«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخبار الأدب تواصل فتح ملفات التنوير
الصراع الايديولوجي و الإبداعي في الكتابة
نشر في أخبار الأدب يوم 28 - 04 - 2013

هل يمكن الفصل بين الايدولوجي والابداعي في الكتابة؟.
سؤال أثاره طغيان الايديولوجيات المختلفة علي الابداع في عدة نواحي مما جعل صوت الايدولوجيا يعلو علي صوت الفكر والفن عند طرح المشاريع الثقافية والابداعية المتعددة.
وقد لاحظ ذلك المشرح النقدي الذي توغل فيما هو سائد من إبداعات منشورة ومعروضة في شتي الساحات العربية خلال السنوات الأخيرة خصوصا مع سخونة الأحداث المتجددة في الشارع العربي ليولد السؤال.
ويتجدد بحثا عن اجابة قد تكون صعبة في ظل التداخل الحاصل الآن
الزي القديم
لكلمة »ثقافة«
الأيديولوچي نسق من الآراء والأفكار و النظريات وهي جزء من الوعي الاجتماعي الذي يعكس العلاقات الاجتماعية.
إنها الزي القديم لكلمة (ثقافة) الرائجة اليوم كالنار في الهشيم في خطابنا اليومي ذلك إن الفكر العربي بقي بعيدا عن استنباط أيديولوجياته الخاصة في خضم تاريخه الطويل من الثقافة التلقينية.
الحق لقد تراجع مفهوم و حتي استعمال كلمة أيديولوچيا مع تراجع الماركسية وسقوط الاتحاد السوفيتي . فهذه الكلمة التي اعتبرت مصطلحا ماركسيا من الطراز الرفيع بدا أن لها تاريخا آخر يبدأ بعد عصر النهضة الفرنسي خلال فترة حكم ناوليون بونابارت و»الأيديولوچيون« كانوا يعتبرون باختصار »أصحاب النظريات« مع أن تطبيقها قد سبق زمنيا هذه الفترة إلي القرن السابع عشر . أما هذه الكلمة فهي مستعملة اليوم ضمن طيف واسع وكبير جدا لتشمل كل أشكال الكذب المبرمج إلي أنماط الفكر المحدودة، ومن أقصي الماركسية إلي بعض المنظرين المسيحيين. إن التأمل غير المجرب والتفكير الحر للعديد من المجموعات التي تناصر الفلسفات الغريبة والصعبة والتي هي فوق قدرة العقل والمنطق علي المقاربة والتواصل، قد أدت إلي وجود صراعات كثيرة بل ومسالك متطرفة في العديد من المناطق المأهولة في العالم .
لكن هذا في الغرب حقا حيث العلم وثورات عصر النهضة والتنوير قد حرروا الفكر الأوروبي من هيمنة الكنيسة وغدا حرا في استنباط أفكاره ونظرياته الخاصة.
أما واقع الحال في الفكر العربي حيث الثقافة برمتها تلقينية بل أنها في كثير من الأحيان فوق النقاش فقد بدا الأمر وكأنه ايحدث في كوكب آخرب حيث القوانين هناك تسمع لوجهات النظر ان تأخذها مداها و تعبر عن نفسها من خلال ارث من الديمقراطية بدأ يتراكم أفقيا و عموديا الأمر الذي لم يحدث لدينا ألبتة .
إذا أي علاقة بين الإبداع العربي والأيديولوچيا مجسدا في الأدب أو الكتابة !؟ وأي أيديولوچيا نقصد هنا ونحن مازلنا لا نملك هذا إلإرث الهام من ثقافة التعددية وقبول الآخر؟!
الإبداع يكمن تماما في تنسيق الأيديولوجيات وغربلتها بما يتناسب مع روح الإنسان كانسان وليس بما يتناسب مع الثقافة التلقينية لهذا الإنسان.
انه عالم مارق حقا و لكننا نحيي فيه بقوة الروح التي لا تريد أن تؤطر أو تؤدلج أو يعاد تشكيلها وصياغتها بحسب نمط ما وإنما بحسب هذا الميل الفطري لديها للحرية.
