د. حلمى قاعود ولا يزال اعتصام بعض المثقفين مستمرا مطالبين باستقالة الدكتور علاء عبدالعزيز وزير الثقافة الذي أكد انه ليس لديه اي مشكلة في استمرار االاعتصام ولكنه قال إن علي المعتصمين ان يتحملوا تبعات ارساء المبدأ الذي اتخذوه إذا تم تعميم تطبيقه. وبينما يؤيد البعض هذا الاعتصام ويرونه حقا لكل المثقفين المصريين تعترف به القوانين المحلية والمواثيق الدولية، نري البعض الآخر يرفضه تماما ويراه مخالفا للأعراف والقوانين . (أخبار الأدب) أجرت مواجهة بين رؤيتين للمشهد.. لدينا الناقد الدكتور حلمي القاعود أستاذ الأدب العربي بجامعة طنطا، ولدينا الكاتبة الصحفية فريدة النقاش وإلي التفاصيل . د. حلمي قاعود : اقتحام مكتب الوزير جريمة المعتصمون أقلية لاتمثل مثقفي مصر كيف تري الاعتصام الجاري الآن بوزارة الثقافة؟ - الاعتصام مشروع حين يكون بعيدا عن تعطيل العمل الرسمي ومصالح الناس اما الحادث الان بوزارة الثقافة فهو ليس اعتصاما بقدر ماهو عملية اقتحام مخالفة للقانون واعتداء علي هيبة الدولة والنظام العام ممايجعله يدخل تحت بند الجرائم التي تجب مواجهتها بالقانون وليس هناك مايبرر لفئة من الناس ان تستبيح مؤسسة حكومية أو جهة رسمية لفرض مطالبها غير القانونية بزعم ان ذلك حماية للثقافة القومية والدفاع عن الهوية من وجهة نظرهم ولذا فان اقتحام مكتب الوزير بدعوي الاعتصام عمل مرفوض ومجرم إذن كيف يعترضون؟ - هناك وسائل عديدة للاحتجاج واعلان الراي دون اعتداء علي هيبة الدولة والمؤسسة الرسمية اما منع الوزير من اداء عمله واقتحام مكتبه والمطالبة بفرض رأي أقلية ثقافية إقصائية فهذا أمر خطير للغاية يوجب محاسبة مقترفيه وتقديمهم الي محاكمة عاجلة وعلي الداخلية أن تقوم بواجبها بعد أن تقاعست أمام منع الوزير من أداء عمله . ولماذا تصف المثقفين المعتصمين بالأقلية؟ - لأنهم لايمثلون كل شرائح المثقفين وهم مجرد أقلية اختارها الوزير الأسبق فاروق حسني وادخلهم الحظيرة الثقافية وعندما استقروا فيها ربع قرن سيطروا علي مجالات الحركة الثقافية ولم يسمحوا لغيرهم من التيارات الاخري بالاقتراب من وزارة الثقافة مع ان الاغلبية الساحقة من الشعب لايوجد من يمثلها في أنشطة وزارة الثقافة ومؤتنراتها وندواتها ومجالات النشر والترجمة وغيرها ولذلك فهذه الاقلية تمارس نوعا من الاستبداد والدكتاتورية والإقصاء والتهميش وأين هذه الأغلبية لتعبر عن رأيها؟ - موجودة وعبرت عن رأيها في حدود إمكاناتها المتاحة وأنت تعلم أن الإعلام الفاسد لايسمح لهم بالتعبير عن آرائهم وقد بدا ذلك واضحا منذ اقتحام الوزارة وحتي الآن لايستضيف من يمثل ثقافة الأمة الحقيقية بل إذا كان في مداخلة أفسدوها عليه وهذا انحياز فاضح لفريق ضد آخر ولاحظ أيضا أن المؤيدين للوزير في تطهير الوزارة من الفساد قاموا بنوع من التظاهر السلمي ونظموا وقفة سلمية أمام الوزارة فتصدي لهم المعتصمون واعتدوا عليهم وأسالوا دماءهم وتهلل المذيعة للضرب والاعتداء في شماتة واضحة ويقول أحدهم : لولا الشرطة لجعلناهمسشاورمةس ويعلق أحد الحقوقيين قائلا: إن ضرب مؤيدي الوزير جائز قانونا وأحدهم قال لمتظاهر سلمي مضروب :سمبروك العلقة يادبدوب ز ..