الطربوش و التي صدرت في فرنسا عام 1992 قرر الروائي المصري المقيم بفرنسا روبير سوليه ان يستكملها ليقدم لقرائه نظرة دقيقة و حميمة لمصر بين زمانين من خلال روايته "سهرة في القاهرة" والتي صدرت عن دار نشر لوسوي الفرنسية، وهي من المقرر اتاحتها للجمهور بالمكتبات في اواخر شهر اغسطس من هذا العام. و يعقد سوليه في روايته مقارنة بين ما كانت عليه مصر بالماضي وما هي عليه الان في الحاضر وذلك من خلال راوي القصة "تشارلز" وهو شاب مصري، بعد ان توفي خاله في جنيف بسويسرا و ترك له مذكراته والتي تحدث فيها عن حياته واسرته بمصر، قرر تشارلز ان يقوم بزيارات متكررة ومنتظمة الي وطنه الاصلي بعد غياب طال لسنوات عديدة حاول خلالها ان يتناسي مصر و ذكرياته بها، وكان موقف ذلك الشاب مناقضا تماما لموقف افراد عائلته الذين تشتتوا في جميع انحاء العالم حيث لم يفكروا قط في العودة الي مصر مفضلين ان يحتفظوا بذكرياتهم بها. وعندما عاد تشارلز الي مصر وجدها في حالة حراك اجتماعي وديني حيث اختلفت كثيرا عما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي ،واقام في بيت جده لامه " جورج بك بتركاني " الذي لقب بملك الطربوش حيث كان يملك مصنعا لصناعة الطرابيش ، تلك البيت القديم بحي جاردن سيتي بالقاهرة تعيش فيه ارملة خاله "دينا" وهي الفرد الوحيد من افراد العائلة التي فضلت البقاء في مصر. وتستقبل دينا في هذا البيت اول ثلاثاء من كل شهر مدعوين من شتي مجالات الحياة حيث اصبح هذا البيت يمثل مجتمع صغير كوزموبوليتاني . ومن المعروف عن روبير سوليه انه كاتب وصحفي فرنسي من اصل مصري، ولد في مصر عام 1946 من أسرة من الشوام هاجرت إلي مصر منذ عهد بعيد، وتعلم في مدرسة الليسيه الفرنسية المصرية ثم في الجيزويت، وبعد المدرسة وهو في الثامنة عشر من عمره ترك مصر لكي يستكمل تعليمه في فرنسا حيث عاش وعمل صحفياً في جريدة (لوموند) الفرنسية لأكثر من عشرين عاماً قبل أن يفكر في العودة إلي مصر مرة أخري، وعاد الي مصر في عام 1984 بعد عشرين عاماً من الغياب وطاف بها و تأثر بها كثيرا مما اوحي له بكتابة مجموعة روايات تتناول مصر ومنها رواية "الطربوش" و "فنار الإسكندرية" و "المملوكة" و" مزاج" و"مصر ولع فرنسي".