أقامت مكتبة البلد حفل توقيع ومناقشة رواية "عطر شاه" للكاتبة نسرين البخشونجي ،هي من إصدارات مجموعة النيل للنشر والتوزيع ،حيث شهدت الندوة حضوراً كبيراً من الصحفيين والمثقفين, ومحبي الكاتبة ،أدارت الندوة الكاتبة تغريد الصباغ وتحدث خلالها الناقد أحمد حسن مدير سلسلة دراسات أدبية بالهيئة العامة" للكتاب . من داخل أغوار المجتمع المصري نسجت الكاتبة نسرين البخشونجي أحداث روايتها بخيوط الواقعية ،وتمكنت بإتقان من حياكتها إلي درجة تذيب ذهن القارئ في الأحداث وتصنع منه بطلا من لحم ودم يشارك الأبطال أحوالهم ويفرح لأفراحهم ويأسي لأحزانهم. تعد رواية"عطر شاه" العمل الثالث للمؤلفة بعد أن صدر لها رواية "غرف حنين"ومجموعة قصصية بعنوان "بعد إجباري" تروي البخشونجي في روايتها أحداث شابة متمردة مفعمة بالحماس تصبو لإثبات ذاتها ،من خلال المكافحة والمثابرة لنشرعمل أدبي لها، وتبنّي دور النشر لهذا العمل ، ثم تفاجأ في البداية بواقع مرير يحول بينها وبين خروج عملها إلي النور ،ورفض دور النشر لعملها مما يبين لنا معاناة كاتبة تسعي لتحقيق ذاتها عند تلقيها رسالة تضمن فحواها : "أستاذة /عطر شاه أعتذر عن تأخرنا من الرد علي سيادتكم ,كما أعتذر لسيادتكم عن عدم قبول نشر رواية"أصفر سماوي"رغم جودة العمل ,وذلك لعدم إدراجه في خطة النشر لدينا وهو ما يشابهه من أعمال.." مدير النشر التنفيذي بالدار.لكنها لم تيأس ثم تفاجأ بفوز عملها ،ونجاح الرواية. وقال الناقد أحمد حسن أن نسرين البخشونجي استطاعت أن تقدم لنا رواية ذات طابع خاص،استخدمت فيها حواسها لتقدم لناعملا رائعا اختذلته في 90 صفحة في خيط متصل من المتعة والتشويق ،دون أن يؤثرعلي محتواها,حيث تسير بك الرواية في فصولها التسعة لتحملك أمواج متعاقبة تحاول أن تعبر بك مع البطلة كل التحديات والمعاناة وإلإخفاق والإحباط التي تواجهها , ثم تفاجأ في النهاية بنجاحها وانتصارالأمل علي اليأس . وأضاف حسن ان الكاتبة ترصد العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية والدينية، حول انقسام المجتمعات بين سنة وشيعة ، كما تطرح فكرة سماحة الدين وعدم انحصاره في أمور ضيقة , فالأدب هنا يعبر عن إشكالية للواقع وسلوكيات مختلفة , ويغوص في تفاصيله.فالتداعي نحو السرد في الرواية يقودنا للحداثة دون انفعال. وأوضح أن الكاتبة تطرح مشاكل الأقليات الطائفية والدينية في المجتمعات العربية علاوة علي ذلك علاقة الكاتبة بالطبخ والروائح واستحضارها في أوقات معينة فهي أحدي التجليات التي اعتمد عليها النص الروائي من خلال لغة سردية تهم بأدق التفاصيل . كما استطاعت الكاتبة أن تنتقد المجتمع الثقافي الذي يتمثل في النخبة من المثقفين والكتاب الذي هو قائم علي التناحر الشديد فيما بينهم . وقالت المؤلفة أن بذورالرواية الأولي أعتمد علي ارتباط البطلة علي حواسها فهي تشكل جزءاً كبيراً من شغفها بالحياة, هي ذاكرتها الأكثر بقاءً,تتذكر الناس برائحتهم وليس بملامحهم ,وتتذكر الأماكن برائحتها لا بعناوينها ,فهي تحاول استرجاع ذكرياتها ولحظات معينة من خلال حاسة الشم ، كما تطرح مشكلة تواجهها البطلة وهي رحلة التعب والمشقة التي تعانيها في خروج عملها إلي النور وهذا ما يسعي إليه الكاتب. عطر شاه التعيسة تحاول أن تغسل أحزانها في نهر الزمن ورحيم الولهان بالحديث عن النساء، وشذي وكريم علاقة حب عصفت بها الأمواج في دوامة الحياة ..تتقلب أحوالهم بين فوز وهزيمة ، قوة وانكسار فإلي أي ستشير بوصلة السعادة.