فى افتتاح المؤتمر طالب أدباء مدينة الداخلة محافظ الوادي الجديد باستضافة مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم في دورته القادمة ، وضرورة دعم مشروع جمع التراث الواحاتي للحفاظ علي هوية وخصوصية المكان جاء ذلك أثناء فعاليات مؤتمر اليوم الواحد تحت عنوان االواحات خصوصية الإبداعب الذي نظمه نادي الأدب بقصر ثقافة موط / الداخلةبالوادي الجديد،تبمركز الإعلام ، وافتتحه اللواء طارق مهدي محافظ الوادي الجديد برئاسة الشاعر الدكتور فارس خضر وأمانة الشاعر عماد القضاوي ومحمد النجار مدير عام فرع ثقافة الوادي الجديد. تناول عماد القضاوي أمين عام المؤتمر ضرورة الاهتمام بالواحات وخصوصية الإبداع الذي يميزها عن غيرها ، ورغم طول المسافات التي تبعدها عن القاهرة ، إلا أن أبناء الوادي الجديد استطاعوا أن يثبتوا جدارتهم من خلال تنظيم مؤتمر لإقليم وسط الصعيد ، وما أحدثه من حراك ثقافي متميز ، وطرح ثقافة المكان وخصوصيته علي خريطة المشهد الثقافي المصري . أما الدكتور فارس خضر رئيس المؤتمر فقد تناول سؤال الخصوصية الثقافية والفروق الأيديولوجية بين الشعوب، مشيرا إلي أن أهل الواحات هم الأخلاط المتجانسون، حفنة من الأعراق المختلفة والثقافات المتباينة ، منحتهم الجغرافيا امتيازا لم تمنحه لغيرهم ، وهو حرية الاختيار ليقيم الأجداد مجتمعا متماسكا ، بلغت درجة تضامنه وتوازنه أن نسبة الجريمة حتي سنوات قليلة مضت لم تتعدي الصفر ، ومجتمع الواحات رغم تنوع تشكيلته العرقية لم يحتفظ في داخله بجماعات قبلية متمايزة تستطيع فرض مجموعة القيم الصحراوية وتسييدها ، وذلك لقلة عدد البطون المستقرة في الواحات من هذه القبائل . من جانبه أشار محمد النجار مدير عام ثقافة الوادي الجديد إلي الدور الذي تلعبه الثقافة الجماهيرية في رعاية المواهب ، وأن مؤتمر اليوم الواحد في الداخلة جاء نتاج ثمار نجاح مؤتمر إقليم وسط الصعيد منذ أيام قلائل في مدينة الخارجة وغيرها من الفعاليات الثقافية . وأكد اللواء طارق مهدي محافظ الوادي الجديد علي أهمية الحفاظ علي الخصوصية التي تمثل طبيعة الواحات ، وعلينا اكتشاف الهويات في مواجهة شبح العولمة الذي يهدف إلي تفتيت للثقافات المحلية والتعددية الثقافية ، وقد استطاع أدباء الواحات أن يكسروا هذا الطوق الحديدي من العزلة ، ليصبح رافدا فنيا من روافد الكتابة ، وتفرده في إبداعاتهم . وأضاف إن فكرة استضافة مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم جديرة بالدراسة ، ويتم التجهيز والتنسيق من أجل إمكانية استقبال هذا الحدث الثقافي الكبير بصورة تليق بمكانة الوادي الجديد ، مستقبل مصر الحقيقي لكي تتجه الأنظار وتشجيع الاستثمار والسياحة البيئية المتعلقة بطبيعة الواحات . في الجلسة الأولي تناول مصطفي معاذ (الواحات.. خصوصية الإبداع) حيث تحدث عن شخصية الواحات وأنه لم يقف عند حدود المكان بل تعداه إلي فلسفة المكان وروحه ثم انتقل إلي خصوصية الإبداع في الواحات مؤكدا أن أكثر أنواع الإبداع انتشارا هو الإبداع الشعري ويرجع ذلك إلي تراث ثري من البلاغة والأغنيات الشعبية وقصائد المدح النبوي والسير والملاحم وأنهي (معاذ) بحثه بعرض لعدد من النماذج من شعر الغناء الشعبي من أغاني الزواج والمدح النبوي والحنين إلي الحج. أما الشاعر أحمد دياب فقدم بحثا تحت عنوان (مرايا الذات وخصوصية الإبداع) قراءة لثلاثة نماذج من شعر العامية بالواحات للشعراء: محمد فتحي، بسام منجي، وأيمن أنور موضحا أن الرؤية ذات الخصوصية والبيئة المتفردة لابد من الاقتراب منها والفرح بخصائصها المغايرة وان خلاصة تجربة جغرافية الواحات أنتجت إبداعات تستنطق الفراغ وخلقت إيقاعا فرديا وقف شاهدا علي كل هذا البراح الواحاتي. وفي الجلسة الثانية التي أدارها الشاعر محمد فتحي تناول الروائي محمد صالح البحر (سيرة المكان والناس) في رواية »باب للخروج« للشاعر والروائي الواحاتي طارق فراجب متحدثا عن البنية المكانية في الرواية والتي تصنع الأحداث وتحركها وتخلق ناسها من البدء إلي المنتهي وأن السرد الروائي في »باب للخروج« يطرح حالة من الصراع بين حب المكان وبغضه وبين الإعجاب بتاريخه وكراهية جدبه الحالي وخلص في النهاية إلي أن الماضي ليس بالضرورة أن يكون بابا لاجترار الحسرة و الفخر الأجوف بل يجب أن يكون بابا للخروج من المأزق الحالي إلي النموذج الذي يجب أن يحتذي به. وقدم الناقد عبد الحافظ بخيت رؤية في خصوصية المكان والإبداع بعنوان (خيول الشعر وصهيل المكان) عن أربعة نماذج من شعراء الفصحي بالواحات وهم: الشاعر كمال كوكب وديوانه »ينهمل« الشاعر طه علي محمود وديوانه »ثلاثيات لي ولها« و الشاعرعماد القضاوي في ديوانه»الطيبون يجربون الغضب« والشاعر إسلام سلامه وديوانه» أمامه علي ورقة بيضاء« وقد بدأها بان في قراءته لتلك الإبداعات وقف أمام فرسان تمتطي خيول القصائد لتجوب أودية الشعر كاشفة عن معالم المكان الممزوج بالروح. وأضاف أن المكان الشعري لا يعتمد علي اللغة وحدها وإنما بحكمة الخيال الذي يشكل المكان بواسطة اللغة علي نحو يتجاوز قشرة الواقع وان المكان وخصوصا وهو وطن الألفة والانتماء، كما يتخذ المكان عند الشعراء السابق ذكرهم عدة دوائر صغري مثل الواحة والنخلة والمقهي والشارع والبئر والقمر والصحراء وغير ذلك وهذه الدوائر الصغري تشير إلي دوائر كبري هي خصوصية المكان الفاعل في خصوصية الإبداع. وأقيمت أمسية ثقافية في مساء اليوم شارك فيها نخبة من شعراء الوادي الجديد وشعراء الإقليم محمد فتحي وحسين بشندي وأسماء عامر وأمل منصور وطارق فراج وعماد القضاوي ومصطفي الدمرداش وإسلام سلامة واحمد دياب وطه علي محمود وأشرف عتريس وعاطف محمد وسيد عبد الشافي وجمال عطا .