وقع الدكتور: عبد الرحيم عبد الواحد كتابه »مهاتير محمد وثورات الربيع العربي...عاقل في زمن الجنون« بحضور القنصل التعليمي الماليزي شوشيليل عزم بن شعيب ممثلاً عن الحكومة الماليزية عن دار ميديا هب انترناشيونال ومقرها دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، الكتاب يتناول وجهة نظر مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق حول الأوضاع العربية الراهنة وما تشهدها من تحولات سياسية متسارعة، إضافة إلي فلسلفة التجربة الماليزية. ويعتبر الكتاب هو الأول من نوعه باللغة العربية الذي يرصد مفردات التجربة الماليزية الشاملة، كما يجسد رؤية واقعية للتطورات والتجارب والظروف التي عاشتها ماليزيا وكيفية الخروج من الازمات ومواجهتها والتغلب عليها، اضافة الي استعراض للدور الماليزي في دعم وتعزيز الانشطة الاقتصادية والتجارية بين الجانبين والتواصل المستمر مع دول العالم الاسلامي والدول العربية حيث يركز علي فلسفة مهاتير وتجربته ورؤيته السياسية والاقتصادية والاسلامية طوال 22 عاما من توليه منصب رئاسة الوزراء التي تركتها في اكتوبر 2003 وتحدث الكاتب عن مواقف مهاتير حول الثورة المصرية قائلا: »كان مهاتير يعي ما لمصر من عراقة وحضارة وتاريخ، من أجل ذلك كان واضحاً وهو يوازيها بنهضة اليابان أولاً ونهضة بلاده ثانياً. بسلاسة عباراته ومباشرتها يحذر مهاتير محمد المصريين بالقول: »إياكم واقتراب المستثمرين الأجانب من السياسة... هناك ضوابط يجب التشدد بها لوجود المستثمرين الأجانب، منها ألا يقتربوا من السياسة، وأن يحققوا أرباحاً مقابل توفير وظائف لأهل مصر«. استنادا إلي رفض التدخل الأجنبي في بلاده، كان مهاتير أكثر من واضح وهو يشدد علي رفضه فكرة الاقتراض من البنك، أو الصندوق الدوليين، باعتبار أنه يقيد المقترض بشروط مجحفة تجعل الدول عاجزة أمام الجهة المانحة. ويدرك الرجل أنه لن يكون نجاح مصر الطليعة سهلاً، كما أنه لن يكون نجاحها قائما عليها وحدها. من هنا يعرب عن استغرابه من خوف الدول الإسلامية والعربية من مساعدة مصر في ظل أزمتها الاقتصادية. وتساءل لماذا لا تأتي الأموال العربية إلي مصر من السعودية؟ مثلما كانت تأتي إليها في السابق من السعودية والعراق، ولماذا هم خائفون لهذه الدرجة من أمريكا؟ وينظر مهاتير بعين غير راضية علي التظاهر في الشارع ويقول: »لا بد أن يكون التظاهر هو الحل الأخير، لكن أن تستمر المظاهرات طوال الوقت، فذلك يصد المستثمرين ويزداد البطالة«. ونبه إلي أن مصر تعيش سنوات انتقالية وعليها أن تخطط لإعادة بناء نفسها بنموذج جديد وبحكومة ديمقراطية، وهذا الأمر ليس من السهل تحقيقه، خاصة مع احتمال مجيء حكومة عبر الديمقراطية، لكنها تسيء استغلالها بما يؤدي إلي انهيار الدولة، من هنا يري الحل في ضرورة أن يعرف الشعب الديمقراطية جيداً، وأن يتفهم حقوقه وواجباته حتي يستطيع أن يسقط الحكومة إذا خالفت نهج الديمقراطية. كما ابدي النصح لقادة مصر الجدد منها ما دأب علي التأكيد عليه مراراً في أن سر النجاح اليوم بالانتقال من اقتصاد السوق إلي اقتصاد الصناعة، وأن السوق الحرة اختراع الدول المتقدمة، وأن سر النجاح لأي دولة هي أن يضع قادتها الهدف أمامهم، ثم الاعتماد دائما علي موارد بلادهم ومالها، ولا تعتمد علي القروض وأموال الآخرين .