وأمشط شعري

معذرة ..
سألملم بالفجر ضلوعي ثانية
سيحط الطير الشارد في وكري
سأشذب أعشاب الليل الشوكية
سأحيك الجزء الممزوق بثوبي
سأنسق في عجل أزهاري
سأمد ظلالي
أحصد قمحي
أجمع ثمري
وأمشط شعري .
قالت لي وأنا أتهجي أحرف جسدي
أنت الجذر الراسخ بالطمي
وزهره .
أنت الفجر النابض بالأفق وشمسه
أنت الأنثي
نهر الأرض
نكهة خبز
بشري لحصادي .
يتمدد في جفنيّ وشاحك
يتدفق سحرك
أحرس كنزك
ابنة أشجارك.. أمطارك
ومليكة نحلك .
عشتار... إيزيس ... فينوس
أجمع أشتات السرب الشارد
من حقلك
أسكب شهدك
أشدو أغنيتك في يومي .
أصبح ظلا للمارة عبر نهاري ..
أين ظلالي ؟
أصبح حصنا للخوفي من سرب قطيعي
أين قلاعي ؟
أصبح ريحا لشراع العمر الماضي يتهادي بسويعاتك
أين شراعي ؟ .
أعطيك دمائي
تعطيني اسما
حرفا مرسوما في بحرك .
أعطيك السهل الممتد برحمي
تعطيني الجسد المنهك بالسفر .
أعطيك نهاري، أوقاتي
تعطيني خريفي وشتائي
أبدا لم أبلغ في يوم قمة جبلك .
أجمع بالسفح محاصيلي
وتحط طيوري منهكة
أبدا لم يبلغ نسر العقل سماءه
أبدا لم يرفع راياته
أشرب إكسيرك بأواني الصحو
أذعن .. أشدو شدوك .
يا ساكنة في محرابك
أرضا تتوهج تتألق
لست ربيبة
لست مليكة
نصفي شجر يرسل جذره
يمنح ظله
نصفي أمواج شاردة
شوك الزهر وملح البحر .
أتأرجح مابين شروقي .
وشرود الموج بتياري
أتوقف ما بين البين .
أعرف أنك لن تعطيني أبدا أي جواب
أعرف أن الأبواب المفتوحة في ضي الصبح
تصبح محظورة
كقلاع الليل
حين يحين مسائي .
أعرف أن عليّ
أن أنزع شوك الأسئلة النامية بحقلي
وألملم كل صباح ضلعي
في حمأة قيدك
لكني
أبقي عاشقة للنغم المتدفق دوما
يومي ووجودي وفنائي
والقيد الساكن أغواري
هل أوجد كي أفني فيه ؟
كي تنمو من جسدي شجرة
ويعود الماء الي بحره
معذرة ..
أتأخر وقتي ؟
سألملم بالفجر ضلوعي ثانية
سأعيد سياج سؤالي لبدايات الاستفهام
سأنسق بالصبح زهوري
سأمد جسوري
وأمشط شعري .