كلاديس مطر سوريا
حتي لا تكون
خطابية مباشرة
معظم الذين يتناولون هذا الموضوع يقصدون معني ضيقاً للأدلجة، إذ يحصرونها في الفكر السياسي، أو الديني في أحيان أخري، بهذا المعني تبدو الأدلجة عقيمة، خطابية مباشرة مفضوحة، ولكن الأدلجة من حيث هي اتخاد موقف من الحياة، أمر مختلف، وأنا أظن أن كل نص يجب أن يحمل أدلجته الخاصة به، حتي لو كتب الشاعر قصيدة حب، فإنه يسجل موقفاً ويعالج فكراً، وهذه هي الأدلجة التي يجب ألا يخلو منها أي نص، فليس هناك قضية مهما صغرت أو كبرت، أو بدت سطحية وعابرة إلا كانت تعبر من موقف من الحياة، وعلي الروائي أن يكون له وقفته النقدية اتجاها، بهذا المعني فالادلجة ضرورة ، بل هي ما ترفع النص علي أن تعالج بفنية عالية، دون توجيه وخطابية بائسة.
سميحة خريس الأردن
الموقف الأيديولوچي من العالم
أنا أنظر إلي الكتابة الإبداعية وأمارسها بصفتها التكثيف الكامل لعقل الكاتب وبنيته المعرفيّة والفكريّة، وكل كتابة ذأدبيّة كانت أم غيرها- هي، وبالقوّة، محملة ومستبطنة بالعناصر الفكريّة لمُنتِجِها ومفاهيمه. الكاتب هو مجموعة من الأفكار، والحواس التي تقرأ الواقع وتعيد إنتاجه من خلال هذه الأفكار، وبهذا المعني فأنت لا تستطيع عزل الكاتب عن نصوصه. قد لا تُقدَّم أفكار الكاتب مباشرة في العمل الأدبي، ولكنها حاضرة بالفعل في شكل الكتابة، في بنية النص، في التساؤلات والمسارات التي قد تفتحها القطعة الأدبية وتعمل عليها.
الكتابة ليست شيئاً ذاتياً خالصاً. ليس هناك شيء ذاتي خالص أساساً. كل التجارب الإنسانية (ومنها تجارب الكُتّاب والأدباء) هي تجارب في العالم، داخل العالم، وتنشأ عن تفاعلهم المادي مع هذا المحيط الخصب من الأشياء والكائنات والظواهر والبشر. لا يوجد كاتب ولا أدب معزول عن الواقع، أو عن الحراك الاجتماعي والواقع السياسي الاقتصادي. كل كاتب، مهما بالغ في عزلته، ومهما بالغ في الابتعاد عن أي توظيف لكتابته، هو بالضرورة نتاج المجتمع والبيئة والعالم والكون، حتي بالمعني السلبي: المنسحب من العالم يتفاعل بانسحابه ذاك مع العالم، والكاتب الذي يريد تعمّد فصل الأيدولوجي عن الأدبي يفعل ذلك بناء علي موقف أيديولوچي أيضاً!
هذا لا يعني أن الكتابة/ القراءة هي عملية زانعكاسيةس أي أن الكاتب يريد أن يعكس أفكاره في عقل القارئ، أو أن فعل القراءة هو فعل مشاهدة لانعكاسات الكاتب، علي الإطلاق لا، علي الأقل في الكتابة الجيّدة. مرحلة الكتابة الأدبية الوعظيّة انتهت، إضافة إلي سقوطها فنيّاً في عالم ينفتح فيه الناس علي أشكال مختلفة من الفن والتعبيرات الذهنية/الفنيّة المتقدّمة. بالنسبة لي الآن، علي الكتابة أن تكون أقرب إلي تجريدية الموسيقي من خلال دفعها القارئ لأن يشكل صوره، وأن تعطي هذه الكتابة للقارئ الحرية في إنتاج خيالاته بعيداً عن ايعازات الكاتب المحددة، بل والاشتباك مع نص الكاتب، وفي حالات أخري: إكماله.
