في قصيدة "حيرة"، في نهايتها نقرأ: حائرة هي كلماتي أتكمل هذه القصيدة؟ أم تتركها لكم؟ فلأتركها لكم! رحلة شيركو بيكه س، المديدة، في الشعر والثقافة والحياة، ظلت رحلة اكتشاف ودهشة وصيرورة، وفي مسارها الفني، وبه، أغتني الشعر، وتجوهر، وعاد إلي البدء: إيماءً، وإشارة إلي واقع آخر. إن كان النص يوميء، فمعني هذا، ان ثمت من سيتناول طرف الخيط، ليمضي به... (إلي أين؟). هنالك نصوص تعبر إلي زمن لم يعبر عنه، بعد. إن مسؤولية التعبير ليست وقفاً علي الشاعر وحده، بل ان اختفاء الشاعر هو أمر مرغوب فيه، كي يتبدي الزمن الآخر، الواقع الآخر، عجينة صلصال تصوغها أنت، كما أصوغها أنا، كل علي هواه. ما يتبقي هو المحاولة، هو هل بإمكاني أن أنتظرك، تحت الشجرة؟ لكن، علي أن أحدث الشجرة، أولاً، كي أنقل إليك كلامها.. هكذا سوف يقف كلانا تحت الشجرة. سنكون صديقين ، نتعرف إلي صديقة. شعر بيكه س، هو محاولة الإندماج، وإن أغلق علي نفسه باب الغرفة، بألف قفل، ودخن أربعين سجارة. ليس في الفن معادلات. الفن انصهار. والانصهار، يجعل من أطروحات، كالذات، والآخر، والعلاقة، أموراً تفقد معناها، بعد أن فقدت واحديتها. نص بيكه س، ينظر إليه، كلا، كاملاًَ، (لا أعني كل سطر كتبه شيركو) في سياق الانصهار. من شرفتي الصغيرة، أكاد ألمس غصن سرو. ومع شيركو بيكه س، أتلمس، وبأنامله، أغصان الإسبندار والجوز والصنوبر والأرز، حيث ينتظر كلنا كلمة الكون..