هل حدث أن سألت كيف تحزن سلحفاة ليس من أجل المرأة هناك ترقّع قميص الهواء .. تقلِّل من غيبوبة الطقس .. أو تُخفِّف من صداع اللغة .. أو ربَّما تُعلِّم الحزن كيف يُرمِّم عزلة النّافذة فتبادل السلحفاة التّحايا .. تلك الصَّرخة المكتومة تمدُّ يدها في الزِّحام توقد ظلها وتصعد الشّارع الضّيّق فكرة طائشة .. تلك الصَّخرة عند مرتفع النّسيان مدلوقة أحشاؤها سمادا لزهرة برّيّة كانت أغنية يُدندن بها فان كوخ أثناء نوباته . هل حدث أن جلستَ علي مقعد في الغياب تحلم بامرأة المنفي .. المرأة السّلحفاة .. في قوقعتها أزقّة وشجر وصبيان يلعبون قريبا من غدهم وضحكتها .. شالا يرفرف.. كصباح جاءت به الدّلافين من أزمنة جوراسيّة وكان الصمت حديقةً .. والحلم مقعدا و امرأة المنفي تمدّ خطاها فكرة مُشرّدة في يومها المُشرَّد في عشقها المُشرَّد في موتها المُشرّد حزنها أيضا كان وعولا مشرَّدة والشّوارع هناك علي الأقلِّ لا أبواب لها لتغلقها أمام امرأة طيَّرت الريح شالها .. هل فاتك أنّ ضحكتها ليست مجرّد شال؟.. هل حدث أن حملت رأسك عِبئا زائدا بكلّ سورياليّته وهو يقهقه ساخرا من مثاليّة إفلاطونيّة ، أو دينوزيسيّة ، من الكلمات المتبرّجة علي أرصفة الغربة ورأسك ابن الكلب بلحمه بشحمه ، رأسك الصّخرة بفكرته : الكعب العالي يدقُّ عنق المعني المستتبّ .. بعناده ، بالفراغ يتّخذه قبّعة بمناطحته جدار الخيبة بقلَّة حيائه المحمودة لم يكن لفواكه الشّتاء طعمها الذي يشتهيه متسوِّل ليلة رأس السّنة .. ستهنئك امرأة المنفي : - كلَّ عامٍ ورأسك بخير-. وسيبقي رأسك يجاهد كي يدخل كتاب غينيس علي أنّه منفاك الأخير. وتتشرّد بين المرأة المنفي والمنفي المرأة ... هل سبق أن توقفت عند منتصف القصيدة تشاهد رجال الإطفاء بصدد إخماد حريق اندلع في الشريان الأبهر ومنه تسلل إلي ما تبقي من البلاد