مازال حلم الانتهاء من إنشاء أول مركز من نوعه متخصص في زراعة الكبد بجامعة المنصورة يراود أبناء مصر والمنطقة العربية .. فكرة المركز الجديد جاءت بعد نجاح وحدة زراعة الكبد بمركز الجهاز الهضمي بالجامعة في إجراء أكبر عدد من عمليات زراعة الكبد بمستشفي حكومي وبنسب نجاح عالمية .. وكان الإقبال الكبير من المرضي المصريين والعرب وطول قوائم الانتظار الدافع وراء إقامة مركز متخصص لزراعة الكبد .. تبرع بالفعل أحد رجال الخير بإنشاء المبني وأصبح ينتظر التشطيب والتجهيز ليكون بمثابة أكبر انطلاقة لإجراء تلك العملية المعقدة داخل هذا المركز الحكومي الجامعي . الدكتور محمد الشوبري مدير مركز الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة وعضو فريق زراعة الكبد بالجامعة يشير إلي أن مستشفي الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة يتردد عليه كل عام مئات الآلاف من المرضي من جميع المحافظات والدول العربية .. حيث يعالج جميع أمراض الجهاز الهضمي والكبد بالإضافة إلي برنامج زراعة الكبد الذي يعتبر من أنجح البرامج الطبية الموجودة في مصر حالياً بل ومن أهم الإنجازات التي تتحقق وتتطور وما زالت تحافظ علي استمراريتها حيث تتم وفق ضوابط صحية وأخلاقية صارمة. ويشير إلي أن نتائج نجاح الجراحات داخل المركز جميعها تسير وفق المعدلات العالمية وأصبحت سمعة المركز العالمية تضعه في مكانة متقدمة علي المستوي العالمي ويبذل الجميع داخل المركز جهودا مضنية للحفاظ علي هذا التميز. الدكتور محمد عبد الوهاب رئيس فريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة أشار إلي أنه تم إجراء 700 حالة زراعة كبد في هذه الوحدة بالإمكانات الحالية المتواضعة حيث تشتمل وحدة الزرع الكائنة داخل المركز علي 20 سريراً فقط ولصعوبة التوسع داخل المركز لأكثر من ذلك أصبحت هناك قائمة انتظار للمرضي تقارب 200 حالة انتظار لزراعة الكبد من متبرع حي وحالتهم الصحية والمادية متدنية. ويضيف أن مركز الجهاز الهضمي والكبد بالمنصورة يجري حوالي 40% من عمليات زراعة الكبد في مصر فأصبح الأول محلياً والثالث عالمياً في عدد عمليات الزرع مع الالتزام الصارم بالأخلاقيات والضوابط التي تمنع تماماً تجارة الأعضاء البشرية. ويشير إلي أن 80% من المرضي زرعوا مجاناً فبجانب مساهمة الدولة كانت تبرعات أهل الخير حيث تحملوا عن المريض هموم تكاليف العملية وأدوية الزرع التي تستمر مدي الحياة. وأضاف أنه نتيجة لقائمة الانتظار الطويلة اضطر فريق الزرع لزيادة أيام الزرع من يومين إلي 3 أيام أسبوعيا . وأكد علي أن تجربة المنصورة في زراعة الكبد أصبحت تدرس في المحافل العلمية الدولية وتلقي الإشادة من علماء زراعة الأعضاء في العالم . ونظراً للسمعة الطيبة لفريق زراعة الكبد وتكاتفه تبرع أحد رجال الخير (الحاج عادل عرفة) بمبلغ 20 مليون جنيه لبناء مركز متخصص لزراعة الكبد سوف يكون الفريد من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط ويسهم في إنهاء قوائم الانتظار وإنقاذ حياة المرضي حيث يتوفي بعضهم بسبب طول الانتظار.. كما تبرع أيضا الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة العاشق لمصر ب 5 ملايين جنيه كمساهمة في بناء المركز الجديد الذي ما زال يحتاج الدعم لتجهيزه وتشغيله. ويضيف الدكتور عبد الوهاب: المركز مازال في حاجة لمبلغ يقدر بحوالي 250 مليون جنيه لتشطيبه وتجهيزه ليكون الأول من نوعه بالشرق الأوسط المتخصص بالكامل في زراعة الكبد فقط وليخدم أبناء مصر وجميع الدول العربية وفي حال سرعة الانتهاء منه سيكون بمثابة طفرة كبري في هذا المجال وسيساهم في ذات الوقت في دعم السياحة الطبية في مصر.