هشام البستان الأردن
ليس علي
حساب الفن
يختلف الايديولوچي عن الإبداعي في أن الأول يكون مباشراً والثاني يكون غير مباشر فالإبداع الذي يهتم بالأيديولوچية علي حساب الفن يسقط في المباشرة ، ويكون مثل الهتاف وإطلاق الشعارات التي يطلقها صاحب الأيدولوجية بشكل سافر يخلو من الجمالية المطلوبة في الفنون ، فالأدب الملتزم بقضايا الحق والعدل والفضيلة والإنسان ، ينطلق من فكرة يؤمن بصحتها الكاتب ، ويدعو القارئ إلي الإيمان مثله بها ، ولكن لو قال فكرته بدون أن يسبغ عليها ثوبا جميلا من الإبداع ، لكان سياسياً وليس فنانا لهذا قالوا إن الأدب هو الكلام الجميل الموحي القادر علي التأثير في المتلقي ، وكيف يكون ذلك التأثير قوياً؟ بالاعتناء بالشكل والمضمون معاً، وعدم الاقتصار علي احدهما علي حساب الآخر .
يجب أن يكون المبدع في مجال الكتابة والممارسة الثقافية متجرداً من عوائق ومأزق الأيديولوچية حتي يصل إلي درجة شفافة من الوعي الثقافي الابداعي، وهذا رأي خاص جداً .
صبيحة شبر العراق
الفكرة السياسية.. والممارسة الثقافية
كما تعرف يا صديقي العزيز أن الأيديولوچية هي الفكرة السياسية كتعريف مبسط جداً في حين أن الإبداع وخاصة في الممارسة الثقافية يجب ألا يكون تحت أي مسمي أو أن يكون تحت سياقتمعين سياسي أو غير سياسي، ومن هنا ومن جهة نظري الشخصية فإن الكتابة العازفة علي وتر فكري سياسي أو فلسفي معين يصب لمصلحة فكرة ما يخرج من شفافية وموضوعية الإبداع في الممارسة الثقافية، ولكن هذا لا يعني مطلقا أن الايدولوجي غير مبدع، علي العكس من ذلك تماما، فكثيرا من الايدولوجيات وصلت إلي درجات عليا من الإبداع جعلت من ثقافات أمم بأسرها تتبناها لعقود طويلة من الزمن (ولا أريد أن أضرب أي أمثلة لهذا لأنها واضحة فيما أعتقد) ، بالتالي فإن الخيط الفاصل بين الايدولوجي و الابداعي يكون رقيقا ودقيقا في كثير من الحالات . وبمعني أوسع وأعم يجب أن يكون المبدع في مجال الكتابة والممارسة الثقافية متجردا من عوائق ومأزق الايدولوجية حتي يصل إلي درجة شفافة من الوعي الثقافي الابداعي، وهذا رأي خاص جداً فالأدلجة ضرورة ، بل هي ما ترفع النص علي أن تعالج بفنية عالية، دون توجيه وخطابية بائسة.
طلال بريون ليبيا
الخروج بها من قومية المفاهيم الهامشية
ما الايدولوجيا أولاً، هل هي منظومة فكرية متطبعة في الكتابات وبالتالي ترمي إلي إبراز مفاهيم معينة مسيطرة علي النفس؟ نعم هي كذلك بتداخلها المدرك وغير المدرك علي الصعيد الذاتي.
- وشخصيا لم أهتم في حياتي بالسيطرة علي منظومة أفكاري الذاتية والفكرية، لأن الاستغلال السياسي الذي عشته والنمطية العقائدية التي تربيت عليها ،شاركتا في خوصصة طبيعة حاجتي الثقافية لتبني فكر محدد يشارك في تصويب الحس الإبداعي لدي.
ثم إن الحس الفردي لا يمكنه التناقض مع سلطة المجتمع، إلا إذا أعلن الكاتب تمرده الفعلي والكلّي علي أنظمة معينة في مجتمعه ، وبالتالي يتبع منهج الخصوصية كقيمة معيارية في تجسيد دور المثقف الواعي الحر.
