العتابا ، و الميجانا ، وام الزُ لف ، والدلعونا ، والسويحلي ، والنايل ، والميمر، أشكال موروثة من الفولكلور الغنائي ، الذي يعتبر بمثابة الوعاء الذي استوعب الكثير من تجارب التعبير عن المشاعر الحزينة والسعيدة عند اهل البادية في بوادي وريف مشرقنا العربي ، وكثير من هذه الفنون تتماثل من حيث البناء المعماري ، وهوعدد الاشطر الاربعة وطريقة التقفية التي تلتزم بالجناس في الاشطر الثلاثة الاولي ،ثم تجيء قافية الشطر الرابع مخالفة لهذا الجناس ، بحيث تخضع لنهاية معينة، كالالف او الباء او الياء المشددة او التاء المربوطة او الهاء الساكنة ، فنجد العتابا التي تقول : اهطلي يا عين دمعاتك وسيلي ... وخدي زاد الصبر اكبر وسيلِة... وبالله ع الحِمَي مُرّ ي وصيلي ... حتي يكون الرجوع مْن الغياب. ، وقد يطلق (القوّ ال) لنفسه العنان ، ويجعل القوافي الأربع متماثلة - علي غرا فن الدوبيت - يقول أحد شعراء الفرات : يقولون : أين الوفا ؟ قلت: الوفا موجود يقولون : و لْفك جفا .. قلت : الْ يحب يعود يقولون : ضَوّ ك طفا .. قلت : القمر موجود يقولون : أين الصفا ؟ قلت : العيون السود مما يدل علي صحة مقولة أن التراث العربي بحر بلا شواطيء .. كما أن العتابا ليست كلها علي نمط واحد ، بل هناك العتابا الشرقية الواردة من الجزيرة الفراتية والبادية ، والعتابا العراقية - الابوذية ، والعتابا الفاضلية (والتي عادة تبدأ بكلمة «هلي» ) مثل : هلي بالمركب العالي يشبّون ... ودوم سراج بالظلمة يشبّون هلي ما كادوا العاطف يشبون ... خلوهن خيل لطراد الضحي . والعتابا الصخرية العقيلية ، والعتابا الساحلية ( وتنتهي بحرف الباء)مثل : انا اللي كنت للدهر صاحب و داري ... ولاني عارف بغدرُ ه وداري ... دار وطعنّي بظهري .. وداري .... بكي فيها الرضيع مْن العذاب ( داري الاولي بمعني : واداري ، وداري الثانية من الدراية والمعرفة ، و داري الثالثة : هي الدار ). ولا يفوتنا ان نعرّج علي ذكر أسماء بعض فرسان فن العتابا - علي سبيل المثال لا الحصر -الذين كان لهم إسهام حقيقي في إحياء هذا الفن التراثي العريق، والحفاظ عليه والابداع فيه ، فهناك الراحل درويش حمود (من محافظة طرسوس) وصالح رمضان وابراهيم صقر (من سوريا) ورفعت مبارك وسليمان دلا ( من لبنان ) وسليمان داءود (من سلمية) الذي يعتبر رمزا من رموز العتابا في المنطقة الوسطي ، وصاحب دواوين ( العتابا والنواهي ) ، وكل من صالح رمضان ، وجميل جنيد ( من الغالب في ريف حماة ) ، واسد فقرو الملقب باسد العتابا وفوءاد غازي وسعيد البيروتي ، وحدو سلوم ، واحمد شوحان صاحب كتاب ( ديوان العتابا )، و عبد الله الفاضل ، الذي لمع اسمه في البيءة الرعوية (وهو من تدمر شرقي حمص )، ومن ابداع سليمان داءود - الملقب ب (ابو منهل) - في احدي نواهيه التي تنتهي بالالف ( والنواهي يقصد بها الحسناوات اللواتي نضجن جسميا وعقليا) : النواهي ليش علي داري معدّون .... وليالي الهجر بفراقن معدّ ون .... بعيني شفت نجدلهن معدون ....حرام البوم يصطاد المها. {معدون الاولي بمعني مارّون من المرور ، وبفراقن معدون : اي بفراقهن غير معدودة ، ومعدون الثالثة بمعني مع الدون اي مع الندل او الخسيس ومن العتابا التي تنتهي بالباء : أريد أبكي علي روحي وأنا حي .... بعيني ضاقت الدنيا وأنا حي ..... أخوي ال ما نفعني بيوم وأنا حي ..... شلّي بيه يوم ردّات التراب . {وأنا حي الاولي بمعني وانوح ، وانا حي الثانية بمعني ونواحيها ، وانا حي الثالثة بمعني وانا عايش ، شلّي بيه بمعني ماذا به