فاز الأديب اللبناني أمين معلوف بجائزة أمير أستورياس لهذا العام، وهي ثاني أهم جائزة إسبانية حكومية تمنح علي مجمل أعمال الكاتب، وأشهر الفائزين بها من قبل النوبل الإسباني كاميلو ثيلا وبارجس يوسا ودوريس ليسينج وجونترجراس والألباني إسماعيل كادريه. وكانت الجائزة "مستحقة وعادلة" حسب الجرائد الإسبانية، وكتبتْ الروائية ماروخا توريس في مقالها الأسبوعي بجريدة الباييس أن " لأمين معلوف ضمير عالمي وجمال صافي فهو لا يفهم شيئاً عن الكائن البشري ولا عن النزاعات التي تزيد اختلافاته". وعن أهمية معلوف، كتب لويس سيبولبيدا أنه أحد أهم أصوات ثقافة البحر المتوسط، فأعماله مثل " ليون الأفريقي " و"سمرقندة " قدمت لنا "موزاييك لثقافة وتاريخ حضارات تنقصنا، فلا يمكننا أن نفهم أنفسنا دون فهم اختلاف ثقافة الآخر". وأضاف أن معلوف يمثل للثقافة الغربية التسامح بين الثقافات والحوار بين الأضداد ورؤية تاريخية بعيدة عن الأحكام المسبقة. وفي حوار له مع جريدة الكولتورال، أكّد معلوف أنه لم يعرف النتيجة قبل اعلانها إلا بخمس دقائق، وأن هذه الجائزة "تعني له الكثير، الكثير جداً، فروايتي الأولي ولدتْ في غرناطة وإسبانيا هو البلد الذي ألجأ إليه دائماً " في إشارة إلي بطل "ليون الأفريقي". ويري معلوف أن "الأدب ليس سلاحاً له سلطة تغيير العالم " لكنه يعترف "أنه طريقة أخري للتمادي في بناء جسور من أجل الوصول للسلام".ويضيف " الأدب يعطي المعلومات ويتعمق في مشاكل العالم فالطريق إلي السلام يبدأ من المواجهة". لكنه لا يبدو متفائلاً ويري أن الوضع معقد جداً "فالعالم لا يسير في الاتجاه الذي كنت أنتظره، وهو ما يسبب لي الحزن ". وعن سؤاله فيما يخص الاعتداء علي قافلة الحرية، رد معلوف " أخطر ما في الأمر أنهم أطلقوا النار علي أبرياء لم يذهبوا فقط من أجل الحديث عن السلام بل لتقديم مساعدات إنسانية". وكانت الكاتبة الإسبانية الشهيرة أنا ماريا ماتوتي هي منافسته في المرحلة الأخيرة من الجائزة، لكن معلوف تفوق عليها ب 15 صوت مقابل 5 أصوات لماتوتي. وكان من حيثيات فوزه طريقة المؤلف في " تناوله ببصيرة لتعقيدات الكائن البشري معتمداً علي الخيال التاريخي " بالإضافة " للغته المكثفة والموحية " " وأن أعماله تدعو للتسامح والتصالح، فهو يبني جسراً بناءً علي الأصول المشتركة بين الشعوب والثقافات ". ولد أمين معلوف سنة 1949 بلبنان، في كنف عائلة كاثوليكية، ودرس الإقتصاد السياسي وعلم الإجتماع بالجامعة الفرنسية ببيروت ومارس عمله في الصحافة في جريدة النهار.بعدها نشبت الحرب الأهلية التي اضطرته للهجرة إلي فرنسا، حيث يقيم هناك حتي الآن. تدور أعمال معلوف حول التاريخ والصراعات الدينية في البحر المتوسط، وحقق أكبر نجاحاته مع روايته التاريخية "ليون الأفريقي ". وفي سنة 1993 فاز بجائزة الجونكور الفرنسية عن روايته صخرة تانيوس. يقول معلوف إنه "ينتمي إلي قبيلة تعيش منذ الأزل في بداوة في صحراء بحجم العالم.بلادنا واحة نرحل عنها بمجرد أن يجف ينبوعها.بيوتنا خيم تغطيها الحجارة .جنسياتنا تتوقف علي التواريخ والمراكب.الشيء الوحيد الذي يجمعنا، فوق الأجيال والبحار، فوق برج بابل، هو الهمس بألقابنا ". "العالم الإسلامي يعيش أزمة تاريخية خطيرة " يؤكد الكاتب، ويري أن " كثيراً من الناس يائسون ويرون أن لا مستقبل لهم وأنه ليس لديهم ما يفقدونه.إنهم يشعرون أن العالم مكان كريه يحتقرهم ويقلل من شأنهم. هذا يجعلهم في النهاية يلجأون لأفعال يائسة مثل تفجير أنفسهم. يجب أن يعاد إليهم الأمل ".