كثيرون كتبوا عن مصر.. تناولوا تاريخها الحافل بالمجد والعزة والرخاء وبيّنوا عظمتها وقدرها علي مر التاريخ.. إلا أن الفنان المبدع طارق عبدالعزيز انتقي في كتابه »حلوة بلدنا مصر« إحدي سلاسل كتاب اليوم الثقافية الصادرة عن دار أخباراليوم ما يرويه بالكاميرا وما لا تراه من بلدنا ويراه هو كفنان يعبر (بالصورة والكلمة) عن أماكن متعددة في بلدنا الحبيبة مصر مسلطاً الضوء علي جمالها وما تملكه من مقومات بشرية وطبيعية تؤهلنا لمصاف الدول المتقدمة وتقودنا أيضاً لتنشيط السياحة الداخلية التي نحتاج إليها، ولتعرف الأجيال الجديدة علي مصر الحقيقة التي حباها الله بطبيعة خلابة ومزارات ليس لها مثيل، وعودة الاعتزاز بمصر الحلوة هدف نسعي لتحقيقه من خلال سلسلة كتب تبرز أجمل ما لدينا. تناول المؤلف في 4 فصول لجزء غال علينا جميعاً وهو شبه جزيرة سيناء، فهذا الموقع الرائع والتاريخ الفريد مهد الحضارات وملتقي الديانات.. الواقع في الجزء الشمالي الشرقي من مصر وتأخذ شكل مثلث قاعدته في الشمال ورأسه في الجنوب، وبالقسم الجنوبي منها يوجد خليج العقبة، وفي الغرب خليج السويس، وفي الشمال من هذا المثلث يكون الجزء الباقي علي هيئة متوازي أضلاع، حده الشمالي ساحل البحر الأبيض المتوسط، وحده الجنوبي الخط الفاصل الذي يصل بين رأس خليج العقبة ورأس خليج السويس، وحده الغربي قناة السويس، وحده الشرقي خط الحدود السياسية لمصر. جريخ استعرض المؤلف الجمال في بلدنا الحبيب ويعرض في الفصل الخامس روائع فنية من جامع عمرو بن العاص والجامع الأزهر والكنيسة المعلقة ومسجد السلطان حسن والمعبد اليهودي بمصرالقديمة وقصر المنتزه بالإسكندرية. .. في الفصل الأول من الكتاب تناول المؤلف الموقع الفريد لسيناء وأهم الشواطئ ومنها العريش ورفح والخروبة بين العريش ورفح، وبحيرة البردويل التي بها أغني ثروة سمكية في المنطقة، وجنوباً الشواطئ الممتدة علي طول خليجي العقبة والسويس وأهمها شرم الشيخ، رأس محمد، دهب، العريش، طابا، ونويبع. عجائب سيناء .. استعرض المؤلف (مدينة السلام) فهي أكبر المدن في محافظة جنوبسيناء، وتضم منتجعات سياحية ترتادها الأفواج السياحية من كل صوب وحدب، و»رأس محمد« التي تتميز محمياتها بالشعب المرجانية في أعماق المحيط المائي والأسماك الملونة والسلاحف البحرية والأحياء المائية، و»دهب« التي تشتهر بشواطئها الذهبية والمواقع المدهشة الصالحة للغوص مثل بلوهول ولايت هاوس، و»جبل موسي« الذي يعتبر من أفضل جبال الأرض عند الله فقد ذكره في القرآن الكريم، وقد قال عنه الله تعالي: »وطور سنين وهذا البلد الآمين« (سورة التين: 2-3) و»سانت كاترين« وهو دير يقع أسفل جبال سيناء يحيطه سور عظيم به عدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض وتصل أحياناً إلي أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز، و»طابا« المحمية الحدودية التي تتميز بتنوعها الغني بالحيوانات . أرض الله لخلق الله .. ويواصل طارق عبدالعزيز استعراضه لعجائب الله في سيناء، بالكلام والصورة عن »جزيرة فرعون« فهي عبارة عن جزيرة مرجانية تقع علي بُعد 8كم جنوب طابا التي تتوسط قمة خليج السويس وتشتهر بقلعة صلاح الدين التي يوجد بها أجمل مناظر سيناء حيث الجبل والرمال الذهبية والخلجان الرائعة، و»محمية الزرانيق وسبخة البردويل« فهي أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم خلال فصلي الخريف والربيع القادمة من شرق أوروبا وشمال غرب آسيا وروسيا وتركيا إلي وسط وجنوب شرق إفريقيا، و»محمية أبوجالوم« التي تسمي بوادي الدساسة بمحافظة جنوبسيناء. .. في الفصل الثاني يشير المؤلف إلي المناطق الأثرية في شبه جزيرة سيناء، وقسمها إلي قسمين: المناطق الأثرية في شمال سيناء، والمناطق الأثرية في جنوبسيناء.. ففي شمال سيناء الأرض مليئة بالحضارات المختلفة بدءاً من الحضارة الفرعونية ومروراً باليونانية ثم الرومانية والإسلامية والقبطية.. أما أهم الآثار في سيناءالجنوبية فهو »تل قاطبة« الذي ينتشر علي سطحه بقايا المباني الأثرية في العصرين الإسلامي واليوناني والروماني ويتميز بكثرة النخيل وآبار المياه، و»تل الفارما« الذي يقع شمال قرية