ماذا أصابك ياوطن؟ ومن أضاعك يا وطن؟ من باع خاتمك العقيق.. بدون رهن أو ثمن؟ من أطلق السهم الغشيم.. علي عيونك.. فوق ظهرك.. دون خوف أو شجن؟ من أطفأ القمر الحنون.. ودمس كل نجومنا.. دوما بلا أدني حياء أو حزن؟ من أهدر الدم الطهور.. بكل قلب بارد وبكل عقل شارد ما همه وأد الشهيد.. وما أصاب فؤاده.. أبدا حياء أو وهن؟ من أحرق الأزهار والأنهار من؟ من صب ماء النار.. فوق وجوهنا ورءوسنا؟ ما همه وهن الطفولة والكهولة.. لا ولا يوما عصافير تغنت.. باسم حلمك يا بلادي في شجن من حاصر الأحلام في كل الصدور؟ من ياتري حفر القبور؟ لكل فجر قادم.. ولكل حلم عبقري في صدور الثائرين.. بدون خوف أو حياء للحقيقة قد سجن ماذا أصابك يا وطن؟ ومن أضاعك يا وطن؟ هل أنت أنت؟ كما رأيتك حيث كنت كما عهدتك منذ عهد طفولتي كما عرفتك عند بدء فحولتي وطنا تعانقه النجوم وطنا تخاصمه الهموم وطنا يشاركني البراح دون خوف أو عبوس أو جراح وطنا يغني للصباح وطنا يشاركني الطفولة والفحولة والسكن قد كنت ياوطني صبوحا.. مثل وجه حبيبتي وجها يعانق في صفاء مهجتي وجها بشوشا مثل أمي لاتغيره السنين أو المحن كانت حواديت الطفولة تحتويني.. تصطفيني كي اجنح في السماء كي أسافر في الفضاء لكي أري دوما بلادي.. مثل ست الحسن مغدقة وملهمة القوافي أما أنا قد كنت.. مقداما ومفتونا كما.. الشاطر حسن باسمك القزحي أشدو يابلادي.. دون حزن أو شجن. ماذا أصابك يا وطن؟ ومن أضاعك يا وطن؟ ماذا أصاب الفيل والأرغول.. والشط الجميل؟ وليلة السحري يدعو كل قلب عاشق حتي يدندن غنوة الحب النبيل بصوت "ثومة" حين تشدو في صفاء.. للهوي والنيل وبشمس الأصيل في غناء عبقري دون هم أو شجن ماذا أصابك ياوطن حتي تجف حقولك الخضراء. حتي تموت طيورك البيضاء جفت مراضعنا وصارت.. دون ماء أو لبن كل القنابل صادفتنا كل السنابل خاصمتنا ما عاد ماء النيل يروي حقلنا ما عاد جرن القمح يجمع في المساء عيالنا قد بح صوت رجالنا حينما كانوا جميعا ينشدون.. هناك في ضوء القمر.. من غير خوف أو حذر. "القمح الليلة.. الليلة.. ليلة عيده يارب تبارك.. وتبارك.. وتزيده" لكن ذاك القمح أبدا كم يزد وحقوله أبدا إلينا لم تعد والجرن عنا قد تناءي وابتعد صرنا ندبر في عناء خبزنا من فوق ارصفة الموانيء والسفن عصر الرمادة باعنا وأجاعنا كل السنابل حين جفت جددت أوجاعنا وهاهو الصديق غضبان علينا كم تجاهل برقنا دوما.. ولم يرسل الينا حينما يوما رآنا قد غفلنا لا ولم نأكل جميعا من يدينا يوسف الصديق بعد الآن لن يأتي الينا ما عاد ينفع ان نضمد.. جرحنا الأبدي أبدا بالتهاب من بعد ماتهنا وخايلنا السراب مازال كف الحلم يطرق كل باب ولم نزل نبحث دوما دون جدوي.. عن حلول أو جواب ولم نزل نهوي الي قاع السفينة نهفو الي حلم السكينة والسكن نرنو جميعا في رجاء.. لانتفاضات الوطن.