صرح الدكتور السيد سهيم، المستشار الثقافي لمصر بإسبانيا ومدير المعهد المصري بمدريد، إن «الآخر يتقاعس عن معرفة ثقافتنا، وبالتالي علينا أن نبحث بأنفسنا عن الطرق التي نقدمها له». كان ذلك في لقائي معه بمكتبه بالمعهد، الذي شهد مؤخراً نشاطاً غير مسبوق، لم يتوقف عند الثقافة المصرية فقط، بل امتد للثقافة العربية أيضاً. «ربما لا يهتم الناشر الإسباني بشكل مُرضٍ بالكتابة المصرية، ويقتصر علي الأسماء المضمونة مثل نجيب محفوظ وعلاء الأسواني، من هنا يجب أن يأتي دور الدولة للدفع بالأسماء الجيدة، التي استطاعت أن تثبت جدارتها في السنوات الأخيرة، لتقوم بترجمتها للغات الأجنبية»، يقول سهيم ويقترح أن يقوم بذلك مترجمون مصريون، ويؤكد علي أنها ستجد رواجاً بين المتحدثين بلغة ماركيز. يشير سهيم إلي أن المعهد المصري يقوم بإصدار مجلة سنوية للتعريف بثقافتنا، كما أنه أصدر عدداً من الكتب اهتم بها القاريء الإسباني، ولعل ذلك راجع إلي اهتمام المعهد بعقد الندوات الأدبية والعلمية وتنظيم ورش ومسابقات في رسوم الأطفال، دون إغفال محاضرات في التاريخ والآثار المصرية ودعوة كُتّاب إسبان ومناقشة أعمالهم التي تتناول الآثار ومؤخراً ثورات الربيع العربي. المستشار الثقافي لمصر نظّم مؤخراً أسبوعاً للثقافة المصرية ببرشلونة بالتعاون مع المركز العربي الأوروبي، شارك فيه فؤاد أسدي، مدير المركز، وسينين فلورنسا، وزير الشئون الخارجية بإقليم كتالونيا، والعديد من الأسماء الهامة في المجال الثقافي والصحافي والأكاديمي، وتناول الأسبوع الثقافي عدداً من الموضوعات، منها:»المرأة والتغييرات الاجتماعية في ثورات العالم العربي«، »الواقع الجديد في مصر وتحدياته«، »ازدهار الحضارة الفرعونية علي ضفاف النيل« »مفاتيح فهم مصر الحالية« »مصر الجديدة، آفاق جديدة وفرص جاذبة«. كما شهد الأسبوع أفلاماً سينمائية، منها »دعاء الكروان« »الجحيم المصري« للمخرج أحمد عاطف، «بداية ونهاية» للمخرج صلاح أبو سيف، »التحرير 2011 وكيف تولدت الثورة« للمخرج تامر عزت وآيتن أمين وعمرو سلامة. وعرض الفيلم الوثائقي الإسباني»محطة الموسيقي التالية: مصر« للمخرج فيرمين موجوروثا. وفي إطار الاحتفال بالكاتب الكبير إبراهيم أصلان، نظم المعهد المصري أيضاً حفلاً لتأبينه، شارك فيه كبار المستشرقين الإسبان مثل الأكاديمية كارمن رويث بياسانتي، وبدرو مارتينيث، وميلاجروس نوين التي ترجمت له »مالك الحزين« و»وردية ليل«، ومن مصر المترجم طلعت شاهين. وأعقب الاحتفال عرض فيلم »الكيت كات«. كما نظّم أمسية شعرية للشاعر محمود شرف، الذي قرأ قصائد من ديوانه »عين الذئاب وقصائد أخري«. وشارك في الندوة الشاعر أحمد يماني، الذي قدم قراءة في قصيدة النثر المصرية وتناول بالنقد شعر محمود شرف.