نحن في يونيو شهر ثورة تحرير الوطن من العصابة الإرهابية، وعلينا أن نتذكر أن الرئيس السيسي تسلم حكم مصر، وهي علي شفا حرب أهلية فأنقذها من الضياع، وهل نسينا إمارتي رابعة والنهضة ؟. كأننا لم نكن في دولة بل في مستعمرة في أدغال أفريقيا، تسيطر عليها العصابات الإجرامية، ومظاهرات دموية مددجة بالآلي والمولوتوف والمتفجرات، تحتل الميادين وتسطو علي الشوارع، وتحرق المنشآت العامة وأقسام الشرطة، بينما يقبع في قصر الرئاسة حاكم إمعة يحركه مكتب الإرشاد وخيرت الشاطر. لنسأل أنفسنا: كيف كانت أحوال مصر - لا قدر الله - لو استمر الإخوان يحكمون ؟.. وهل كان يبقي من هذا الوطن غير الأطلال التي يبكي عليها من عشقوا ترابها وضحوا بأرواحهم في سبيلها ؟. مصر الآن هادئة والدولة استردت هيبتها وعافيتها، ولو حدث ما حدث لها في دولة أخري، ما قامت لها قائمة وما ارتفع لها علم، فالمؤامرة كانت كبيرة والسيوف كانت مشهرة، والوطن كان ينام في أحضان الخوف ويستيقظ علي أصوات الرصاص، فأصبح المستقبل الآن يحمل في بشائره ملامح التفاؤل والثقة والأمل، فلا تنمية ولا بناء إلا بعودة الهدوء والاستقرار، والجميع يعلم أن هذه القضية في صدارة اهتمامات الرئيس السيسي. السيسي تسلم مصر، دولة تنزف ومنهكة ومرهقة في كل شيء، وتواجهها مشاكل وتحديات تنوء عن حملها الجبال، بلد لا يعمل ولا ينتج ولا يستثمر، وتنتشر أعمال العنف والشغب ليل نهار، وتتآمر عليه قوي وتكتلات داخلية وخارجية، ولو حدث ذلك في أعتي الدول ما كتبت لها النجاة، وبفضل الله تمضي الأحوال إلي الأفضل، بوجود خطط مدروسة وإرادة قوية لعبور المستحيل والوصول إلي بر الأمان. الرئيس ليس في يده عصا سحرية يشق بها البحر، ولكن لديه ما هو أحسن، تقدير الناس وثقتهم فيه، فيتحملون الصعاب، أملا في انفراج الأزمات ومجابهة التحديات، والحمد لله أن مصر وهي تسعي للنهوض، ولم تهمل الخيار الديمقراطي لاستكمال بنيتها السياسية. لا أتحدث في تفاصيل الأزمات التي عشناها، ولكن عن دولة كادت أن تتفكك وتنهار ويتقاتل شعبها، فمنّ الله عليها بأحد أبنائها، واستطاع في فترة قصيرة أن يستعيد الأمل ويسترد الروح، أوفي بما وعد بأن نحمل بلدنا فوق اكتافنا ولا نفرط فيها. وهذا ليس غريبا علي من جاء من مصنع الرجال، الجيش المصري الذي عاهد الله أن يكون خادما لهذا الشعب، ومدافعا عنه بالأرواح والدماء، مدافعا عن كل شبر من ترابه المقدس، هذا الجيش الذي حاول المعزول وعصابته أن يجعلوه ميليشيات قبيحة للقتل والترويع، علي غرار ما يحدث في دول شقيقة مجاورة.