أؤمن أن لكلّ كاتب مصدره الخصوصي الموضوعي الذي يتّبعه لتسويق معارفه وإشهار قناعاته حتي وإن كانت غير مسموحة وغير مستهلكة بين الناس.
مشكلتنا أنّنا لا زلنا نؤمن بأنّنا شعوب ذات ثقافة إقطاعية ، مستوحاة من ديانات مختلفة ومتعددة ومن سياسات قاهرة لتحديث الإنتاج، فكرا كان أو ثقافة أو سياسة.
إن الدافع لدي لتقبل إيدولوجية معينة هي محاولة الخروج بها من قومية المفاهيم الهامشية، كأن تؤمن بأمريكا كامبراطورية عظمي وتغفل عن دراسة استراتيجياتها وعنصر تمكّنها من تحديث ديمومة عولمتها الثقافية، لذلك لا يمكن الفصل بين مرآة الإبداع كسلطة أدبية، وبين الأيديولوچيا كمخزون إنتاجي تشكّله الصراعات بين مجموعة من الأفراد لحماية بؤرة فكرية قد تصيب وقد تخطيء.
الكتابة بعنصرها الذاتي تختزن مجموعة من القيم التي تطمح إلي تنمية خيال وطموح القارئ، وغير ذلك لا أفهم من الايدولوجيا البعيدة عن الأدب سوي أنّها محاولة سياسية لترديد الذات في إطار تفكيك نظم وطنية.
وبصراحة السؤال عن إمكانية الفصل بين الإبداعي والايدولوجي في الكتابة والممارسة الثقافية ، بحاجة الي دراسة معمّقة يدخل فيها التاريخ، لأن حتمية النظم الحياتية التي تأتي علي البشر بتأويلات ثقافية وقومية، لا تسمح بالفصل بين العالمية والخصوصية علي حد سواء. ورغم أنّ حرية التعبير انتشرت في بعض الدول العربية، إلا أنّ البعض من الكتّاب العرب اضطروا إلي الهجرة كي يتمكّنوا من تحرير ايديولجيتهم من القمع، وعليه أعادوا تقييم المكتسبات الحضارية في بلدانهم كفرا بها بتقصيهم إعادة إنتاجها علي غرار الحضارات العالمية .
ولا يوجد كاتب واحد استطاع التخلص من منظومته الفكرية علي مرّ العصور ، لأن الكتابة مقاومة فردية لمواجهة عنصر التخلف بأساليب تصحيحية للمسار الفكري البشري، وأضع خطا أحمرا تحت كلمة الاكتساب المعرفي لمختلف وجهات النظر التي تنتهج سلطة السؤال والبحث ، لا التي تلغي حرية الفرد وتمنعه من تبني مختلف المواقف ، ذلك لأن الثقافات لم تعد معزولة كالسابق ، لا سيما وأنّ القنوات المرئية والمسموعة وعالم النت فتحوا للعالم بابا واسعا للاختلاط بفرص التفاعل مع خارج ثقافتهم.
سهيلة بورزق الجزائر
الفن أكبر من أن يقف خادماً علي أعتاب الأيديولوچيا
إن علاقة الايديولوچيا بالابداع من الناحية النظرية علاقة طبيعية لكون الايديولوچيا بالأساس فكرة وقناعة وهو ما يجعل من الإبداع، ايديولوجيا بثوب جمالي وفني كما يقول تيري أيجلتون، تستهدف الوعي توجيها وتعديلا، فالكاتب لا يخرج عن حدود كونه إنسانا يحكمه واقع ويؤثر فيه. ومن الطبيعي أن تكون له أفكاره ومواقفه وأراؤه تجاه هذا الواقع يطرحها ويطرح ما يخالفها في ابداع غايته صناعة واقع مواز، يتمثل الواقع الحقيقي ويحتويه ، ومع ذلك يبقي الفن أكبر من أن يقف خادما علي اعتاب الايديولوجيا. والدليل علي ذلك زوال ايدولوجيات كثيرة من حيز التأثير والفاعلية في حين بقيت ابداعات فنية وجمالية اعتبرت في يوما ما ممثلة وناطقة بهذه الايديولوجيات وهو ما يؤكد أن الفن أقوي وأعمق تأثير من الايدولوجيا وان توافق معها.
