يواصل مجمع اللغة العربية،فعاليات مؤتمره في دورته الثمانين.. ظهر اليوم بثلاث محاضرات، الأولي حول اللغة والشعر العربي في عصر العولمة، للدكتور عبداللطيف عبدالحليم، والثانية حول المكانة العالمية للغةالعربية قديما وحديثا، يلقيها عضو المجمع المراسل من رومانيا (نيقولا دوبريشان)، أما الثالثة والأخيرة فهي بعنوان »مكانة التعريب في منهجية السياسة اللغوية القومية« يلقيها د. حسن بشير، عضو المجمع المراسل من السودان. وكان مجمع الخالدين قد افتتح أعمال مؤتمره، الاسبوع الماضي - حول قضية التعريب - وسط رفض من بعض المؤسسات، والخبراء المعنيين، وقد شهد النقاش حول التعريب جدلا كبيرا عند طرحه للمناقشة، ورغم معرفة مجلس المجمع بموقف لجنة قطاع الدراسات الطبية بالمجلس الأعلي للجامعات، الرافض لمبدأ تعريب العلوم، إلا أن مجلس المجمع أصر علي أن تكون قضية »التعريب« محور مؤتمره لهذا العام، رغم المشكلات التي تعاني منها منظومة التعليم في مصر، والتي هي بدورها لاتمثل البيئة الصحية لعملية التعريب، فضلا عن تدني مستوي اللغة العربية في المراحل الدراسية المختلفة، سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي. وفي افتتاح المؤتمر أوضح د. حسن الشافعي، رئيس المجمع، معني التعريب، من وجهة نظره، مشيرا إلي أن للتعريب معنيين أولهما، التعريب بمعناه الفني اللغوي الخاص، وهو طريق اثراء اللغة وتواصلها مع اللغات الأخري، والآخر هو التعريب بمعناه الحضاري العام، ويراه د. الشافعي أنه ضرب من التحدي، أهم وأكبر، ويقصد به بسط مظلة الفكر العربي والابداع العربي، علي ميدان بأثر من ميادين الحياة، لم تعهده العربية، ولم تستوعبه العقول العربية، ثم التعبير اللغوي والاعراب لكل وسائل النقل والترجمة والتعريب، والتوليد والمشاركة، مثال ذلك تعريب الدواوين في عهد عمربن الخطاب، وضرب له د. الشافعي مثلا في عصرنا الحالي، بتعريب عالم الفضاء الالكتروني بمختلف شعبه، وعالم الثورة الرقمية والمعرفية الراهن، واعتبر د. الشافعي أن تعريبها تحديات حضارية. وأكد الدكتور وائل الدجوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن التركيبة الحالية لجيل الشباب، يحتاج من علماء اللغة إلي تعامل مختلف، عند تناول قضية التعريب، ويحتاج إلي اسلوب يجعل من التعريب وسيلة للتيسير، وتحقيق التواصل مع جميع العلوم والمعارف في العالم، دون أن يعيق التحرك باتجاه التعرف علي ثقافات الآخرين وعلومهم، بلغاتهم التي جعل الخالق اختلافها احدي آياته. لافتا إلي أن طرح سؤال التعريب في هذا التوقيت، يرتبط بطرح سؤال آخر ملازم، ولايقل عنه أهمية، عن انتشار اللغة العربية في العالم، وأسباب ما تعانيه هذه اللغة الشريفة من ضعف التأثير في المنجز الحضاري الانساني المعاصر، وهو ما يقودنا إلي سؤال، عن انحسار فاعلية المشاركة العربية والاسلامية في حركة العلوم والآداب والفنون التي يمر بها العالم. وفي عرضه لانجازات المجمع علي مدار العام أكد فاروق شوشة، الأمين العام للمجمع أن مسألة التعريب قضية قومية، وأن حاجتنا إليه قائمة ومستمرة، مادمنا نسعي إلي أن تكون لغتنا صالحة لخطاب العصر، معترفا بأن للتعريب مشكلاته، ومطالبا بتعريب العلوم، وتأسيس مركز لتعريب تدريس العلوم في المستوي الجامعي، وهذا من رسالة المجمع. وواصل شوشة بيانه فيما يخص انجازات المجمع مشيرا إلي الانتهاء من تحديث المعجم الوسيط، مع انتهاء هذه الدورة، واستكمال المعجم الكبير الذي بدأ العمل فيه من سبعين عاما، فضلا عن محاولة تقديم معجم للطفل »ناطق« يساعده علي الضبط السليم. وأعلن شوشة أنه تم طباعة الجزء الأول من معجم لغة الشعر العربي، مع نهاية هذه الدورة، وصدور أول معجم عن الحشرات باللغة العربية، يضم جهد لجنة مختصة عملت علي مدار أكثر من عشرين عاما مشيرا إلي إتمام دراسة المشروع الخاص بالشهادة الدولية للغة العربية.