وهذا نموذج للأقلية التي لاتعرف التسامح وفشلت علي مدي ربع قرن في أن تقدم ثقافة تليق بمصر فكل ماتنتجه من إصدارات يعود إلي المخازن ولم تقدم صحيفة ناجحة أو كتابا يشار إليه بالبنان في الوطن العربي بل قدمت مجلات لايسمع عنها احد بعد ان يتم الإنفاق عليها من مال الشعب المطحون كيف تري الحل مع علو سقف المطالب؟ - يجب أن تتدخل السلطة القانونية وتحيل هؤلاء إلي المحاكمة وتقوم بإدخال الوزير إلي مكتبه وأردوغان أخلي الميدان بالشرطة وقوات الدرك لأن الميدان ملك للشعب وليس لأقلية وكذلك مكتب الوزير ملك للشعب وليس للأقلية الدموية التي تعتنق مبدأ العنف فريدة النقاش فريدة النقاش: اعتصامنا متحضر دون تخريب واقعة الضرب لم تكن عدوانا بل دفاعا عن النفس مامعني استمرار الاعتصام داخل وزارة الثقافة ؟ - نحن مستمرون حتي يوم 30 يونيو وسيكون هناك تحولات كبيرة في البلد والمعتصمون الان يقسمون انفسهم علي دوريات بحيث تبقي مجموعة وتنصرف أخري لكي يظل الاعتصام مستمرا . لكنكم بذلك تكونون سياسيين لامثقفين؟ - هذه النظرة خاطئة لان المثقفين يدافعون عن تراث مصر وهويتها. الوزير ايضا يقول انه يدافع عن ثقافة الامة وهويتها؟ - غير صحيح لان كل الاجراءات التي اتخذها تؤكد ان لديه اجندة مثل ماذا؟ - مثل ابعاد الدكتور احمد مجاهد من هيئة الكتاب وكذلك قيادات اخري كبيرة في وزارة الثقافة . الوزير اعلن انه انهي انتدابهم ولم يكونوا موظفين في - بل اراد ان يتخلص منهم ليحول انشطة الوزارة الي وعظ وارشاد ماالدليل علي ذلك؟ - هذا توجه موجود عند الوزير ان الثقافة هي الدين وبالتالي يحولون الثقافة الي وعظ. كيف والوزير قادم من اكاديمية الفنون ؟ - لكن انتماءه غير ذلك؟ اعلن انه لاينتمي إلي حزب الحرية والعدالة؟ - صحيح لكن اراءه وتوجهاته وفق الحزب الذي ينتمي اليه . لنفرض ان ذلك صحيح هل يكون الاعتراض باقتحام مكتبه؟ - لم يكن اقتحاما بل ان المثقفين دخلوا بكل تحضر ورقي وذوق ودون تخريب او عدوان ولا مسدسات ولاشوم. وسائل الاعلام سجلت اعتداءات وضربا.. -هذا حدث عندما جاء احمد المغير ليعتدي علي المعتصمين فدافعوا عن انفسهم . اليس الاعتصام في مكتب الوزير تعطيلا لموظف عام عن اداء عمله؟ - لا لم يحدث تعطيل او شيء من ذلك والوزير اعلن انه سيعمل من أي مكان وانا لا أري أن هذه هي الوسيلة المثلي للاحتجاج لكن للاسف جري اهدار الاليات الديمقراطية في التغيير . هل من هذه الآليات ان يختار المثقفون الوزير؟ - من حق الحزب الحاكم ان يختار الوزير لكن يجب ان يكون الوزير مقبولا. ألا يعني رفض بعض المثقفين للوزير انه محاولة لفرض رايهم عنوة ؟ - بل هو نوع من الحوار فنحن نعيش بعد ثورة ويجب التخلي عن القمع والاستبداد الذي كان سائدا من قبل تطالبون باقالة الوزير ماذا لو افترضنا انه تمت اقالته فعلا كيف سيكون موقفكم؟ - طبعا اقالته افضل لكن هذا لايكفي، فالمشكلة هي منظومة وليست في وزير واحد والقوي السياسية رفضت اختيار المحافظين الجدد والمشكلة في المنظومة كلها.