كتب فكري أباظة، مقالًا في مجلة الهلال عدد يوليو عام 1947؛ قال فيه: «حينما أصدرت كتابي الضاحك الباكي كتب الدكتور يعقوب صروف، كلمة تعليقًا علي الكتاب في جريدة المقتطف قال فيها: (لقد عرف الكاتب الرجالة بدقة وإحكام.. ولكنه لم يكتشف بعد غريزة المرأة». وصدق أستاذنا الكبير، فالمرأة بحر، سر، لغز، ومن يدعي الإحاطة بفن المرأة فهو مخدوع ومغرور، والمرأة تلقى علينا كل عام درسا جديدا وعلما جديدا.. لكن العجيب في أمر هذا المخلوق أن طابعه واحد في جميع بلاد الدنيا. زرت أوروبا كلها قطرا قطرا وزرت أمريكا وعرفت المصريات والجزائريات واللبنانيات والسوريات والهنديات في الشرق الأدنى والأقصى معرفة وثقافة وغريزة وكذلك الإنجليزيات والفرنسيات.. وأقول وجدت أن الطابع واحد والسليقة واحدة والقاسم الأعظم بين كل نساء العالم مهما اختلفت الأديان والأجناس واللغات واحدة هي. أولا الغرور: فما من امرأة في العالم بأسره إلا وتحس بالغرور في حركاتها وملابسها واعتنائها بجمالها وذكائها حتى التي لم ينعم الله عليها بالنعمة الكبرى وهى الجمال. ثانيا الغيرة: وهى الغريزة الدائمة حتى بين الصديقات والشقيقات وبين كبار السن والمقام، وإشكالات المجتمع العالمي تساهم بأوفر نصيب من هذه العلة، فالمرأة تغار من المرأة حبيبة وزوجة وعضوة في ناد وعضوة في جمعية ممثلة في مسرح وصحفية في جريدة ووزجة موظف وزوجة زعيم. والظاهرة التي لمستها أنه لا غيرة بين الرجال بل قل إنها مخففة الثأر فقد يغفر الرجال وقد يتسامحون ويعفون ولكن المرأة لا تغفر أبدا ولا تتسامح، وروح الثأر غريزة فيها، وهى في العمل التجارى متعنتة متصلبة، والمرأة التي تسيطر بقوة شخصيتها على زوجها تغير من طباعه وتدفعه إلى الانتقام والثأر. ثالثا قابلية الإغراء: فما من امرأة عرفتها إلا ضعفت وتخاذلت واستسلمت لعوامل الإغراء، ذلك هو القاسم المشترك بين نساء العالم وفي نفس الوقت يحتفظ كل جنس بطابعه الخاص. الهلال: يوليو 1947