هذا اسمها ولأن معرفة أسماء النساء عندنا عيب كنا نتباري في إخفاء أسمائهن فلم يكن رفاقي يعرفونه وكنت فيما بيننا أناديها به مجرّدًا وكان الأهل يعاتبونني "كيف تناديها باسمها أمامنا هكذا؟!" ولا يدركون أن هذا من فرط المحبة حين كتبت "في كل مرة يبتسم" كانت القصيدة لأبي وحين كتبت قصيدة عن نفسي ذكرت أبي وكأنني كنت أخجل من كتابة قصيدة عنها كما كنت أخجل من ذكر اسمها علنا أو ربما لأنها تنتحي جانبًا في ركن المشهد فلا ينتبه لها عامل الإضاءة وينشغل المخرج عنها فلا يعنيه روعة أدائها وحين نحرّك مقاعدنا وتتغير زاوية الرؤية بعفوية ندرك فجأة أنها طوال الأفلام التي صنعناها بالحياة أو صنعتها الحياة لنا كانت تؤدي دور البطولة إشراقة هذا اسمها نعم.. اسم أمي أصبحت الآن أكثر جرأة علي نطقه علانية لكنها صارت بعيدة عنّي بطول عمر كامل تجلس هناك علي فراشٍ قليل الحركة وأنا.. مازلت أمارس دور البطولة ولا أنتبه لامرأة تنتحي جانبًا في ركن المشهد وتؤدي دورًا ثانويًا وكما تعوّدت.. أوهم روحي بالرضا وأقول.. هذه سُنَّة الحياة نعم.. أليست هذه سُنَّة الحياة؟! من ديوان: "لا تحجل من فضيحة بيضاء" يصدر قريبًا عن دار "النسيم" للنشر