تحفل أغانينا وحكاياتنا ومواويلنا بالكثير الذي يتناول كل شئون الحياة حلوها ومرّها، وتجاربها ورؤاها. إنها في جوهرها حصيلة خبرات متراكمة، لخصها شعراء ورواة، لم يكن يعنيهم أن تذكر أسماؤهم، وإنما كانوا معنيين بنقل خبراتهم ورؤاهم إلي أهلهم في شكل فني لا تعقيد فيه ولا إدعاء.. وهم لم يكونوا يفعلون ذلك طمعا في جوائز من هنا أو من هناك، أو أن تكتب أسماؤهم علي آفاق البصر ليكونوا عبرة لمن يعتبر.. وإنما لكي يتواصلوا مع غيرهم، ناصحين دون مباشرة، معلمين دون استعلاء، مشاركين في صنع الحياة لأنفسهم ولأهلهم. ما رأيكم أيها القراء الأعزاء في هذه النصوص: يا زارع الورد.. اسقي الورد.. ميّة ورد واكْرِم الورد.. لاجل الورد.. يطرح ورد الحرّ يصبر علي الضيق.. ولا يفرح لعادي لو ينشف الفم والريق يبات يصبح يقول يا هادي إعدِل مع الناس.. أساس المُلك هوّه العدل واكْرم أهلك تسودهم بالفضل مش بالبخل كام من غني جيب لكنه فقير العقل دا أكرم الناس عُمره ما ينسب لنفسه فضل الشر غُمَّه بتعمي عيون صاحبها.. والفتنة حُميّ ونقمة تذلّ صاحبها والغِْلّ مرض وخِصْلَة يا ويل صاحبها أصل العداوة مرارة وشوكها ما ِينْداس دا طريقها مليان حُفَر.. العمر.. ما ينداس والفتنه نار لهيبها صعب.. ما ينداس بتحرق الناس وما بِتْسيبش صاحبها ياللي انت مغرُور سيبك من الغرور وتْتُوب (تتوب) إلحق نفسك يا غافل قبل ما تقع وتْطٌب أصحابك غَرُّوك لبسوك الغلط ما تتوب (مائة ثوب) ليه تنكر كلام الأهل.. وتخالف يا ما قلت لك توب عن الغرور.. وتخالف أتاريك مخالف وعمرك يا رَدِي ما تتوب (ردئ) أقوم من النوم أقول يا رب عدّلها بلدي قُصاد عيني ومش قادر أعدّلها سألت شيخ عالم في معادِلْها (أمورها) رمي الكتاب من يمينه والتفت قال لي إسعي.. وبين الصباح والمِسا ربّك يعدلها يا مصر خيرك كتير والنيل بيِرْويكي وليه ولادك وتجارك بِتِكْويكي (تكويكي: من الكي) ما بيخافوش ربنا.. لكن ربنا حاميكي ها يْنوّلك كل اللي تشتهيه نفسك ويكيد حُسّادك ويهلك مين يعاديكي وتعيش بلدي وأهل بلدي