بالوظة علي طريق القنطرة وكان من أهم حصون الدفاع عن الدلتا من ناحية الشرق، و»الخوينات والفلوسيات« وتضم الخوينات آثار مجموعة من المباني متلاصقة.. أما الفلوسيات فتضم مجموعة من الكنائس ترجع إلي القرن الخامس الميلادي، و»تل المحمديات« يقع علي ربوة عالية قريبة من الشاطئ وهو عبارة عن قلعة أسوارها من الأحجار الكلسية البحرية، و»عين القديرات« تقع في واد خصيب وتعكس الآثار المكتشفة أهمية هذه المنطقة ودورها المركزي في العصور الفرعونية، و»تل خبوة« يقع شمال شرق مدينة القنطرة. تسُر الناظرين .. في الفصل الثالث يتناول الكاتب أهم المحميات الطبيعية في سيناء ومنها »محمية رأس محمد وجزيرتا تيران وصنافير«.. فمحمية رأس محمد لها شهرة تاريخية باعتبارها أجمل مناطق الغوص في العالم وذلك لوجود حفريات بها مرت عليها ملايين السنين.. كما تتميز جزيرتا تيران وصنافر بأهمية كبيرة كمنطقة سياحية وكموقع للغطس وحديقة وطنية، و»محمية سانت كاترين« تقع في نهاية لقاء وادي الأسباعية مع وادي الأربعين علي هضبة تحيطها ارتفاعات شاهقة وتضم محميات ذات طابع تاريخي حضاري فريد يتمثل في وجود محتويات معمارية وكنوز أثرية، و»الأحراش الساحلية« تضم سبخة الشيخ زويد التي تعتبر واحدة من أهم المناطق الرطبة في سيناء. هذا الفنان السيناوي أفرد المؤلف الفصل الرابع لصاحب المركز العاشر في موسوعة عظماء العالم مصطفي بكير الذي ولد وتربي في أرض الفيروز.. ولد بمدينة العريش وبدأ رحلته مع الألوان والفرشاة مع بداية المرحلة الثانية، وحصد العديد من الجوائز منها حصوله علي الجائزة الأولي في مهرجان الفنون التشكيلية لفناني العالم والذي أقيم في موسكو وأخرج لنا لوحات فنية وضعته في مصاف الفنانين المصريين العالميين. روائع فنية في الفصل الخامس والأخير خرج بنا الفنان طارق عبدالعزيز عن المألوف حيث تناول في هذا الفصل بعض الأماكن التي تتميز بالعمارة الفنية التي شهد لها التاريخ علي مر العصور .. فجامع عمرو بن العاص هو أول مسجد بُني في مصر وإفريقيا، وبُني في مدينة الفسطاط التي أسسها المسلمون بعد فتحها، وكان يسمي بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع وهو تحفة معمارية رائعة، و»الجامع الأزهر« من أشهر مساجد العالم الإسلامي واستغرق بناؤه عامين، وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان (361ه) وكان بناؤه في أعقاب فتح مصر علي يد القائد جوهر الصقلي الفاطمي، و»الكنيسة المعلقة« من أقدم آثار مصر القبطية فهي تقع في حي مصر القديمة علي مقربة من جامع عمرو بن العاص، سميت بالكنيسة المعلقة لأنها بُنيت علي برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني حصن بابليون. هرم الآثار الحديث عن مسجد »السلطان حسن« كما وصفه الرحالة المغربي دالورثيلاني مسجد السلطان حسن مسجد لا ثاني له في مصر ولا في غيرها من البلاد في فخامة البناء ونباهته.. ويتكون البناء من مسجد ومدرسة لكل مذهب من المذاهب الأربعة (الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي).. أنشأ المسجد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون.. بدأ البناء عام 1356 ميلادية، واكتمل بعد 7 سنوات ويعتبر بحق أفضل المساجد المملكوية وأجلّها شأناً، و»المعبد اليهودي« بمصرالقديمة.. هو أقدم وأهم معبد في مصر ويعرف ب»كنيس بن عزرا« وهو أحد كنيسي المعابد اليهودية المصرية، و»قصر المنتزه« بالإسكندرية وهو أحد رموز الجمال النادر في العالم، ويعتبر أحد القصور الملكية بالإسكندرية وتحيط به حدائق تعرف بحدائق المنتزه ولهذه الحدائق مكانة خاصة لدي روادالإسكندرية من مصر وخارجها نظراً لأشجارها ونباتاتها النادرة. واختتم المؤلف كتابه ب»قلعة قايتباي« بالإسكندرية.. فهي قلعة من طراز فريد وشيدت مكان ميناء الإسكندرية القديم الذي تهدم سنة 702.. وقد بدأ السلطان الأشرف أبوالنصر قايتباي في بناء القلعة سنة 882ه وانتهي من البناء سنة 884ه، وكان سبب اهتمامه بالإسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر قبل الدولة العثمانية، وتأخذ القلعة شكل المربع تبلغ مساحتها 150م طولاً * 130م عرضاً يحيط بها البحر من ثلاث جهات.