غزالة طاهر الجزائر
الإبداع مطلوب لكسر الجمود الفكري
إذاً الابداع في أجواء الأيديولوچيا، له فضاءاتهُ المؤطّرة إنمّا..الكتابة والإبداع, كما الممارسة في الشئون الثقافية عامةً، لا حدود لها ولا سدود.
فالجميع علي مُختلف أفكاره ومشاربه لهُ الحرّية المُطلقة لفتح أبواب جديده علي عوالم غير مسبوقة من الرؤي، والنظريّات، والأفكار المُتعددة التي تُسهم في توسيع المدي الثقافي، الفكري، والإنساني في المجتمعات التي هي بأمسّ الحاجة إلي توالد الجديد، والمفيد الذي يتماشي مع تطوير وتجديد بيئة كبيئتنا الثقافية. فالإبداع مطلوب لكسر الجمود الفكري، والتخلّص من بعض الموروثات التي عفي عليها الزمن، ولبثّ روح مُتجددة ترتقي بالأجيال القادمة إلي شواطيء امان مدروسة، ومُحكمة التوازن.
فايدة الفقيه لبنان
الأيديولوچيا ترتقي بالإبداع
إنَّ الكاتب بعامة والمبدع بخاصة إذا كان مؤمناً بأيديولوجيا معينة، فإنَّ من الصعب أنْ يفصل بين الأيدولوجي والإبداعي، والأصلُ أنْ تنعكس أفكاره ومعتقداته علي ما يكتب، وإلا اُعتبر مُدعياً غير ملتزم. في الكتابة الإبداعية لا يُستساغُ أنْ تكون الأيديولوجيا واضحة، أو فاقعة. ويتبدي إبداع الكاتب في أن ينسج نصه الإبداعي بمهارة فائقة، وفنية عالية، بحيث لا يلمس الخلفية الأيديولوجية إلا قارئ واع ذكي، أو ناقد حصيف، من خلال قراءة ما بين السطور.
وإذا كانت الأيديولوجيا واضحة وملموسة في النص، فقد قيمته الفنية غالباً، وتحول إلي شيء آخر لا يمكن أن يكون إبداعاً.إنَّ الأيدلوجيا تُغني النص الإبداعي، وتزيده عمقاً، وتعدد مستوياته وأبعاده، إنْ تماهت في النص، وأُشربها جيداً. والإبداع يؤنسن الأيدولوجيا ويقربها إلي الروح والقلب والوجدان، ويساعد علي تقبلها وهضمها عقلياً.
بالإبداع تَرِقُّ الأيديولوچيا، وبالأيديولوچيا يرتقي الإبداع.
موسي أبورياش الأردن
رضعناها..
ولمسناها.. وورثناها
لا نستطيع أن نبني حاجزاً يحول دون تسرب أفكارنا الضمنية إلي نصوصنا الأدبية لحظة الكتابة لسبب يتعلق بتاريخ تربيتنا هذه الأيديولوچية الراسخة في أعماقنا والتي لمسناها سراً وجهراً لن يمكننا الهروب من سيطرتها سواء في حالة الوعي أو في حالة الحلم.
جميع الأفكار التي تقودنا وتسيطر علينا نحن لم ننتقيها تبعاً لاختياراتنا بل رضعناها وورثناها ولمسناها ونحن في المحاضن وفهمنا أنها لاصقة بنا كجلودنا.. لذا ليس غريباً أن نكون أسري لها لكن هذا الأسر لا يعفينا من المسئولية أمام نصوصنا ككتاب، فالمبدع الحقيقي هو الذي يصنع نصه في قضاء خال من تأثيرات أية أفكار مسبقة وإلا تحول إنتاجه إلي ما يشبه أقوال المدرسين والوعاظ والمرشدين.
وهناك فرق كبير بين أن أدافع عن فكرتي التي أحترمها وبين أن أجعلها مادة لقصتي.
نادرة العويتي ليبيا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.