أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن أمريكا أعلنت الحرب الاقتصادية علي إيران، مؤكدا أن هذه الحرب خطيرة للغاية علي المنطقة والعالم والنظام الدولي. وقال في مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة طهران مع نظيره الألماني »هايكو ماس»: »لا يمكن لأحد أن يقوم بخطوة ضد شعبنا ولا نرد له الصاع صاعين فنحن لم ولن نبدأ أي حرب لكن من يبدأ الحرب علينا لن يكن هو من ينهيها».وهدد ظريف ان بلاده ستدمر أي طرف يغزوها. كما أكد ظريف أن بلاده ما زالت ملتزمة بتعهداتها تجاه الاتفاق النووي المبرم مع القوي العالمية وان هناك 19 تقرير من الوكالة الدولية تؤيد ذلك. وقال : »نحن علي أتم الاستعداد أن نواصل تنفيذ خطوات خطة العمل المشترك للاتفاق النووي أو نوقفها حسب ما يقوم به شركائنا». وأشار ظريف إلي أن الهدف المشترك بيننا وبين ألمانيا هو المحافظة علي الاتفاق والحد من التوتر. من جانبه، شدد وزير الخارجية الالماني أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا متمسكة بالحفاظ علي التزاماتها بموجب الاتفاق. وقال ماس : لا يمكننا صنع معجزات لكننا سنحاول تجنب فشل» الاتفاق، مؤكدا علي أهمية مواصلة الحوار مع إيران. وقال إن الوضع بالمنطقة متوتر للغاية وخطير بشدة، أي تصعيد خطير للتوترات القائمة يمكن أن يؤدي لتصعيد عسكري. جاء ذلك في وقت انتقد فيه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي الدول الأوروبية الموقعة علي الاتفاق لتقاعسها في إنقاذ الاتفاق بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه العام الماضي ومعاودة فرض العقوبات علي طهران. وقال المتحدث إن حتي الآن لم نشهد تحركات ملموسة من الأوروبيين لضمان مصالح إيران، مشيرا إلي أن طهران لن تبحث أي قضية خارج نطاق الاتفاق النووي. وقال إن بلاده لم تكلف أي دولة للتوسط لها مع أمريكا لإنهاء الصراع بين البلدين. وقال موسوي »لا نعير أي قيمة لتصريحات واشنطن ودعوات ترامب للتفاوض سواء بشروط مسبقة أو بدون»، مشددا علي رفض طهران العروض الأمريكية بالتفاوض تزامنا مع استمرار سياسة الحد الأقصي من الضغوط. وأكد انه ينبغي علي الدول المتبقية في الاتفاق ان تكون صوت واحد ضد الإرهاب الاقتصادي الأمريكي والغطرسة الأمريكية. كما أكد أن إيران علي استعداد للدخول في الحوار وتبني اتفاقية عدم الاعتداء مع دول الجوار الخليجية. واوضح موسوي بأنه لا يوجد طلب إيراني لشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسي » إس 400 »، مشيرا إلي العلماء الإيرانيين صنعوا أنظمة دفاعية لاتقل كفاءة عن المنظومة. يأتي ذلك قبل يومين من زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلي طهران في مهمة دبلوماسية حساسه يأمل خلالها أن يقوم بوساطة لخفض التوتر بين إيرانوأمريكا. من جهة اخري، أعرب يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقه إزاء التوترات المتصاعدة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، ودعا إلي الحوار لتخفيفها. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة »وول ستريت جورنال» أن قائد القوات المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط »فرانك ماكنزي» قد يوصي بعودة الوجود الأمريكي العسكري المكثف إلي منطقة الشرق الأوسط.